ما هي أسباب اكتئاب طفلي؟

البنات أكثر عرضة للإصابة من الأولاد

TT

«اشعر بالحزن الشديد وعدم السعادة، لا يوجد من يحبني، كما أنني لا أحب نفسي، أشعر بأنني بلا قيمة» الطفل يوسف، 10 سنوات وهو يوصف إحساسه بالاكتئاب.

بطبيعة الحال كل شخص يود أن يرى الطفل يبتسم أو يضحك، وهذا ما يتوقعه معظمنا عندما نرى أو ننجب الأطفال، وهو جزء من الفرح والسعادة اللذين يجلبوهما معهم. مما لا شك فيه اننا سمعنا الكثير عن الاكتئاب ومشاكله، ولكن من الصعب أن نتصور أن أطفالنا قد يعانوا منه. وتعرف منظمة الصحة العالمية الاكتئاب بأنه اضطراب عقلي عام يصاحبه اعتلال الحالة المزاجية، وفقدان الاهتمام أو المتعة بالأشياء، والشعور بالذنب أو تدني احترام الذات. ووفقا للأكاديمية الأميركية للطب النفسي للاطفال والمراهقين، الاكتئاب لدى الأطفال يحدث عند استمرار وجود مشاعر الاكتئاب لمدة زمنية طويلة حتى تؤثر على قدرة الطفل أو المراهق على التفاعل مع محيطه. تعتقد الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال أن هناك ما لا يقل عن 1 في كل 33 طفل قد يكون يعاني من الاكتئاب، وترتفع النسبة عند المراهقين لتصل إلى 1 في 8. أما في بريطانيا، ووفقا لاحدث الارقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني، فهنالك واحد من كل خمسة أطفال بين 10 إلى 16 عاما يعاني من اضطراب عقلي، مع 4% من الأطفال يعانون من اضطرابات عاطفية، مثل القلق او الاكتئاب.

وفي دراسة شملت 198 من الذكور و136 من الإناث في مدينة الاسكندرية بمصر لمعرفة فعالية معالجة السلوك لدى تلاميذ المدرسة، بيَّنت الدراسة أن تواتُر (تكرار حدوث) الاكتئاب بلغ 9.6%؛ بواقع 7.1% لدى الذكور، و13.2% لدى الإناث. وتشير الدراسات أنه حتى سن 12 عاما، تكون احتمالية اصابة الفتيان والفتيات بالاكتئاب متساوية. ولكن بعد الـ 12 عاما، يكون احتمال اصابة البنات اكثر بضعفين من البنين. أنواع الاكتئاب

* الاكتئاب يصنف وفقا لشدة المرض، وعلاماته وأعراضه. وجميع الأنواع المختلفة يمكن أن تؤثر على الأطفال والمراهقين.الاكتئاب الرئيسي: الطفل المصاب بهذا النوع من الاكتئاب، تكون لديه اعراض اكثر تميزا مثل الحزن المستمر وعدم السعادة وتدني احترام الذات. مع اضطراب في الانشطة اليومية مثل الاكل والنوم. ويكون الطفل المصاب مكئتباً علي الدوام. الاضطراب العاطفي الثنائي القطب:

(Bipolar Disorder)، يعرف أيضا باسم الهوس الاكتئابي ويتميز هذا النوع بنوبات اكتئاب منخفضة الطاقة (اكتئاب وحزن شديد)، والهوس والطاقة العالية (وفرط نشاط وحيوية). الهوس الاكتئابي قد يؤثر علي 1 الي 2% من الأطفال، وعادة ما يتطور في أواخر سنوات المراهقة أو أوائل البلوغ. ماهي أسباب اكتئاب طفلي؟

* عادة لا ينجم الاكتئاب عن سبب واحد واضح، ولكن يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل منها: • أن يكون الأطفال تحت ضغوط، بسبب وفاة شخص قريب، او الطلاق في الأسرة أو أولئك الذين يعانون من صعوبات في التعلم او اضطرابات الانتباه أكثر عرضة للاكتئاب. • المراهقات أكثر عرضة من الفتيان للاصابة بالاكتئاب • الوراثة، اذا كانت اسرة الطفل تعاني من الاكتئاب فهنالك احتمال كبير ان يصاب به. • عدم التوازن الكيميائي في الدماغ بسبب الناقلات العصبية مثل السيروتونين. في بعض الأحيان يمكن أن تؤدي عدة عوامل للاكتئاب، فضلا عن أن بعض الأطفال قد يكون أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهم. دلائل الإصابة

* على خلاف البالغين، الأطفال لا يعرفون وصف ما يشعرون به، وعادة لا يمكن أن يحددوا بوضوح أن لديهم مشكلة. لذلك كآباء علينا أن نكون في حالة تأهب لذلك، والبحث عن بعض من علامات التحذير، مثل: 1. قد يكون الطفل غير سعيد أو حزين طوال الوقت، أو ان يبكي بسهولة بالغة. 2. عندما يفقد الاهتمام او التمتع بعمل الأشياء التي اعتاد على التمتع بها، أو يبدو عليه الملل الشديد. 3. قد يبدو قلقا او مذعورا. 4. الاداء السيء في المدرسة، الأطفال الذين يعانون من الاكتئاب قد يجدون صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء، وذلك قد يؤثر على الأداء والحضور في المدرسة. 5. اضطرابات الاكل (قلة او كثرة الاكل)، أو اكتساب أو فقد وزن. 6. الشكوى من صداع دائم او الالم في المعدة، من دون اعراض مرضية واضحة7. النوم لساعات طويلة، أو عدم النوم بسهولة. 8. الاجهاد الواضح، او القيام بالاعمال أكثر بطئا من المعتاد. 9. تجنب الأنشطة اليومية أو الابتعاد عن الأهل والأصدقاء. 10. قد يصبح الطفل أكثر اعتمادا أو التصاقاً بالآخرين أو التصرف بعدم ثقة. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 3 الي 5 سنوات يمكن ان يصابوا بالاكتئاب، وعلى الرغم من أنها قد تكون صعبة التشخيص. إذا كنت تشعر أن طفلك مكتئبا، وخاصة إذا استمرت بعض هذه الأعراض لأكثر من شهر، من الأفضل طلب مشورة الطبيب. لا تتأخر في طلب المساعدة. التشخيص والعلاج

* إذا كان طبيبك يري احتمالية الاكتئاب، سيعمل علي فحص طفلك، وقد يحوله إلى طبيب أخصائي الامراض العقلية لدى الأطفال الذي قد يستخدم القائمة التفصيلية لتقدير اكتئاب الأطفال، التي تستخدم في تشخيص الاكتئاب أو غيرها من وسائل التشخيص. وعقب تقييم الطبيب سوف يضع برنامجا لكيفية إدارة والتعامل مع اكتئاب طفلك من خلال العلاج النفسي والعلاج المعرفي، والأدوية (إذا كان عمر طفلك يسمح بتناول العقاقير) مضادات الاكتئاب. للأطفال دون سن المدرسة يتم تشخيص الاكتئاب من خلال الوالدين عن طريق اتخاذ إجراء تقييم للأمراض النفسية. ماذا يمكن ان يفعل الوالدان؟

* إذا تم تشخيص طفلك بالاكتئاب، دوركم كوالدين او مربي الطفل حاسم واساسي في معالجته. الطفل المكتئب يشعر بالحزن وانه عديم الفائدة، لذلك تتركز مهمتكم في منح هذا الطفل كل الحب والعطف والدعم الذي يحتاجه لاجتياز هذه المحنة. من المهم أن نفهم أن الطفل المصاب بالاكتئاب لا يمكنه السيطرة على مشاعره، ولا يمكنه ان يكون سعيدا أو بمقدرته ان يجعل المرض يختفي. على الآباء والأمهات ضرورة التفاؤل والايجابية فالاكتئاب يمكن علاجه بسهولة، وذلك بالتأكد من أن طفلك يأخذ العلاج اللازم ومنحه وقتاً وجهداً للخروج من هذه المحنة. من المؤسف ان هناك اعتقاداً في بعض المجتمعات تجعل من الاكتئاب مرضاً مخجلاً، يجلب العار والفضيحة للاسرة، مثل هذه الاعتقادات خاطئة فالأمراض العقلية لا يجب الخجل منها بل يجب ادراكها مبكرا لمعرفة اسبابها وعلاجها حتي لا تصبح مزمنة يصعب علاجها مستقبلا <10 اقتراحات لمساعدة طفلك 1. تحدث مع طفلك عن ما يشعر به. 2. ثقف نفسك عن الاكتئاب. كلما توسعت مداركك، ستكون في موقف أفضل لمساعدة طفلك. 3. تعرف علي علامات الاكتئاب، ولاحظ مدة، وكرار وحدة السلوك المضطرب. 4. إذا كان طفلك يعاني من أي مجموعة من علامات الاكتئاب لأكثر من أسبوعين في ظروف مختلفة (على سبيل المثال ، في المنزل أو في المدرسة)، من الأفضل أن تستشير الطبيب . 5. ناقش كل ما هو متاح من خيارات العلاج مع طبيب طفلك، وأوزن بدقة كل المخاطر والفوائد المرتبطة بكل خيار. وهناك خطة شاملة للمعالجة ويمكن أن تشمل العلاج النفسي، والتقييم المستمر، وفي بعض الحالات الأدوية. أنت وطفلك، إن أمكن، ينبغي أن تشاركا مشاركة كاملة في وضع خطة للعلاج. 6. تحدث إلى أسر أخرى لمساعدتك على فهم كيف يمكن للاكتئاب أن يؤثر على طفلك وبقية الأسرة. 7. ثق أن العلاج سيعمل وستتحسن حالة طفلك. 8. قضاء بعض الوقت مع طفلك، ورعايته، والاستماع اليه جيدا وفهم مشاعره مهم جدا. 9. تأكد من أن طفلك يأكل حمية غذائية صحية ومتوازنة. 10. استثمر وقتا بصورة منتظمة لمساعدة طفلك علي التمتع بالأنشطة الترفيهية.

* اخصائية في الصحة العامة [email protected]