فقدان الشهية والشره العصبي وأثرهما على صحة الفم

الأعراض تكون واضحة على الأسنان

TT

نسلط الضوء في هذا الموضوع على ظاهرتين مرضيتين متواجدتين في المجتمع و هما فقدان الشهية العصبي و النهم أو الشره العصبي و فيه نتناول تأثير هذا المرض على صحة الفم و دور طبيب الأسنان في العلاج.

* فقدان الشهية العصبي

* يحدث عندما يكون المريض فاقدا للشهية تماما أي يكون في حالة صوم شبه دائمة طوال اليوم و يكون ذلك بسبب رد فعل نفسي و هو الخوف من السمنة بسبب الأكل.

الأعراض الجسدية التي تصيب فاقد الشهية هي:

- الفشل في الوصول إلى الوزن المثالي أو الطبيعي للجسم.

- وزن الجسم غالبا ما يكون أقل من الوزن الطبيعي بحوالي 15% - الخوف من السمنة و عدم الاقتناع بشكل أو حجم الجسم من قبل المريض.

- شحوب في لون جلد الجسم مع وجود تبقع في مختلف مناطق الجسم.

ومن الطبيعي أن نجد المريض بفقدان الشهية مصابا بالعديد من الأمراض الجسمية و التي تكون نتيجة لقلة الغذاء الضروري لصحة الجسم و نذكر من هذه الأمراض:

- انقطاع العادة الشهرية للنساء.

- تباطؤ في نبضات القلب.

- انخفاض دائم في درجة حرارة الجسم.

- انخفاض في معدل البوتاسيوم و الكالسيوم في الجسم و بالتالي احتمالية التعرض لهشاشة العظام كبيرة.

- انخفاض دائم في ضغط الدم.

كما أن هناك العديد من المشاكل الطبية المصاحبة لهذا المرض و في أسوأ الأحوال تكون النتيجة قاتلة. كما و يلجأ المريض المصاب بفقدان الشهية العصبي إلى التمارين الرياضية الشاقة لاعتقاده بان شكل جسمه لا يزال سمينا. كما و تجدر الإشارة بأن النساء أكثر عرضة لهذا المرض و رأت بعض الدراسات بأن الفئة العمرية لهذا المرض غالبا ما تكون من سن 11 إلى 4 1سنة، و قد تقل الأعراض في فترة معينة بعد ذلك وفي غالب الأحيان يرجع المريض إلى نفس العادات في فترة البلوغ . أما الأسباب المؤدية إلى ذلك فهي تصب في مجرى الأمراض النفسية والتي تكون في الغالب بسبب:

- الإحباط النفسي و الاكتئاب.

- الشعور بالذنب بسبب الأكل.

- فقدان الثقة بالنفس.

- قد يكون مصاحبا لمشاكل عائلية كفقدان أحد من أفراد الأسرة مثلا.

- الوحدة و الشعور بالإهمال من قبل الزملاء اعتقادا بأن شكل الجسم السمين هو السبب.

* النهم أو الشره العصبي

* وهذا النوع يختلف عن السابق من حيث أن المريض يلتهم الطعام الغني بالسعرات الحرارية العالية ومن ثم يتخلص من ذلك كله بواسطة التقيؤ المتعمد وقد يلجأ البعض إلى استخدام الملينات و المسهلات و كذلك التمارين الشاقة جدا للتخلص من الطعام. و هذا النوع من المرض يعتبر أكثر شيوعا من سابقه كما و أن تصاب به السيدات على الأكثر.

و هو كمثل مرض فقدان الشهية العصبي من حيث كونه مرضاً نفسياً يخاف فيه المريض أن يصبح سمينا لذا يلجأ إلى تلك الطريقة بالتقيؤ للتخلص من الأكل إضافة إلى اللجوء للتمارين الرياضية الشاقة للحصول على جسم نحيف. و يختلف عن مرض فقدان الشهية في أن المريض قد يكون في معدل الوزن الطبيعي و قد يكون في بعض الأحيان أعلى من معدل الوزن الطبيعي للجسم. و من الأعراض الجسدية المصاحبة نذكر منها:

- وجود هالات سوداء حول العين.

- شحوب في البشرة مع وجود ندوب و تصلب في مفاصل الجسم.

- احمرار في العين.

- الشكوى من الصداع المتكرر.

- عدم استقرار في وزن الجسم في الأسبوع الواحد و قد يكون هنالك فقدان أو اكتساب في الوزن بمعدل 5-10 باوند في الأسبوع الواحد.

أما الأمراض الجسمية التي قد يتعرض لها المريض المصاب بالنهم نذكر منها الإصابة بالجفاف و اختلال في معدل البوتاسيوم في الجسم وتوسع ونزيف في المعدة وكذلك اضطراب في ضربات القلب إضافة إلى الشعور بالإمساك. وكما في حالة فقدان الشهية العصبي فقد تنتهي هذه الحالة بالموت.

* مشاكل الفم و الأسنان

* في الحالتين تعتبر أعراض المشاكل الفموية متشابهة. و لذا من المهم جدا التشخيص الدقيق في البداية والتدقيق في الفحص و السؤال عن صحة المريض العامة وملاحظة أي أعراض جسدية قد تفيد في معرفة إذا كان المريض مصابا بالمرض أم لا. و كما سبق و ذكرنا فإن المريض غالبا ما يبدو عليه شحوب في الجلد و يكون جافا و متقشراً وقد يكون مائلا للون الأصفر أو في بعض الأحيان إلى البرتقالي. فيجب ملاحظة ذلك كله و السؤال عن الأسباب و الاستشارة الطبية في حالة ملاحظة أي أعراض.

أما عند فحص الأسنان فتكون الأعراض واضحة جدا لذا قد يكون طبيب الأسنان هو المكتشف الأول لوجود هذا المرض ، فغالبا ما يكون هنالك تآكل شديد في طبقة المينا الخارجية للأسنان وتكون واضحة بالخصوص في الأسنان الأمامية العلوية ويكون في الغالب في الأشخاص المصابين بالنهم العصبي لأنهم يلجأون إلى التقيؤ بشكل كبير و هذا يعرض الأسنان إلى الأحماض المعوية بصورة كبيرة و مع الوقت تصاب الأسطح الخلفية للأسنان الأمامية بالتآكل ولكن السطح يكون ناعما و أما التآكل في السطح الأمامي للسن يكون بسبب التعرض لمدة أطول. ومن الملاحظ أيضا أن حشوات الأسنان الموجودة لدى الأشخاص تكون مرتفعة عن سطح الأسنان بسبب التآكل الذي حدث من قبل و النتيجة تكون وجود حساسية في الأسنان عند شرب السوائل الحارة أو الباردة.

تزداد نسبة التسوس لدى الأشخاص المصابين بالنهم العصبي وذلك بسبب تناول الأطعمة الغنية بالنشويات و السكريات بصورة كبيرة إضافة إلى قلة نسبة اللعاب في الفم وهذا يساعد على ازدياد نسبة التسوس في الأسنان.

وتجدر الإشارة إلى أن نسبة اللعاب في الفم القليلة قد تكون بسبب تناول الملينات لدى البعض أو بسبب أخذ الأدوية المضادة للاكتئاب و التي تكون موصوفة من قبل الأخصائي النفسي لعلاج الحالة النفسية للمريض.

أما الأعراض التي تكون موجودة في الحالتين هي انتفاخ في الغدة اللعابية وقد يكون هنالك خلل في وظيفتها إضافة إلى التهابات في داخل الفم أو على الشفتين بسبب الجفاف الحاصل في الجسم إضافة إلى التهاب في الغدد اللمفاوية.

* العلاج

* - قبل البدء في أي علاج من قبل طبيب الأسنان يجب في البداية تحويل المريض إلى الطبيب و أخذ الاستشارة الطبية و النفسية للتعرف على الحالة من جميع النواحي و بالتالي تسهل عملية التعامل مع المريض أثناء العلاج. - الخطوة الأولى في العلاج هي النصح و الإرشاد عن طريقة العناية بالفم و الأسنان، كما سبق و ذكرنا بوجود تآكل أو تقلص في طبقة الأسنان الخارجية لذا ينصح المريض بعدم استخدام فرشاة أسنان خشنة ، و ينصح باستخدام معجون أسنان أو مضمضة تحتوي على مادة الفلورايد إضافة إلى وضع مادة الفلورايد المستخدمة في عيادة الأسنان عند المتابعة. كما و ينصح المريض بعدم تفريش الأسنان فوريا بعد التقيؤ و ذلك لاحتواء الفم حينها على نسبة أحماض عالية.

- ينصح باستخدام بدائل اللعاب للأشخاص المصابين بجفاف في الفم و كذلك استخدام مادة بيكوربنات الصوديوم القلوية لمعادلة الوسط الحمضي للفم. - أما في حالة و جود تسوس في الأسنان أو علاج الأسنان الأمامية المتآكلة فالحل الأفضل هو اللجوء إلى التركيبات الثابتة كالتيجان و ذلك لمقاومتها للتآكل.

- المداومة الدورية لزيارة طبيب الأسنان للمتابعة. و تجدر الإشارة بأن علاج الأسنان الكامل بالتركيبات لا يتم إلا بعد استقرار حالة المريض و استجابته لعلاج المرض < أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان [email protected]