القهوة تقلل من خرف الشيخوخة.. والإكثار منها يؤدي إلى الهلوسة

دراستان منفصلتان تشيدان بها وتحذران من أخطارها

TT

* في دراستين منفصلتين عرضتا منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، ذكر علماء فنلنديون وسويديون أن تناول كميات معتدلة من القهوة يقلل بشكل ملموس من خطر ظهور مرض ألزهايمر (خرف الشيخوخة) لديهم عند الكبر، بينما حذر علماء بريطانيون عشاق القهوة من مغبة الإكثار من تناولها، وإلا فإنهم سيعرضون أنفسهم إلى الإصابة بالهلوسة، وسماعهم لأصوات غريبة، أو «رؤية الأشباح».

وأجريت الدراسة الأولى التي نشرت في عدد شهر يناير (كانون الثاني) الماضي من «مجلة مرض ألزهايمر»، على 1049 شخصا في فنلندا، أجابوا عن أسئلة استبيانات صحية، وتمت متابعتهم على مدى 20 سنة.

وقالت ميا كيبيفيلتو البروفسورة في جامعة كيوبيو الفنلندية، ومعهد كارولينسكا في استوكهلم، إن «الأشخاص الذين يتناولون بين ثلاثة وخمسة أقداح من القهوة يوميا في أواسط عمرهم، قللوا من خطر إصابتهم بمرض ألزهايمر بنسبة تراوحت بين 60 و 65 في المائة».

وقالت الباحثة إن «دور القهوة في منع حدوث العته لا يزال غير واضح، إلا أنها معروفة باحتوائها على مواد قوية مضادة للأكسدة، تقي من حدوث مرض ألزهايمر»، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في نشرتها الإنجليزية.

وفي الدراسة الثانية قال باحثون في جامعة درهام البريطانية إن الأشخاص الذين يتناولون 7 أقداح من القهوة سريعة التحضير يوميا، يكونون أكثر عرضة بواقع ثلاث مرات لظهور الهلوسة لديهم، مقارنة بالذين يتناولون قدحا واحدا فقط».

ودرس الباحثون 200 من طلاب الجامعة سئلوا عن مقادير تناولهم للقهوة يوميا، وعرضوا نتائج دراستهم في مجلة «بيرسوناليتي أند إنديفيديوال دفيرنسيز»، المعنية بدراسات الشخصية والفروق بين الأفراد.

إلا أن العلماء تداركوا هذه الاستنتاجات المحبطة، وأشاروا إلى هذه الدراسة لا تندرج في إطار السبب - النتيجة، أي أنه لا يمكن اعتبار القهوة سببا مباشرا تنتج عنه الهلوسة. كما أكدوا أن الإصابة بحالات الهلوسة لا تعتبر دليلا قاطعا على وجود مرض عقلي، وأن 3 في المائة من الناس عموما يسمعون أصواتا غريبة بشكل منتظم.

وقال سايمون جيمس الباحث المشرف على الدراسة، إنها «خطوة أولى للتعرف على نطاق واسع من العوامل التي ترتبط بالهلوسة». ويفرز الجسم عادة هرمون الكورتيزول عند شعور الإنسان بالتوتر، وقد لوحظت زيادة في إفرازه بكميات كبيرة بعد تناول الكافيين. وقد تقود هذه الزيادة إلى ظهور الهلوسة.

وأظهرت إجابات الطلاب المشاركين في الدراسة، تعرض عدد منهم إلى حالات رؤية أجسام لا وجود لها، وسماعهم للأصوات الغريبة، والإحساس بوجود أشخاص متوفين. ونقل الموقع الإلكتروني الإنجليزي لـ«بي. بي. سي» في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عن جيمس، أن «الأشخاص المتوترين قد يتناولون، وببساطة، كميات أكثر من الكافيين»، إلا أنه استطرد قائلا إنه «حتى ولو كان الكافيين مسؤولا عن ظهور الهلوسة بشكل ما، فإن دوره يظل أصغر من دور العوامل الحياتية الأخرى» <