فقدان بروتين.. يقود إلى «البدانة الصحية»

يبعد شبح الإصابة بمرض السكري

TT

> في ظل الحملة العالمية الشعواء على السمنة والبدانة، يبدو الحديث عن «البدانة الصحية» اليوم غريباً بعض الشيء.

إلا أن علماء أميركيين وجدوا ظهور «بدانة صحية» لا تشوبها حالات الالتهاب، لدى الفئران التي أطعمت بغذاء غني بالدهون. وقد أتاح هذا الغذاء لخلايا تلك الفئران أن تنمو لتصبح أكبر حجماً من حجمها لدى نظيراتها من الفئران العادية! وفي الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة «موليكولار أند سيلولار بايولوجي» المعنية بالبيولوجيا الجزيئية والخليوية، اكتشف باحثون في جامعة ساوثويسترن، فقدان بروتين يسمى «كولاجين 6» من أجسام الفئران البدينة. ويطوق هذا البروتين عادة الخلايا الدهنية ويرسم حدود نمو حجمها، ويشبّه العلماء عمله بعمل «قفص يحيط ببالون مائي».

وقال الدكتور فيليب شيرير مدير مركز تاتشستون لأبحاث مرض السكري في الجامعة الذي أشرف على الدراسة، إن «الفئران التي افتقدت بروتين «كولاجين 6» كان لديها أيض (تمثيل غذائي) أفضل من الفئران التي وجد فيها هذا البروتين». وأضاف أن «الفئران التي افتقدت «الكولاجين 6» لم تظهر لديها التهابات، أو حالات مقاومة الجسم للأنسولين، وهي الحالة التي تقود إلى ظهور مرض السكري. وقد ظلت سمينة إلا أنها كانت «سمينة صحياً»! وعندما يتناول الإنسان كميات أكثر من السعرات الحرارية فإن الفائض منها يختزن عادة في الأنسجة الدهنية. أما الخلايا الدهنية فهي توجد، وتفرز موادها أيضاً، في مصفوفة من الخلايا الخارجية، وهي صنف من الأنسجة الضامة (الرابطة) التي تدعم الأنسجة الدهنية، مثلما تدعم الهياكل الخارجية البنايات في الشوارع. وإن حدث ووجد الكثير من الأنسجة الضامة، فإنها تمنع الخلايا المنفردة من التوسع والامتداد، الأمر الذي يؤدي إلى تليف أنسجتها وبالنتيجة إلى حدوث الالتهابات فيها.

وقال شيرير إن العلماء يعتقدون أن الالتهابات تنجم أساساً عن ظهور اضطرابات التمثيل الغذائي لدى الإنسان، وأن وجود الخلايا الدهنية الكبيرة هو علامة سيئة جداً، لأنها تقود عادة إلى هلاك الخلايا وإلى ظهور مقاومة الجسم للأنسولين.

وأشار الباحث إلى أنه «في الحالة التي درسناها فإن الخلايا الدهنية الكبيرة لم تكن ملتهبة مثلما كان يجب عليها أن تكون، فالخلايا التي تفتقر إلى «الكولاجين 6» بمقدورها النمو من دون أن تحدث فيها الالتهابات». وأضاف أنه «من سوء الحظ فإنه ليس بمقدورنا إزالة «كولاجين 6» من جسم الإنسان، ولذلك فعلينا المناورة في هذا المجال» أي البحث عن طرق أخرى لتأمين جسم خال من الالتهابات! <