السعودية: حائل تحتضن أول فندق للصقور

تصل تكلفة استضافة الصقر إلى 2000 ريال شاملة الأكل والسكن والعلاج

جانب من الفندق الذي يحتضن الصقور في حائل («الشرق الاوسط»)
TT

فيما قد يعتبر المكان الأول من نوعه في السعودية وفي الشرق الأوسط، تحتضن مدينة حائل شمال السعودية أول فندق متخصص في ضيافة الصقور العربية، وهي العشق الأكبر الذي يستهوي الكثير من سكان الجزيرة العربية، وتقام له مسابقات ومناسبات تتمتع بمتابعة عالية من السعوديين. ويقول عبد الرحمن عصفور صاحب الفندق إنه أقام الفندق على مساحة 3000 متر مربع قبل ثماني سنوات، إرضاء لهواية تربية ورعاية الصقور. ويقول في حديثه إلى «الشرق الأوسط»: «إن الفندق يتكون من أربعة أجنحة، منها ما هو مخصص لعرض وبيع الصقور، كما أن هناك جناحا خاصا للصقر المنفرد الذي يرغب صاحبه في عزلة عن الصقور الأخرى والاحتفاظ بخصوصيته. وهناك أيضا أجنحة مخصصة لرعاية مجموعات من الصقور».

ويضيف العصفور شارحا خطوات استضافة الصقور في الفندق «بعد انتهاء موسم الصيد، يستقبل الفندق أكثر من 150 صقرا، حيث نقوم بفتح ملف خاص بالصقر، وتسجيل بياناته وصورته، بالإضافة إلى خاتمه الخارجي المسجل عليه كل المعلومات الخاصة به وبصاحبه». وعملية استضافة الصقور لا بد من أن تمر بمتابعة صحية للنزلاء، كما يوضح العصفور «نقوم بعزل الصقر النزيل عن الصقور الأخرى لمدة عشرة أيام، والكشف عليه بالعيادة الطبية الخاصة بالفندق، للتأكد من وضعه الصحي، والعناية به خلال فترة تبديل ريشه، التي تستغرق حوالي الستة أشهر، استعداد لموسم الصيد الجديد». ويتابع العصفور قائلا «إن تكلفة فترة الإقامة في الفندق والخدمات المرافقة قد تصل إلى حوالي 2000 ريال». ولدى سؤاله عن السبب خلف إقامة هذا النوع من الفنادق، أجاب العصفور، عائدا بالذاكرة إلى الوراء «بدأت الهواية لديَّ منذ نعومة أظفاري، وكان الصقر يعتبر شيئا مهما جدا في حياتي، لأن والدي ـ يرحمه الله ـ كان صقارا. وقد ازداد حبي وولعي بهذه الهواية عندما بدأ والدي في اصطحابي معه وبعض من أصحابه في رحلات القنص والصيد، وكان يوكل إلينا مهام الاعتناء بالصقور وترويضها والتعرف عليها. ومن هنا بدأت الهواية تزداد يوما بعد يوم». وهنا يؤكد العصفور على أن هواية الاعتناء بالصقور لا تقتصر على الأثرياء فقط، «فهي تكاد تكون ملازمة لبيئتنا بشتى شرائحها، بحكم هذه البيئة الصحراوية التي تحتضن هذا النوع من الطيور».

وتابع العصفور حديثه قائلا إنه تعرف على الكثير من الصقارين في السعودية من خلال رحلات القنص التي قام بها مع إخوته وأصدقائه، حيث «كانوا دائما ما يشتكون من عدم وجود أماكن وبيئة مناسبة للصقور للعناية بها في غير أوقات القنص، أو ما يسمى بلهجة الصقارين «الربطة». ولهذا، قمت ـ بتشجيع من زملائي هواة القنص بالصقور ـ بإنشاء «مركز حائل للصقور والرحلات السياحية»، ومن أنشطته «قرنسة الطيور»، وبيع وشراء وعرض الصقور على مدار العام».

ويقول العصفور «إن عدد زوار المركز يزداد خلال الموسم، حيث يصل عددهم إلى 300 زائر يوميا. وفي إجازة الصيف يستقبل المركز الزوار الذين يأتون إلى المنطقة لمشاهدة الطيور بالمركز، والاستماع إلى شرح مفصل، وطريقة التعامل معها وتربيتها وتدريبها خصوصا. ويستفيد المركز من موقعه في قرية عقدة السياحية القريبة من مدينة حائل».

وعن النشاطات الأخرى التي يقدمها الفندق، أوضح العصفور أن الفندق يقدم برنامجا خاصا للزوار، يستطيعون من خلاله التعرف عن قرب على التراث الثقافي والشعبي لسكان مدينة حائل. كما يقوم الفندق بتنظيم الكثير من الرحلات السياحية المختلفة للمنطقة المجاورة، وأهم معالمها.

وتجدر الإشارة إلى أن المركز يقوم بتنظيم مسابقات للصقور، يتم فيها اختيار أجمل صقر، كما يشارك بمسابقات دولية، وقد بيع من خلال أحد هذه المسابقات صقر، وصل سعره إلى مليون ونصف المليون ريال سعودي.