الشاحنات لوحات تشكيلية متنقلة في شوارع السعودية

تنوعت بين الدعاء والشعر والحكم والرسومات والصور

عامل يرسم على إحدى الشاحنات («الشرق الاوسط»)
TT

«ما شاء الله لا قوة إلا بالله»، «عين الحسود فيها عود»، «المرء لا يرى عيب نفسه»، «ارضَ بالنصيب»، «الصبر مفتاح الفرج».. أمثال وعبارات ورسومات وصور لأعلام دول يختارها سائقون لتزيين شاحناتهم وهي تجوب شوارع المدن السعودية، لتكون عبرة في الحياة أو لرد العين الحاسدة، أو حتى شعارا يرسم ويعكس الواقع الذي يعيشه هؤلاء في حياتهم الخاصة وبيئتهم وسعيهم الدائم وراء تأمين قوت اليوم.

تجدهم على الطريق السريع وفي مواقف الشاحنات وبجوارك داخل المدينة، وهم يجوبون بشاحناتهم الشوارع، كل يحمل في جنبات سيارته شعاره وأمله ومبدأه، أو على الأقل وجهة نظره.

هذه الرسومات والأشكال التي اعتادت العين على رؤيتها مع مرور أي شاحنة، ابتكرها سائقو الشاحنات في الهند وباكستان، ومن ثم نقلوها إلى شوارع السعودية لتصبح جزءا لا يتجزأ من بانوراما الشارع اليومية.

يقول نسيم أحمد هندي، يدير أحد المحلات المتخصصة في تزين الشاحنات منذ أكثر من 17 عاما، لـ«الشرق الأوسط»: «يحرص الكثير من سائقي الشاحنات على تزين شاحناتهم بالرسومات والنقوشات المختلفة كنوع من عملية الجذب للجمهور، كما تعودوا عليها في بلادهم، فكثير من السائقين الهنود والباكستانيين يحرصون على تزين شاحناتهم بالنقوش والرسومات لتعبر عن ميولهم وآرائهم الفكرية والفنية والثقافية».

وأضاف نسيم: «عند قدوم الزبون للمحل لطلب رسمه أو نقشه ما، نقوم بعرض كتالوج خاص بنا يحتوي على العديد من النقوشات والرسومات والعبارات المختلفة، ويقوم الزبون على ضوئها باختيار ما يناسبه منها أو يعرض علينا رسمة مغايرة يرغب في وضعها على سيارته، ومن ثم تبدأ عملية الرسم على الأطراف الجانبية والخلفية بعد طلاء الصفائح الحديدية الواقعة في الجزء السفلي من السيارة بلون أساسي للرسم عليه، وعادة ما يكون اللون أبيض أو فضيا أو أحمر، ونقوم بعد ذلك بعملية الرسم على تلك الصفائح المعدنية.

وتتراوح تكلفة تزين الشاحنة ما بين 1200 و2000 ريال سعودي، باختلاف النقشة والرسمة المختارة، وحجم السيارة، والمحل أيضا». من جانبه يقول السائق حمود قاسم، أحد الحريصين على تزين شاحناتهم، والذي اختار «بسم الله مجراها ومرساها» و«يا راضي الله وراضي الوالدين»، إن كتابة مثل هذه العبارات هي عادة فأل خير في طلب الرزق، أو تعبير عن الحب للوطن أو لشخص، أو للوقاية من الحسد. ويبقى الأصل الإيمان في القلب، والتي تعبر عنه مثل هذه الأقاويل والعبارات، معتبرا أن البعض الآخر يكتبها لتعبر عن حوادث حصلت مع بعضهم، وربما لتذكير بحادث طريف أثر فيه، أو لتنبيه زملائه مثل «لا تسرع.. الموت أسرع»، وذلك لتنبيهه من مخاطر السرعة. وفي بعض الأحيان تكون لوحة إعلانية مجانية، كأن يضع السائق رقم هاتفه أو المكتب لسهولة وصول الزبون له عند الحاجة.