على طريقة المثل الشعبي «اخطب لبنتك ولا تخطب لولدك» وجد فايز عبد الله نفسه معنيا بهذا المثل، ولكن باختلاف المفردات والمعنى، ولسان حاله يقول «اخطب لقطتك ولا تخطب لقطك»، وذلك أثناء تواجده في أحد محلات بيع وتهجين الحيوانات الأليفة في محافظة جدة ـ غرب السعودية ـ حيث اجتمعت جملة من الغرائب مجتمعة تتقاسمها أنواع الحيوانات بأشكال مختلفة ونادرة، وتصرفات جمهور من المهتمين بهواية تربية الحيوانات الأليفة. أول تلك الغرائب تمثلت في مجموعة من الحيوانات المنزلية، محاطة بكل أنواع الرعاية، بعضها يتجاوز سعره 1500 ريال، وتكلفة مرتفعة في رعايتها وتربيتها، إذ أن بعضها تتعدى قيمة وجباتها 100 ريال. وعلى الرغم من رغد العيش الذي يحسدها عليه بعض بني البشر، إلا أنها لا تملك حرية اختيار الزوج كما هي الحرية في قطط الشوارع، تلك المهمة يقررها هنا مالك الحيوان، وتجده دائم البحث عن نسل محسن. يقول فايز عبد الله، وهو يحمل قطته متجولا في أرجاء المحل بحثا عن «ذكر» حتى وقعت عيناه على أحدها «أبحث عن فصيلة من القطط الموجودة في هذا المحل لوضع قطتي لديها حتى تتم بينهم عملية التزاوج وفق مبلغ محدد لكل ليلة يزيد حسب المدة، وتتراوح أسعارها من قط لآخر». ويشير فايز إلى أنه اشترى قطته بنحو ألف ريال، وباع من إنتاجها ثلاث قطط ولدتها بعد عملية تزاوج سابقة، بنحو 700 ريال للقط الواحد، وقال «إنتاج قطتي يحظي بإقبال كبير، فأنا أهتم بها من حيث نوعية الطعام والمكان والمعيشية ومكان نومها».
هذا الأمر يؤكده فواز هشام الذي قال «أخذت قطتي ذات مرة لأحد محلات التهجين ودفعت نحو 200 ريال مقابل عمليات التزاوج لمدة أسبوع واحد». ورغم تحفظ مدير المحل والطبيب البيطري فيه بسبب قرار منع البيع الذي صدر في مدينة الرياض، إلا أنه تحدث لـ«الشرق الأوسط» قائلا «نحن نقوم بتوفير غرف خاصة لعمليات التزاوج، ونأخذ رسوم إقامة للقط في المحل، تحسب على كل يوم إقامة، وكلما زادت الإقامة تكون الفرصة أكبر في التهجين». مشيرا إلى أن الزبون مخير في اختيار الذكر لقطته، وقال إن تكلفة الإقامة تتراوح بين 30 و50 ريالا. وحول عملية التزاوج، وما إذا كان المحل يقدم أدوية معينة لإنجاح عمليات التهجين، نفى صاحب المحل «فضل عدم ذكر اسمه» بقوله «أبدا لا نقوم بذلك، وما يحدث هنا أمر طبيعي، والعملية تتم بمجرد أن يرى الذكر المقيم الأنثى القادمة، أما الحمل فنحن لا نتحكم فيه، وينطبق ذات الأمر على باقي الحيوانات». وزاد مدير المحل «نحن نعرض عددا من القطط والحيوانات الأليفة للبيع تتراوح أسعارها ما بين 800 و1500 ريال حسب النوع، وتعد القطط الرومية الأكثر رواجا وهي مختلفة الأشكال، وأشهرها القط الإيراني (الفارسي)، الذي قد يصل سعره إلى 10 آلاف ريال، وأهم ما يميزه السيقان القصيرة والرأس المستديرة والعيون التامة الاستدارة والواسعة».
ارتفاع أسعار القطط لا يمثل مشكلة أمام المهتمين بهذا النوع من الهوايات، ويدفعون مبالغ إضافية ككلفة لتربيتها، عبر شراء أغذيتها والتي تتراوح أسعارها بين 10 إلى مائة ريال، وتجهيزها بالإكسسوارات باهظة الثمن.
إحدى المهتمات بتربية القطط دخلت إلى المحل غاضبة بسبب المزاج المتعكر للقطة ـ بحسب وصفها ـ وقالت مخاطبة صاحب المحل إن قطتها كثيرة التبول في كل أرجاء المنزل، فما كان منه إلا أن ناولها مستحضرا ناصحا إياها برشه في المكان الذي تحدده هي للحيوان ليقضي فيه حاجته.