انطلاق إذاعة فلسطينية باسم الأسرى في سجون الاحتلال

الأولى للتواصل بينهم وبين ذويهم والمجتمع الفلسطيني

على الرغم من أن الناس العاديين يتعاملون مع هذا الحدث الأسبوعي بنوع من الرتابة، فإن الأسرى يبدون اهتماما كبيرا بذلك ويرتاحون كثيرا عندما يستمعون إلى ذويهم («الشرق الأوسط»)
TT

في يوم الأسير الفلسطيني الذي احتفى الفلسطينيون به في السابع عشر من أبريل (نيسان) الماضي، انطلقت أول إذاعة فلسطينية تتحدث باسم المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ومنذ ذلك التاريخ تبث هذه الإذاعة برامجها بشكل تجريبي ثمان ساعات يوميا. وقال مدير الإذاعة صالح المصري لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة إطلاق إذاعة خاصة بالأسرى جاءت بفعل الشكاوى التي تقدم بها الأسرى وذووهم، حيث اشتكوا من أن المساحة التي تخصصها وسائل الإعلام المحلية للأسرى وقضاياهم محدودة وقليلة جدا، بالنظر لأهمية هذه القضية في ظل ازدياد حدة الإجراءات القمعية التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال. ويؤكد المصري أن الإذاعة الجديدة تأتي كأداة للتواصل بين الأسرى من جهة وذويهم والمجتمع الفلسطيني، مشيرا إلى أن الحاجة إلى هذا النوع من التواصل أصبحت ضرورية بشكل كبير في أعقاب قرار الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن السماح لذوي الأسرى بزيارة أبنائهم في السجون. وأشار المصري إلى أن بث الإذاعة الجديدة يستقبل في كثير من السجون الإسرائيلية، منوها إلى أن الإذاعة حصلت مؤخرا على جهاز متقدم جدا يضمن استقبال بث هذه الإذاعة في جميع المعتقلات الإسرائيلية من سجن «تلموند» في الشمال وحتى سجن «كتسيعوت» الصحراوي في أقصى الجنوب. وأشار المصري إلى أنه تقرر منذ البداية أن يتطوع للخدمة في هذه الإذاعة أسرى محررون، على اعتبار أنهم الأكثر قدرة على التعاطي مع قضايا الأسرى من ناحية وجدانية، علاوة على أن تجربتهم تؤهلهم للتواصل مع ذوي الأسرى وشرح كثير من الأمور التي يستفسر ذوو المعتقلين بشأنها. وأكد المصري أنه في غضون وقت قصير ستعمل الإذاعة على مدار 24 ساعة، بحيث تحاول تغطية كل القضايا التي تهم الأسرى وذووهم. وأشار المصري إلى أن كل الإذاعات المحلية تقوم بتخصيص ساعة يوميا للحديث عن قضايا الأسرى، معتبرا أن هذه المدة غير كافية، مشيرا إلى أن حقيقة كون الإذاعات المحلية هي إذاعات حزبية، فإنها عادة تركز على قضايا الأسرى المنتمين للتنظيم الذي يشرف على هذه الإذاعة، في حين أن الإذاعة الجديدة تقوم بالتركيز على قضايا كل الأسرى من دون أي تمييز.

رائد عبيد، مهندس، وهو أسير محرر قضى خمس سنوات في السجون الإسرائيلية، يشغل منصب مدير البرامج في الإذاعة الجديدة، لا يخفي انفعاله وهو يمارس عمله، مؤكدا أنه وزملاءه يعكفون حاليا على إعداد دورة برامجية حافلة تحاول تغطية معظم القضايا التي تهم الأسرى. وحول البرامج التي يتم بثها حاليا، قال عبيد لـ«الشرق الأوسط» إن الإذاعة تبث يوميا نشرة أخبار خاصة بالأسرى، فضلا عن تقديم حلقة يومية للتعريف بالأسرى القدماء في سجون الاحتلال والذين صدرت بحقهم أحكام عالية بالسجن، فضلا عن برنامجين يوميين للتواصل مع ذوي الأسرى، أحدهما يعنى بنقل رسائل من ذوي الأسرى إلى أبنائهم في السجون، وبرنامج آخر لتلقي الاستفسارات من ذوي الأسرى، حيث يقوم مقدم ـ وهو أسير محرر ـ بالرد على استفسارات ذوي الأسرى، إلى جانب تقديم تغطية الاعتصام الأسبوعي الذي يقوم به ذوو الأسرى كل يوم اثنين أمام مقر «الصليب الأحمر» بغزة. وأشار عبيد إلى أنه على الرغم من أن الناس العاديين يتعاملون مع هذا الحدث الأسبوعي بنوع من الرتابة، فإن الأسرى يبدون اهتماما كبيرا بذلك ويرتاحون كثيرا عندما يستمعون إلى ذويهم. وأشار إلى أن هناك برنامجا يعنى بمشكلات وقضايا الأسرى المحررين، سيما اندماجهم في المجتمع، وتأهيلهم واستيعابهم في المؤسسات الوطنية، إلى جانب تقديم برامج سياسية تتعلق بالأسرى. ونوه إلى أن هناك برنامجا أدبيا يعني بـالتركيز على «أدب السجون»، وهو التراث الأدبي من شعر ونثر وقصة صغيرة للأسرى.