محلات بيع الملابس في غزة تعاني الكساد عشية موسم الأعراس

العرائس استبدلن استئجار فستان الزفاف بشرائه بسبب ضيق الحال

حالة الكساد في غزة تأتي رغم أن الأسواق تزخر بالملابس التي تم تهريبها عبر الأنفاق (ا. ف. ب)
TT

كانت مظاهر الضيق بادية على محيا الرجل عندما كرر عامل التسويق في محل الملابس الذي يقع في شارع عمر المختار الرئيسي في مدينة غزة الدعوة له بدخول المحل لمعاينة ما فيه من ملابس. ورغم مظاهر التبرم التي بدت على المارة الذين دعاهم لمعاينة الملابس، فإن العامل واصل محاولاته على أمل أن يقوم أحدهم بشراء ملابس من المحل. ويضطر هذا العامل للإلحاح في دعوة المارة للشراء بسبب حالة الكساد التي تعاني منها المحال التجارية، وتحديدا محلات بيع الملابس. أكرم، 45 عاما، صاحب أحد محال بيع الملابس في الشارع المذكور قال لـ«الشرق الأوسط» إن الذي يثير الإحباط لديه ولدى بقية أصحاب محلات بيع الملابس في القطاع أن هذا الموسم عادة ما يكون أفضل مواسم العام مع حلول موسم الصيف حيث تكثر الأعراس ويتجه أهل القطاع لشراء ما يحتاجونه من ملابس الزفاف. ويشير أكرم إلى التقليد الفلسطيني المتمثل في قيام العائلات بكسوة أفرادها عشية أي حفل زفاف يتم في العائلة، الأمر الذي كان ينعش الإقبال على الشراء. إياد، 39 عاما، صاحب محل آخر يشير إلى أن حالة الكساد تأتي رغم أن الأسواق تزخر بالملابس التي تم تهريبها عبر الأنفاق، مشيرا إلى أنه وإخوانه الذين يشاركونه ملكية المحل استثمروا عشرات الآلاف من الدولارات في شراء كميات كبيرة من الملابس المهربة على أمل أن يتم بيعها بربح معقول خلال هذه الفترة، مشيرا إلى أنه ليس في حكم الوارد لديه أن يبيع الملابس بسعر لا يضمن له ربحا على أمل أن يحدث تغيير إيجابي في الأوضاع الاقتصادية، وهو أمل لا يشاركه فيه كثير من زملائه الذين لا يكفون عن التبرم من الوضع القائم.

وتدفع الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة الكثير من العائلات الفلسطينية للمشاركة في حفلات الأعراس الخاصة بالأقارب بملابس قديمة. عبد الرحمن بني عودة الذي يقطن في حي «بركة الوز» غرب مخيم «المغازي» للاجئين وسط القطاع أحد الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من شراء ملابس جديدة لأولاده التسعة عشية حفل زفاف نجل ابن خالته الذي يقطن قرية «القرارة» شمال خانيونس، جنوب القطاع، بسبب تردي الأوضاع المالية. بني عودة الذي يعمل في مجال تجارة الأغنام قال لـ«الشرق الأوسط» إنه من أجل شراء ملابس لأولاده فإنه يحتاج إلى ألفي شيكل (500 دولار)، في حين أن صافي ربحه من التجارة خلال شهر لا يتجاوز الألف شيكل في أفضل الحالات. وأضاف أنه سيكون مسرورا لو كان قادرا على الاقتراض من أجل إدخال السرور على نفوس أبنائه في ظل هذه المناسبات لكنه يعي أنه لن يتمكن من سداد الدين لمحدودية دخله. وحتى العرائس أخذن مؤخرا تقليص تكاليف الفرح عبر التنازل عن بعض متطلبات العرس التي كانت تعتبر من الضروريات. فمثلا لم تعد العرائس يشترين فستان العرس الذي تتم فيه حفله الزفاف مع العلم أن سعر هذه الفساتين كبير على نحو خاص، وبدلا من شراء هذه الفساتين راج في القطاع استئجارها، حيث تقوم بعض محلات الملابس بتأجير هذه الفساتين للعرائس للبسها ليلة الزفاف وليلتين بعدها. ومن مظاهر الحرص على إنفاق أقل قدر من المال، فإن الكثير من العائلات لم تعد توفر أوتوبيسات لنقل العائلات لحضور حفلات الزفاف إلى الصالات التي تقام فيها هذه الحفلات.