سوق هرج الشعبي في بغداد يتحول إلى موقع تجارة على الإنترنت

مؤسسه لـ «الشرق الأوسط»: موقعنا مجاني ويلعب دور الوسيط فقط

عراقيون يتسوقون من أحد الباعة في السوق
TT

لأول مرة في العراق يتحول اسم «سوق هرج» الشهير في بغداد إلى موقع الكتروني للتسوق يقوم بعمليات التوسط بين الباعة والمشترين للبضائع المختلفة. وقام مصمم ومؤسس الموقع مهدي الأجودي، الشاب العراقي من سكنة البصرة، بتحويل هذا الاسم التاريخي الذي اشتهر ببيع كل أنواع البضائع قديمها وحديثها والذي يرتاده عامة الناس إلى موقع متطور يعرض البضائع والوظائف على شاشة الانترنت، مستخدما هذا الاسم لشهرته الواسعة بين العراقيين.

ويقول الأجودي وهو من مواليد 1976 وتخرج من جامعة البصرة قسم علوم الحاسبات، عام 1999 إن عمله الأساس هو تصميم مواقع الانترنت الديناميكية التي تعتمد على قواعد البيانات موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة إنشاء الموقع بدأت عام 2006 وجاءت عن طريق أحد العراقيين في الخارج. ويضيف «حاولنا أن نحاكي بموقعنا أسلوب بعض المواقع المتخصصة في التسوق الالكتروني وقد سألني عن إمكانية برمجة هكذا مواقع، ولا تعتمد برمجة هذه المواقع على الأسلوب التقليدي في تصميم مواقع الويب بل على الأسلوب التفاعلي بين مستخدم الموقع والموقع نفسه وهو ما يسمى بالتصميم الديناميكي لمواقع الانترنت والذي يعتمد بشكل كامل على قواعد البيانات. سألني ذلك الصديق عن إمكانية برمجة هكذا موقع فكان الجواب مني بالإيجاب وقد خرج هذا الموقع للنور بعد شهر كامل من البرمجة».

ويضيف الأجودي «الموقع الآن مجاني ويلعب دور الوسيط وهو غير مسؤول عن إتمام عملية البيع والشراء فهو في هذا الوقت مسؤول عن إرشاد المشتري إلى وجود سلعة لدى البائع وإن وقع التوافق في السعر فإن عملية البيع والشراء ستتم بينهما ولا دخل للموقع بذلك». وتابع «في المستقبل عندما يتولى الموقع خدمة التوصيل سيكون الموقع هو المسؤول عن عملية البيع والشراء». وعن مقومات نجاح هكذا عمل في العراق، قال الأجودي «إن الإقبال على الموقع ليس بمستوى الطموح إلى الآن وهذا يرجع حسب اعتقادي إلى عدة أسباب منها، ضعف الوعي تجاه الانترنت في المجتمع.. وصعوبة التداول الالكتروني للمال مما يصعّب بشكل كبير هكذا نوع من المواقع، فأغلب معاملات المواطن العراقي المالية لا تزال تتم بالنقد وما زالت بطاقات الائتمان مختفية عن الشارع الاقتصادي وهذه كلها من المسائل التي تعيق تنشيط التجارة الالكترونية في العراق». وعن الأرباح التي حققها الموقع، أوضح الأجودي «لم يكن الربح الغاية الأساسية منه بقدر ما كان نشر وعي ثقافة التسوق الالكتروني والتجارة الالكترونية، نعم قد يحتاج الموقع إلى المال من أجل تطويره والترويج له ولكن كل هذا لن يحصل حتى نحظى بمقبولية للموقع في الأوساط التجارية والاقتصادية. نحن نسعى لأن يكون موقعنا الأول على صعيد العراق في هذا المجال وما اختيارنا لاسم (هرج) إلا وسيلة لمحاكاة هذا السوق الشعبي الشهير في العراق وتحويله إلى أداة الكترونية تواكب متطلبات العصر».

وقال إنه لا وجود لعاملين على موقعه الآن وإنه يعمل بمفرده وأضاف «في الوضع الطبيعي فإن المواقع التجارية العملاقة على شبكة الانترنت تحتاج إلى كادر ضخم ولكننا بدأنا بداية بسيطة وكل العمل الذي ترونه في موقع سوق هرج يدار من قبل شخص واحد، لأن الموقع صمم بطريقة تفاعلية تجعل من إدارة السوق الالكتروني تكون بيد المشاركين في السوق أنفسهم، فالتسجيل في السوق يتم بصورة تلقائية والمستخدم هو الذي يغذي بياناته وكذلك الإعلان عن السلع يتم من خلال البائع نفسه، بل إن الترويج للسلعة يتم بصورة تلقائية أيضا من خلال إرسال رسائل البريد الالكتروني لكل مشتركي السوق لكي نعلمهم بإعلان سلعة جديدة في السوق. وعندما يكون هناك مزاد فائز فسوف ترسل رسالة تلقائية إلى كل من البائع والمشتري لتعلن عن انتهاء المزاد وربح المزاد من قبل المشتري الفائز بالمزاد، هذه الأمور كلها تدار بصورة تلقائية ولا يتدخل أحد بها». وأضاف «نحن نفكر بزيادة الكادر في المستقبل ونحن نفكر جديا بإدخال الاستثمار إلى الموقع وتحويل الموقع إلى مؤسسة اقتصادية بحيث نفتح للموقع فروعا في المحافظات من أجل إدخال خدمة التوصيل للموقع ونحن نفكر بخدمات جديدة».