تونس: أول زواج تحت الماء.. والزغاريد فقاعات هوائية

العقد يحرر على لوح من البلاستيك

التكاليف 1500 دولار وتتضمن إعطاء المدعوين خمس حصص غوص على الأقل («الشرق الاوسط»)
TT

الزواج فنون. هذا الكلام يصح على آخر زواج غريب من نوعه يحدث في تونس، ولربما الأول من نوعه في أي مكان آخر. ولو خيّرنا المقبلين على الزواج هل ترغبون في الزواج تحت الماء أم خارج الماء قد تختلف الإجابات، ولكنها قد تذهب إلى الزواج تحت الماء، فهو يغري الكثيرين بالغوص، وفي ذلك غوص في أغوار شريك الحياة. وقد يذهب شق آخر إلى أن هذا الضرب من الزواج ضرب من الجوانب الاستعراضية لا غير، يحاول من خلاله العريس والعروس أن يدخلا في تجربة غريبة قد لا تتكرر أكثر من مرة، على الأقل لمن يكتفون بزوجة واحدة أو زواج واحد.

الخبر انتشر في تونس، وجلب له الكثير من الاهتمام الإعلامي باعتباره يحدث لأول مرة في تونس، وربما في العالم العربي، كما أعلمنا محمد رفاد دلدول صاحب مدرسة لتعليم الغوص في ولاية المهدية الواقعة على بعد نحو 200 كلم في الساحل الشرقي للبلاد التونسية.

يقول دلدول إنه بعد أكثر من 11 سنة من العمل في مهنة مدرب للغوص أراد أن يخرج من طاحونة الشيء المعتاد، فانتبه إلى إمكانية تنفيذ أول زواج تحت الماء في تجربة اعتبرها شخصية للغاية، فكان أن نفذ زواجه تحت الماء.

وعن تلك التجربة يقول دلدول إنه بحث عن السكون بعيدا عن الضوضاء، فكانت مسألة تحت الماء، وربما كانت المسألة سهلة نسبيا لأن زوجته نفسها تحسن الغوص تحت الماء، وهو نفسه من درّبها، ونشأت بينهما علاقة حب تحت الماء، ولم يجدا ما يخلّد تلك العلاقة إلا الزواج على خلاف الصيغ المعروفة.

ولكم أن تتصوروا كيف يتم الزواج تحت الماء، فعقد الزواج يحرَّر على لوح من البلاستيك يمكن الكتابة عليه تحت الماء، وترتدي العروس حلة الزفاف وترمي بنفسها تحت الماء، وتضع الطرحة على الرأس. ولا تنسى النساء الحاضرات تحت الماء إطلاق الـ«زغاريد» التي تصل إلى سطح المسبح على شكل كريات صغيرة تنبئ بوجود حركة ما تحت الماء. أما العريس وبقية الحاضرين والشهود، كما يعلمنا محمد رفاد دلدول، فيلبسون بدورهم ملابس الفرح، ويرتدون كذلك ربطات العنق، ويسلم العريس خاتم الزواج لزوجته، في حين أن بقية المدعوين يرابطون على ظهر مركب خاص ويكتفون باستقبال المدعوين تحت الماء بعد إتمام مراسم الزواج.

أما عن تكلفة هذا الزواج فإن دلدول يؤكد أنها لا تزيد على ألفي دينار تونسي (قرابة 1500 دولار)، وتتضمن هذه التكلفة إعطاء المدعوين خمس حصص غوص على الأقل، وتوفير المعدات الضرورية، وتأمين المساعدة، وتصوير كامل ردهات حفل الزواج عبر الفيديو وتسليمها جاهزة على أسطوانة «دي في دي» للعروسين. أما العروس فإن لمسات الفرح تظل مرتسمة على وجنتيها لأشهر بعد الزواج، كما أكد ذلك دلدول.

ويضيف دلدول، أول متزوج تحت الماء، أن التجربة الأولى قد جلبت المزيد من المقبلين على مثل هذا الزواج، ووصلت طلبات إليه من ألمانيا وإيطاليا، ومن المنتظر أن ينفّذ زيجتين جديدتين خلال شهر سبتمبر (أيلول) القادم.

أما عن إقبال التونسيين على هذه التجربة فقد أكد دلدول بداية اهتمام المتزوجين الجدد بمثل هذه المغامرة الطريفة التي كان يأخذها البعض على محمل الفكاهة، فإذا بها قد تنقلب إلى وضعية جدية تبقى في الذاكرة.