مكتبة «الغازي خسرف بك» في سراييفو.. مخطوطاتها تعود إلى 900 عام

علي دادا البوسنوي تنازعه العرب والأتراك وكشفت هويته المخطوطات

الشيخ حسن في المكتبة («الشرق الأوسط»)
TT

تحتوي مكتبة «الغازي خسرف بك» في سراييفو، على كنوز معرفية كثيرة ساهمت في الكشف عنها عملية فهرسة المخطوطات البالغة أكثر من 10 آلاف مخطوطة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 900 عام. كما تصدر المكتبة حوليات من بينها حولية «أتالي» السنوية الخاصة ببحوث المخطوطات. وقال الشيخ حسن بوبارا، 55 عاما، لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا أكثر من 10 آلاف مخطوطة يرجع تاريخها إلى ما بين 200 إلى 900 سنة، وتحتوي على مواضيع مختلفة معظمها في العلوم الإسلامية، و70 في المائة منها باللغة العربية، و20 في المائة باللغة التركية، العثمانية، والبقية بالبوسنية، وبعض المخطوطات بالفارسية، دواوين شعر، وهكذا، كما لدينا 500 مخطوطة باللغة البوسنية مكتوبة بالحروف العربية». وتابع «إلى حد الآن فهرسنا 90 في المائة من المخطوطات، نشرت في 16 مجلدا من فهرست المخطوطات في مكتبة الغازي خسرف بك. وإلى جانب حسن بوبارا، في فهرست المخطوطات النادرة، يوجد مدير المكتبة الدكتور مصطفى يحييتش، وعثمان لافيتش. وتقوم المكتبة بمهامها، وكانت قد تلقت مساعدة من جمعية الفرقان لإحياء التراث الإسلامي في لندن. من أهم ما عثر عليه من مخطوطات مؤخرا، مخطوطات تكشف هوية مؤلف تنازعه العرب والأتراك وهو علي بن مصطفى، الشهير بعلي دادا (البوسنوي) وعن ذلك قال بوبورا لـ«الشرق الأوسط»: «هو من الأدباء والفلاسفة الإسلاميين البوسنيين الذين كتبوا بالعربية والتركية والفارسية والبوسنية، وهو من أشرف، وفق الوثائق المخطوطة، على تمكين مقام إبراهيم عليه السلام بتكليف من السلطان العثماني، أثناء توسعة المسجد الحرام التي كلفت 800 قطعة ذهبية، وذلك في عام 1001 هجرية الموافق 1592 ـ 1593 م».

ولعلي دادا عدة مؤلفات عثر عليها بمكتبة «الغازي خسرف بك» من بينها كتاب «تمكين المقام بالمسجد الحرام» توجد منه نسخة بدار المكتبة المصرية، كما عثر على مخطوطة كتاب له تحت عنوان «فضائل الجهاد» قسمه إلى ثلاثة أبواب، ضمن الباب الأول 40 حديثا في الجهاد وفي الباب الثاني 40 حديثا في مدح الغزاة وفي الباب الثالث روايات عن سير الجهاد والمجاهدين. «وفي الكتاب نجد سردا للحديث باللغة العربية ثم شرحه بالتركية نثرا ونظما». ومن كنوز المكتبة مصاحف يعود بعضها للعهد المملوكي، وقبل ذلك بكثير، وكتاب في تاريخ الأندلس يعتقد أن مؤلفه من المسلمين الذين هجروا من الأندلس بعد سقوط غرناطة، لكن العجيب أنه غير منقط. وربما عمد مؤلفه إلى ذلك نظرا للمأساة التي حاقت بالمسلمين في الأندلس. وهو كتاب غير معروف مؤلفه، ولكن مكتوب عليه اسم الشخص الذي أوقفه ويدعى أحمد أغا باب السعادة.

ومن الكتب العجيبة التي عرفت بعناوينها الغريبة وعدم معرفة مؤلفيها، «حكاية العصفور» و«تاريخ المحاليل»، وهناك أيضا كتاب «النجاة للوصول إلى طريق معرفة الإله» للعلامة العمدة محمد بن مشعل بن سراح بن محمد الدميري الشافعي. ومن الحكم التي تضمنها «معرفة المعبود، والرضا بالموجود، والصبر على المفقود، وإقامة الحدود، والوفاء بالعهود». وهو كتاب كما يقول الشيخ حسن بوبارا «غير معروف في المراجع الغربية والشرقية على حد سواء» وهو «مهدى من أحد مسلمي فووفدينا (مقاطعة مجرية تابعة حاليا لصربيا) وربما يكون المؤلف من المجاهدين الذين قتلوا في معارك المجر. وهو يحتاج إلى تحقيق ضخم. ومن الكنوز أيضا كتاب «شفاء المؤمنين». وهناك شخص من فوتشا (شرق البوسنة) ألف عشرات المؤلفات وعاش في القرن السابع عشر، حيث وصل إلى أعلى مرتبة دينية في الخلافة العثمانية، شيخ الإسلام مصطفى بن يوسف بالي زادة البوسنوي. وكما يقول الشيخ حسن بوبارا «لم تترجم أي من مؤلفاته، وقد ذكره عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين العرب» و«يذكر الأتراك أنه تركي بينما هو بوسنوي وهناك مخطوطة بخط يده في أحد مساجد فوتشا ذيلها بكتابة اسمه وهويته مصطفى بن يوسف بالي زادة البوسنوي، وهذا اللقب يعرف اليوم بباليتش». وللشيخ حسن جهود في الترجمة إلى جانب كونه أحد أعمدة فهرست المخطوطات في مكتبة «الغازي خسرف بك»، ومن الكتب التي ترجمها «منهج المسلم» لأبو بكر الجزائري، في مجلدين. وكتاب «من حياة التابعين»، في 700 صفحة، والنبأ العظيم، لعبد دراز في 300 صفحة. وكتاب « شمس الله تشرق على الغرب»، لزغرت هونكة.