أهالي «الخبراء» يحتفلون بالعيد في قريتهم القديمة

بدعم من هيئة السياحة بالقصيم

جانب من أعمال الصيانة للقرية التراثية في محافظة الخبراء («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي يستعد فيه السعوديون لاستقبال عيد الفطر المبارك كل على طريقته الخاصة وبتعدد العادات الشعبية والمناطقية التي تتنوع من حيث المكان واللباس والمأكولات وطريقة الاحتفال بالعيد، ومع التطور الذي تشهده الاحتفالات والسعي للجديد من خلال العيد، يعتزم عدد كبير من أهالي القصيم في محافظة الخبراء، مخالفة هذا التطور والعودة إلى الخلف سنوات عديدة. إذ يسعى الأهالي إلى إقامة احتفال العيد هذا العام عبر الدخول إلى قريتهم الطينية الأثرية التي تحتوي أكثر من 400 بيت طيني، كأكبر قرية يتم تأهيلها من قِبل الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في البلدية.

وتعد المحافظة الواقعة على الطريق السريع (القصيم ـ المدينة المنورة) والتي تبعد مسافة 380 كيلومترا شمال العاصمة السعودية الرياض، مركزا أثريا هاما في المنطقة تتم زيارته من العديد من الأهالي، حيث تشهد بكاء كبار السن على أطلال القرية التراثية بسبب تذكرهم سنوات خلت.

وصُممت القرية التي بُنيت منذ أكثر من 200 عام لتستطيع تحمل عوامل التعرية كثيرا وأخذت الشكل الدائري الذي يُعتبر مشابها للإعمار في العصر العباسي القديم وتحوي بداخلها جامعا كبيرا ومسجدين ومدرسة وتعد واحدة من خمس قرى تراثية في المملكة موجودة الآن.

وسيتم تنظيم حفل المعايدة الكبير الذي يستمر يوما كاملا في ساحة القرية التي تسمى لدى أهالي المحافظة بساحة الدكاكين التي يقع فيها المسجد القديم، حيث سينطلق الاحتفال بالموقع عصر أول أيام العيد ويستمر حتى ساعات متأخرة من المساء. ويشارك في الاحتفال الأهالي من الرجال والنساء والأطفال في احتفالية جديدة هي الأولى من نوعها بالمنطقة وسيكون هناك العديد من البرامج التي ستقدم خلال الاحتفال مثل الكلمات الخطابية والقصص القديمة التي ينوي كبار السن ذكرها للحضور لتذكيرهم بماضيهم في القرية.

وتهدف هيئة السياحة والآثار من هذا العمل إلى التعريف بالتراث الوطني الذي تحويه المحافظة وكذلك إطلاق المراحل الأخرى من تأهيل القرية الطينية الكبيرة في الخبراء استعداد لتسويق الموقع بالمستقبل القريب على عدد من الشركات السياحية خصوصا بعد عمل سور كامل للموقع لحمايته وبوابات كبيرة لدخول القرية.

ويشكل العيد فرصة كبيرة للتعريف بالموقع لوجود أبناء الخبراء العاملين في مختلف مناطق السعودية الذين يحرصون على الاحتفال بالأعياد مع أهليهم بالمحافظة وكذلك وجود كبار السن الذين يتذكرون نشاط القرية السابق والتعريف بما كان يدور في تلك المواقع قديما وكيف يتم قضاء العيد وسط المنازل الطينية وتعليم الأطفال والشباب العادات القديمة التي تقام خلال أيام العيد السعيد.

من جهته، بين الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في القصيم مباركة الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار لهذه الخطوة في سبيل تفعيل الموقع وانطلاق مراحله الأولى من خلال تهيئة المكان لعيد هذه السنة امتدادا لعمل الهيئة لتطوير المناطق السياحية والأثرية بالمملكة التي تعد على عدد كبير في المناطق كافة.

وأضاف الحربش أن الموقع يعد من المواقع المميزة التي تهدف الهيئة إلى التعريف بها وإقامة الاحتفالات الرسمية والشعبية فيها، مؤكدا أن الهيئة تهدف في المرحلة الأولى للمشروع إلى تفاعل أبناء الخبراء نفسها قبل أن يتم تسويق الموقع بشكل كامل.

وأشار الحربش إلى أن اكتمال الخبراء الذي جعل الهيئة تسعى لدعم هذا الموقع هو وجود عناصر جذب مهمة من بينها فنادق ريفية في الموقع ومطاعم شعبية ومشاهدة الموقع والاستمتاع بقضاء يوم داخل القرية الطينية.

وأضاف لا يزال سعي الهيئة لتطوير العديد من المواقع الأثرية بالمنطقة مثل سوق المسوكف في عنيزة وأرياف بريدة وبعض المواقع السياحية في البدائع والرس التي ستكون خلال الأعوام المقبلة جاهزة للسياح لزيارتها بعد دعم الهيئة للمواقع وتجهيزها من النواحي كافة.

من جهته، يرى كبار السن في المحافظة أن هذه القرية تُعتبر موقعا ما دامت ملاذا لهم من خلال زيارتهم والتمتع بالأجواء التراثية فيها التي تعيدهم للزمن الماضي وتذكرهم بالآباء والأجداد.