25 صنفا تجسد أصالة الرمّان الأردني في معرضه الثاني

فوائده الصحية متعددة بشهادات الخبراء

شجرة رمان في جبال الأردن
TT

25 صنفا من أصناف الرمّان عُرضت أخيرا في «معرض الرمّان الأردني» الثاني الذي أقيم في مدينة إربد، كبرى مدن شمال الأردن، بينها الرمان الحلو والحامض والمعتدل... وشاهد زوار المعرض ثمارا من مختلف الألوان والأحجام والمذاقات، وبأسماء أطلقها المزارعون لتدل على هوية كل صنف، فمثلا ما يعرف بـ«راس البغل» هو الرمّان الأكبر حجما، و«الماوردي» هو الرمان الحلو، ومنه أيضا «الشواشي» و«الرقابي» و«يارا» و«نوران» و«زقلاب» و«المليسي» و«القراطي» و«الخشابي»، إلى آخر المسمّيات التي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.

يقدّر الخبراء أنه يوجد في الأردن حاليا أكثر من نصف مليون شجرة رمّان، ولقد اشتمل المعرض بجانب ثمار الرمان على دبس الرمان وعصير الرمان. وكان معظم العارضين فيه من مزارعي منطقة شمال إربد، وتحديدا منطقة كفرسوم المشهورة بزراعة هذه الفاكهة. «الشرق الأوسط» سألت المزارع محمد عبيدات عن سر نجاح زراعة الرمّان في هذه المنطقة، بالذات، فأجاب: «الرمان فاكهة تحتاج إلى المياه وأراضينا مليئة بالينابيع الطبيعية. وللعلم، ري شجرة الرمّان بالمياه العادية لا ينتج ثمارا جيدة، وكذلك فإننا لا نستخدم الأسمدة الكيماوية، وإلا تغير الطعم وقلّت الفائدة».

وحسب عبيدات فإن الرمّان «يُعرف في منطقتنا بأنه فاكهة الجنة، وزراعته من أقدم الزراعات في الأردن». وتمتد أراضي زراعته من مستوى 200 متر تحت سطح البحر في الأغوار إلى المرتفعات وأجزاء واسعة من البادية الشرقية.

أما منظمو المعرض فيشيرون إلى إن الأبحاث الطبية الحديثة أثبتت أن الرمّان مصدر غني بمضادات الأكسدة التي تقوم بدور مهم في وقاية الجسم من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلّب الشرايين. ومن أبرز ما تحصل عليه النساء في حال واظبن على تناول الرمّان، الحيوية والوقاية طويلة الأمد من الأمراض التي قد تسبب ظهور أمراض تقدّم العمر، وتساعد بالتالي على نشاطهن ومرونتهن.

كذلك ينصح الباحثون النساء، خصوصا، بتناوله عند الوصول إلى سن اليأس لحمايتهن من أمراض القلب والشرايين وهشاشة العظام وسرطان الثدي، «وذلك لما له من قدرة على تدمير الخلايا السرطانية بطريقة الانتحار الذاتي في حين لا يُحدِث تلفا في الخلايا الأخرى السليمة».

وفي كتاب «الغذاء لا الدواء» للدكتور صبري القباني، يقول القباني في الرمّان: «للرمان ثلاثة أنواع: حلو وحامض ومعتدل، وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف نوعه، وباختلاف نسبة المواد السكرية الموجودة فيه. فالنوع الحلو منه يحتوي على حمض الليمون بنسبة 1% والسكر بنسبة 7% والبروتينات بنسبة 1% والألياف بنسبة 2% والرماد بنسبة 4.7% ودسم بنسبة 3% وماء بنسبة 81.3%. كما يوجد فيه مقادير ضئيلة من الأملاح المعدنية وبخاصة الحديد وفيتامين ج، أما في الجزء الصلب من الرمان (أي بذر الرمان) فترتفع نسبة البروتين إلى 9%، والمواد الدهنية إلى 7%».

من جهة أخرى، فإن إحدى المزايا الهامة لحبوب الرمان، التي يبلغ عددها في الثمرة الواحدة نحو 840 حبة، حسب دراسة بريطانية، هي قدرتها على هضم المواد الصعبة، وبخاصة الشحوم والدهن، لذلك فإن استخدامها في المأكولات الثقيلة يساعد المعدة كثيرا في عملية هضم الطعام.

غير أن الخبراء لا يرون فوائد الرمّان محصورة داخل الثمرة، إذ إن قشور الرمّان لا تقل فائدة عن لبه، فهي تحتوي على نسبة 38% من حامض الغلوتانيك، وعلى البليترين، فيفيد مغلي القشور في حالات الإسهال، وله مفعول قوي في طرد الدودة الوحيدة من الأمعاء، ويستفاد من خواص القشور في تثبيت الألوان، وبخاصة في صبغات الشعر الطبيعية كالحناء.

أما الرجال الذين يعانون من مشكلات جنسية، فإنهم يُنصحون عموما بالمواظبة على شرب عصير الرمان لمدة شهر على الأقل، لكي يجدوا نتائج طيبة تضاهي حبوب الفياغرا، حسبما أعلنت دراسة نشرتها أخيرا جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وتقول الدراسة إن «عصير الرمّان غني بمضادات الأكسدة التي تزيد من كمية الدم في الأعضاء التناسلية». ولقد شملت الدراسة التي أشرف عليها الدكتور كريستوفر فوريست، اختيار 53 رجلا ممن يعانون من مشكلات جنسية، وبعد تناولهم عصير الرمّان لمدة شهر تقريبا، تحسّنت أحوال أكثر من نصفهم بشكل ملحوظ ومميز.

وكان الباحثون الطبيون قد أعلنوا في وقت سابق أن شرب نحو ربع لتر من عصر الرمّان يوميا، يزيد من استقرار سرطان البروستاتا. كما أنه قادر على تمكين مرضى السرطان من العيش باستقرار، وتقليل حالات الوفاة الناتجة عن هذا المرض الخطير، الذي ينتشر ويزداد خطره باستمرار مع تقدم العمر.

هذا، وشملت الدراسة العلمية أيضا إجراء تجارب على مرضى السرطان من المتقدمين في العمر، الذين حسب الإحصاءات الرسمية، يموتون خلال 15 شهرا بعد إجراء عملية جراحية لهم، أو تعرّضهم لعلاج عبر الأشعة. وبعد تناول كوب يومي من عصير الرمّان، لوحظ ارتفاع كبير في متوسط أعمار الفئة ذاتها، إذ عاشوا بمتوسط 54 شهرا. وأكد أحد التقارير أن الباحثين يؤكدون أن شرب عصير الرمان، لا يحافظ فقط على استقرار مرض السرطان وعدم تطوره، بل يساعد في قتل خلايا السرطان عبر «التدمير الذاتي».