نبيل كرم.. يقتحم «غينيس» بأكبر مجموعة نماذج سيارات في العالم

حامل «البطيخات الكثيرة» من البنوك والفنادق إلى تجارة الأخشاب

نماذج من السيارات التي جمعها نبيل كرم («الشرق الأوسط»)
TT

لبناني آخر يدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية عبر امتلاكه 22222 سيارة صغيرة (نموذج طبق الأصل)، هو نبيل كرم، رجل الأعمال وسائق سيارات الرالي الناجح، الذي «يحمل أكثر من بطيخة في يد واحدة»، كما يقول المثل اللبناني. وخلال لقاء أجرته «الشرق الأوسط» مع كرم حدثنا عن هذه «البطيخات» التي حملها ولا يزال يحملها من دون أن ينال منه تعب أو عناء، فقال: «لم يكن هدفي أن أدخل موسوعة (غينيس)، ولم يكن جمع السيارات الصغيرة هو عملي الأساسي، بل كان ولا يزال مجرد هواية أمارسها لإرضاء ذاتي».

كرم هو بطل لبنان السابق للراليات وسباقات تسلق الهضبة. وخلال الأسبوع الفائت حطم الرقم القياسي لمالك أكبر مجموعة سيارات صغيرة في العالم فدخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية العالمية بفارق كبير قارب العشرة آلاف نموذج سيارة. وجاء الإعلان الرسمي عن الرقم العالمي الجديد خلال حفل أقيم في معرض السيارات الكائن في «مستودعات كرم للأخشاب» في منطقة زوق مصبح، شمال بيروت. وحضر مندوب عن موسوعة «غينيس» البريطانية من لندن لمعاينة المعرض، وأعلن أنه تحقق رسميا من امتلاك كرم مجموعة نماذج سيارات عددها 22222 نموذجا ليسجل الرقم القياسي الجديد للمسابقة ويحطم الرقم العالمي السابق المسجل باسم الأرجنتيني سيرجيو غولدفارغ بفارق يزيد على عشرة آلاف سيارة.

نبيل كرم الذي بدأ هواية جمع نماذج السيارات، وخصوصا الرياضية منها، منذ 15 سنة، بجانب مشاركاته في السباقات منذ ثمانينات القرن الماضي، حيث أحرز عشرات الألقاب، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه فخور بالإنجاز الجديد الذي حققه، والذي من خلاله رفع العلم اللبناني عاليا في الفضاء، كما سبق له أن رفعه بعد الانتصارات التي حققها في الرياضة الميكانيكية خلال مشاركاته المحلية والدولية. وكان تزامن الإعلان عن إنجازه مع اليوم الدولي لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية المحدد في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام.

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف بدأ نبيل كرم ممارسة هذه الهواية؟

إنه يشير إلى أن فوزا له في أول سباق للسيارات خاضه جعله يميل إلى هذه الهواية التي يصفها بـ«الخفيفة النظيفة». ويتابع: «وما عززها عندي هو أني أعيش دائما إلى جانب أعمالي التجارية والسياحية، في عالم السيارات والسباقات. وأذكر في هذا المجال أنني فزت ببطولة قيادة السيارات (الرالي والسرعة) في لبنان ثماني مرات. وكانت المرة الأولى في عام 1986. ولقد شاركت في عدة مباريات في الخارج بلغ عددها خمس مباريات، وفزت ببطولة سباق تل الرمان في الأردن، كما شاركت في بطولة العالم على الجليد في أوروبا، وفزت بالمرتبة الثانية هذا العام في إيطاليا».

وتأكيدا على ولع كرم الهائل بعالم السيارات، تجدر الإشارة إلى أنه رئيس مجلس إدارة «النادي اللبناني للسيارات»، ونادي «بورشه كلوب» في لبنان، وذلك إلى جانب أعماله التجارية التي تأخذ منه معظم وقته كونه رئيسا لمجلس إدارة فندق «لوغبريال» في العاصمة اللبنانية، وعضو مجلس إدارة شركة «إنترا» للاستثمار، وعضو مجلس إدارة كازينو لبنان، ورئيس جمعية «مالكي عيون السيمان» (مركز التزلج الشهير في أعالي جبل لبنان)، بالإضافة إلى عمله في تجارة الأخشاب.

وبالعودة إلى الهواية، يقول كرم: «لقد جاء دخولي موسوعة (غينيس) عندما أعلن مندوبها القاضي البريطاني الدولي، جاك بروكبانك، أن مجموعة كرم تضم 22222 سيارة معظمها من السيارات الرياضية، والرقم السابق يحمله الأرجنتيني غولدفارغ، والبالغ 12 ألف سيارة سجله في يوليو (تموز) الماضي. وقد تحقق بروكبانك شخصيا من الرقم القياسي الجديد». وأضاف كرم المعروف باسم «بيلي»: «لا تخلو رحلة واحدة إلى الخارج من حمل مجموعة من السيارات الصغيرة، الصينية الصنع في معظمها، لا سيما أن نوعية هذه النماذج تحسنت كثيرا عما كانت عليه في السابق، وتحسنت طرزها وألوانها وتقنياتها. وأستطيع أن أؤكد لك أنه لا توجد سيارة مثل الأخرى في كل المجموعة. وبعض هذه السيارات منسوخة التصميم عن السيارات العادية، أما أحجامها فتتراوح بين ضعف إلى 12 ضعفا، وضعف إلى 80 ضعفا».

ويكشف محطم الرقم القياسي عن تخصيصه ألف متر مربع من البناء لعرض مجموعة السيارات في غرف مقفلة داخل مستودعات الأخشاب التي يمتلكها في محلة ذوق مصبح، شمال بيروت، ويقول: «إنها لا تحتاج إلى صيانة، ولا يصيبها الصدأ، لكنني لم أشارك بها في معارض لا داخل لبنان ولا خارجه. فهذا الأمر لا يهمني كثيرا».

وعما إذا كان مستعدا لبيعها، قال: «قيمتها ليست في ثمنها، بل في إرضاء شغفي بالسيارات. ولذلك فإنني لست في وارد بيعها».

وأخيرا، لدى سؤاله عما إذا كان في وارد إضافة جديدة على المجموعة، قال: «هذا يكفي، وخصوصا أنني تجاوزت صاحب الرقم القياسي السابق بنحو 10 آلاف سيارة. الآن أريد أن أتفرغ لأعمالي على أمل أن يوفر لنا السياسيون الهدوء والاستقرار، فقد شبعنا توترا وقلقا وهروبا من الإنتاج والجد والكد».