جمعية «بسمة» اللبنانية تسعى إلى إنشاء «بنك غذائي»

تحول بيوت الفقراء إلى فسحة حياة

مشهد من فيلم «من يعتني بأختي» المؤثر
TT

من السهل أن توزع بعض المواد الغذائية أو الألبسة على العائلات الفقيرة التي «تساكن» المدافن و«بيوت الدرج» في الأبنية القديمة، ولكن ليس من السهل أن توزع البسمات على هذه العائلات المنكودة الحظ والمحرومة من أدنى رغد في العيش.

هذا الخيار تحمست له إحدى اللبنانيات التي تعمل حاليا في أحد المصارف اللبنانية، وهي ساندرا خلاط، التي تروي لـ«الشرق الأوسط» تجربتها القاسية والحلوة في آن معا، فتقول: «في العام 2002 كنت مثل غيري من الشباب اللبناني الذي أنهى علومه ويبحث عن عمل أو هجرة، أو يفضل التسكع في المقاهي ودور التسلية. كانت البطالة تكبر، وكان عجز الدولة يسابقها. لذلك آثرت السفر إلى فرنسا لفترة من الوقت كانت بمثابة خلوة مع الذات وضعت لنفسي فيها خطة تقوم على قيام كل مواطن بتقديم جهد ما، لأنه لا يجوز، بنظري، أن يكون هناك أشخاص يعانون من التخمة وآخرون يعانون من الجوع، فقررت العودة إلى بيروت، وبادرت إلى تأسيس جمعية أطلقت عليها اسم: «بسمة» التي أملت في أن تكون نقطة الماء التي تحيي النبتة الذابلة، والموشكة على الموت».

أضافت: «وكان انعقاد القمة الفرنكوفونية في بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) في العام 2002 فرصة لي لـ«تجنيد» مجموعة من المتطوعين والمتطوعات، نساء ورجالا، جامعيين وتلامذة مدارس، بلغ عددهم نحو 50. وبدأت أيادي الخير تمتد صوبنا، فقدم لنا أحد المصارف مكتبا للجمعية في بيروت أمنا فيه دواما كاملا. ثم انطلقنا على خطين خط الدخول على العائلات الميسورة، وخط الدخول على العائلات الفقيرة، وفوجئنا بالفقر الذي ينهش عائلات بأكملها».

وأشارت خلاط إلى «أن الخطوات الأولى تمثلت في التعرف إلى العائلات المحتاجة، ومن ثم توزيع الحصص الغذائية عليها والألبسة بشكل منتظم، وشهري بالنسبة إلى المواد الغذائية. وبعد حرب 2006 أضفنا إلى لائحتنا 100 عائلة معدمة جديدة، فبتنا نهتم بنحو 235 عائلة. ولم نكن نطمح لوضع الحصة الغذائية على عتبات المداخل بل قررنا الدخول إلى عمق العائلات وبيوتها لنستطلع الحاجات الأخرى والضرورية، ونعمل على تأمينها. ومع الوقت تطورت عطاءاتنا لنقدم الأدوية والطبابة وأقساط المدارس، ولدينا قائمة من الأطباء وأطباء الأسنان لمعالجة العائلات المعدمة مجانا».

وكشفت عن ثلاثة أهداف جديدة تسعى الجمعية لتحقيقها، «أولها إنشاء بنك غذائي نستطيع من خلاله توفير الحاجات الضرورية لبعض العائلات المسجلة في جداولنا، والثاني هو العمل على تأمين توأمة بين عائلة ميسورة وعائلة فقيرة تكون هذه الأخيرة على عاتق الأولى، مما يساعدنا على توسيع قائمتنا والوصول إلى أكبر عدد من العائلات المحرومة، أما الهدف الثالث فهو تأهيل البيوت التي تقطنها هذه العائلات سواء لجهة إصلاح النوافذ المهشمة والخالية من الزجاج، أو لجهة الترميم والطلاء والدهان، أو لجهة منع النشع، خصوصا أن كثيرا من العائلات تعيش مع المطر داخل بيوتها في فصل الشتاء، أو لجهة إصلاح التمديدات الصحية والكهربائية والمائية. وقد وجهنا نداء إلى جميع الراغبين في تقديم خدماتهم وبعض وقتهم وبعض ما يتيسر من المواد الضرورية للعمل من مواد للنشع والطلاء، واسمنت وقطع للتمديدات وغيرها مما يحتاجه تحويل البيت إلى فسحة صحية تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة الكريمة». ولم تغفل رئيسة «بسمة» الإشارة إلى برنامج التدريب الذي نفذته الجمعية بالتعاون مع البنك الدولي لعدد غير قليل من البنات اللواتي تراوح أعمارهن بين 15 و25 سنة واللواتي تركن المدرسة باكرا «وقد وفرنا للقسم الأكبر من هؤلاء المتدربات على المهن فرص العمل، ونسعى باستمرار لتوفير الفرص للواتي لم يحالفهن الحظ بعد». وقامت الجمعية أخيرا بعرض بعض الأفلام التي تتناسب مع أهدافها وتتناول مواضيع إنسانية مثل الفيلم الذي تقوم ببطولته الأميركية كاميرون دياز وتدور أحداثه حول قصة فتاة مصابة بمرض السرطان.