انتشار مراكز «العشّابين» في العراق

بعد 2003 أصبحوا أشهر السياسيين المتنفذين

مركز طب الأعشاب التابع لوزارة الصحة العراقية الذي تم افتتاحه عام 1989 قال إنه يقوم بدورات بشكل متوالٍ للراغبين بالتخصص في مجال طب الأعشاب («الشرق الأوسط»)
TT

بدت ظاهرة انتشار مراكز التداوي بالأعشاب في العاصمة العراقية بغداد وبقية المحافظات لافتة للنظر بعد أحداث عام 2003 إثر دخول القوات الأجنبية للعراق. بل إن مراكز ومحال بيع الأعشاب أصبحت تقريبا موجودة في كل منطقة، وهناك من العشّابين من أصبحت شهرتهم أكبر من شهرة سياسيين في مراكز عليا.

ويقول أحد المتخصصين في طب الأعشاب إن في محافظة بغداد وحدها وفي آخر دورة تخرج هو فيها يوجد 11 عشّابا يتوزعون على مناطق بغداد المختلفة بعد أن حصلوا على شهادات وإجازات لفتح تلك المركز للتداوي بالأعشاب. فيما أشار أحمد جواد العجيمي (صاحب مركز للأعشاب في إحدى مناطق العاصمة) إلى أن الذين تم شفاؤهم عن طريق التداوي بالأعشاب كثيرون جدا، وأنه يحتفظ بصورهم ومراحل شفائهم من أمراض استعصت على الطب العام. ويدعي العجيمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هناك أمراضا سرطانية كان أصحابها يراجعونه تماثلوا للشفاء منها بشكل تدريجي ولم يُضطرّوا إلى التداوي بالطب النووي.

لكن العجيمي أشار إلى أن بعض العشّابين يُدخِلون في هذه المهنة التي عرفها العرب قديما بعض ما سمّاه «الخزعبلات» لترويج أعمالهم. وقد تم كشفهم من قِبل المراجعين بعد عدة جلسات، ولم يتواصلوا معهم، في نفس الوقت ادعى العجيمي أن هناك أطباء يأتون إليه لاستشارته في بعض الأمراض وكيفية التداوي منها عن طريق طب الأعشاب.

وحول المواد التي يقوم بإحضارها لخلطها وصنع الدواء منها قال العجيمي إن أغلب مواده يأتي بها من سورية وأحيانا من مركز التسوق الرئيس في بغداد (الشورجة)، ويقوم وحسب دراساته في هذا المجال التي حصل من خلالها على شهادة تؤهله للعمل في هذا الجانب بخلط بعض المواد التي تشكل دواء لأمراض متعددة.

وفي مركز العجيمي التقينا زينب التي كانت تعاني مرضا أدى إلى سقوط شعرها بالكامل لكنها تداوت منه بشكل تدريجي وعادت إلى سابق عهدها بشعر جميل ومسترسل على كتفيها.

وفي مركز آخر في مدينة النجف قال أحد رواده إنه سمع كثيرا عن هذا المركز وعن صاحبه وقرر أن يقوم بزيارته لكنه بعد طول علاج وتداوٍ لم يحصل على أي نتيجة، بل إن أحد أصحابه الذي كان يتداوى معه من ظاهرة الصلع أصيب بحساسية جلدية لم يشفَ منها إلا بعد سنة كاملة، وقد جاء الشخصان ليقوما بتوجيه اللوم إلى العشّاب الذي برّر ما قام به بأن العشبة المستعملة جاءت إليه عن طريق الخطأ.

مصدر مسؤول في مركز طب الأعشاب التابع لوزارة الصحة العراقية الذي تم افتتاحه عام 1989 قال إن المركز يقيم دورات بشكل متوالٍ للراغبين في التخصص في مجال طب الأعشاب وإن المعاشب المنتشرة في عموم المحافظات أصبحت ظاهرة واضحة للعيان بعد أحداث 2003، وأكد المصدر لـ«لشرق الأوسط» أن توجيهات أصدرتها وزارة الصحة العراقية بضرورة إغلاق جميع المعاشب غير المجازة من قِبل المركز لكن المصدر أكد أن طب الأعشاب له تاريخ طويل خصوصا في العراق، وله تجارب في جميع دول العالم أثبتت نجاحها. وأشار المصدر إلى أن التخصص والنجاح في هذا المجال وإن كان العلاج فيه يتطلب وقتا لكنه مفيد جدا باعتبار أن العقاقير الكيماوية تؤذي الجسم البشري على مر الأيام.