لبنان: موسم أعراس عامر في صيف 2010

إقفال روزنامة الفنادق.. وسباق لإقامة أفخم الحفلات

أعراس لبنان.. سباق لتقديم الأفخم والأكثر تميزا («الشرق الأوسط»)
TT

إذا كان فصل الصيف هو موسم الأعراس بامتياز في لبنان، فإن فصل الشتاء أصبح موسم السباق للتحضير لهذه الحفلات قبل أن يفوت قطار الحجوزات من قرر دخول القفص الذهبي صيفا. ويبدو أن موسم عام 2010 سيكون عامرا، لا سيما أن الحجوزات في الفنادق قد اكتملت باكرا بعدما اتخذ اللبنانيون احتياطاتهم اللازمة وبكروا في تحديد مواعيد أعراسهم قبل حلول شهر رمضان المبارك المقبل. وفي هذا الإطار، تجزم إحدى العاملات في فندق «فينيسيا» في بيروت بأن روزنامة مواعيد الأعراس لصيف عام 2010 قد امتلأت على امتداد أيام الأسبوع، لافتة إلى أن حجوزات هذا العام اكتملت قبل موعدها مقارنة بالسنوات السابقة.

من جهتها، تعتبر المسؤولة في قسم الحجوزات في فندق «موفنبيك» رنا الزين أن موسم الأعراس عامر هذا العام. وتقول: «هناك سباق حاد لحجز مواعيد لحفلات الأعراس، لا سيما في نهاية الأسبوع. لكن، وبما أن حجوزات أيام السبت والأحد قد أقفلت، صار المهم بالنسبة للعروسين الحصول على حجز وإن كان خلال أيام الأسبوع». وتضيف: «في السنوات الماضية كانت حجوزات أعراس الصيف تبدأ قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، أما هذا العام فبدأت في الصيف الماضي». وتعزو الزين السبب إلى مصادفة توافق شهر رمضان مع منتصف فصل الصيف، وبالتالي «كل من بكر في الحجز ضمن الحصول على موعد مناسب». وفي حين تشير إلى أن التكاليف المقتصرة على الفندق فقط لحفل زفاف الذي يكون عدد المدعوين إليه نحو 120 شخصا هي على الأقل نحو 6 آلاف دولار، تلفت إلى أن اللبنانيين يميلون إلى إقامة أعراس كبيرة، أي إن عدد مدعويهم يفوق في أحيان كبيرة الـ500 مدعو. وتضيف: «في معظم الأحيان يفضل العروسان الاستعانة بشركة لتنظيم الأعراس كي تريحهم من عبء البحث والتفتيش والتنسيق مع من سيتولون مهمات إحياء العرس، لكن البعض الآخر يفضل تولي المهمة بنفسه كي يوفر ما أمكن من المال». تجدر الإشارة إلى أن ما يدفع للفندق يشكل نحو 40% فقط من التكاليف الإجمالية لحفل الزفاف. وأحيانا أقل. ذلك أنه وبعد تحديد موعد العرس تأتي هموم تأمين متطلبات نجاحه وتوفيرها كاملة، وهي مهمات لم تعد تقع في أحيان كثيرة على عاتق العروسين وأهلهما، بل صارت اليوم تتولى الأمر شركات تنظيم الأعراس من ألف الحفل إلى يائه. فهي من جهة وفرت التعب على العروسين وأراحتهما من همّ التفتيش والتنقل من مكان إلى آخر، وزادت التكاليف من جهة أخرى، لكن لصالح النوعية والفخامة إذا صح التعبير. بالتالي؛ السباق على تقديم الأفضل والتباهي برقي العرس، لم يعد يتوق إليه المعنيون فقط، بل صار السباق على أشده بين الشركات التي تتولى المهمة، في محاولة منها لتقديم الأفضل والأكثر تميزا وغرابة، ليكون كل عرس بمثابة إعلان عن الشركة ونموذج لطبيعة عملها. ولأن متطلبات حفل الزفاف العصري خرجت عن التقليد وصارت تحتاج إلى عناصر أساسية دخلت في سياق الابتكار والتميز، فهي تحتاج إلى تخطيط مسبق قبل أشهر طويلة. في هذا الإطار، تقول كريستيان آدم التي تملك شركة «we plan» لتنظيم الأعراس في لبنان: «نبدأ بالتحضير لأعراس الصيف قبل عشرة أشهر أو على الأقل ستة أو سبعة أشهر، وهذا العام يبدو أن الصيف سيكون حافلا بالأفراح، وخير دليل على ذلك ما شهدناه في عطلة الميلاد ورأس السنة التي كانت فرصة للمغتربين اللبنانيين للتخطيط لليالي زفافهم، وكان قد سبقهم في صيف وخريف 2009 القاطنون في لبنان. وأستطيع القول إن معظم الحجوزات صارت مكتملة ولم يعد سهلا الحصول على حجز في فندق أو مطعم، لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع. مع العلم أن فصل الشتاء الحالي كان ناشطا أيضا، إذ كان على لائحتنا ما لا يقل عن عرسين في الشهر الواحد بعدما كان نادرا في السنوات الماضية».

وتضيف: «الزفاف هو ليلة العمر بالنسبة للفتاة والشاب، وعلينا أن نكون على قدر أحلامهما. لذا، أول ما نقوم به هو الوقوف على ما يطمحان إليه في ليلتهما، بدءا من اختيار صالة العرس والفندق وعدد المدعوين مرورا بهوية الحفل بين التقليدي أو الأوروبي أو ذلك العصري أو المجنون.. وتلعب هنا شخصية الطرفين دورا مهما في ترتيب كل هذه الأمور التي نناقشها معا لنصل إلى النتيجة النهائية». وتلفت آدم إلى أن مهمة الشركة هي الاهتمام بكل شاردة وواردة متعلقة بحفل الزفاف؛ بدءا من حجز الفندق وتوزيع الطاولات وزينة الورود، وصولا إلى الموسيقى والزة والتصوير.. وقد نتدخل في بعض الأحيان في اختيار فستان العروس إذا طلب منا ذلك. وتضيف: «مع العلم أن الزفة في لبنان صارت من الأساسيات في أي عرس. قليلة جدا الأعراس التي يتخلى فيها العروسين عن هذا التقليد، ولكن مهمتنا هي قولبتها بما يتناسب مع هوية العرس، إذ قد تطرأ التغييرات على الزي وطريقة دخول العروسين، لكن تبقى بعض الأغنيات مثل (زفّوا العروس زفّوها..) طقسا لا غنى عنه». وتعتبر آدم أن مكان العرس المفتوح يترك مجالا للابتكار ومساحة لحرية الخيال على عكس المقفل الذي يفرض البقاء ضمن حدود الكلاسيكية والتقليد. وعن موضة الأعراس تقول: «ليس هناك موضة واحدة نتقيد بها، كل التفاصيل المتعلقة بالعرس مرتبطة بالفكرة التي يختارها العروسان، فإما أن تكون تقليدية كلاسيكية، أو تفلت من عقالها وتكون متطرفة ومجنونة.. فقد نظمنا مثلا، عرسا يتمحور حول فكرة الفروسية والخيل، وآخر كأنه حفل لتوزيع الأوسكار، وفكرة أخرى ترتكز على ديكور الـ(أكواريوم).. وقد يستوحي العروسان فكرتهما من فيلم معين ويطلبان منا تنفيذها.. وعندها نعمل على أن ترتبط كل التفاصيل بالفكرة الأساسية من الديكور إلى الزفة والزينة.. وكلما كانت الميزانية مرتفعة، كان العرس مميزا أكثر. لا سيما أن أكثر ما يركز عليه العروسان هو الخروج عن المألوف وتقديم كل ما هو جديد ومتميز. وفي حين يتطلب التحضير للعرس نحو 5 أشهر، علينا البدء في تنفيذ الديكور وتهيئة المكان قبل ثلاثة أيام، لذا من الصعب علينا أن ننظم أكثر من عرس واحد في اليوم الواحد».