ملتقى دولي بمراكش.. يبحث طرق القضاء على سموم العقارب والأفاعي

90 مغربيا يموتون سنويا بسبب لسعات العقارب أغلبهم من الأطفال

مروض «يلاعب» أفعى في ساحة «جامع الفنا» بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

غير بعيد عن ساحة «جامع الفنا» في مراكش، حيث يتلاعب المروضون بالأفاعي كيفما شاءوا، من دون خوف من لدغاتها وسمومها، كان أكثر من 200 طبيب وخبير في ميدان معالجة تسممات العقارب والأفاعي، من المكسيك والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا والدنمارك وماليزيا والسنغال والكونغو والجزائر وتونس وماليزيا، يناقشون كل ما يرتبط بمجال معالجة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي. وكان هدف «الملتقى الدولي الأول حول تسممات العقارب والأفاعي»، الذي نظم على مدى يومين، تحت إشراف وزارة الصحة المغربية، بمبادرة من معهدي «باستور» بالمغرب و«بيوكلون» بالمكسيك، هو تبادل التجارب بين الاختصاصيين والخبراء، بشكل يساعد على تعزيز التعاون بين بلدانهم، في هذا المجال.

وأكدت المداخلات، التي برمجت في الملتقى أن التسممات، الناتجة عن لسعات العقارب والأفاعي، تبقى من بين أهم إشكاليات الصحة على المستوى الدولي، خاصة أنها تؤدي إلى الوفاة بين المصابين.

وقال إدريس الحبشي، عضو اللجنة الدولية المنظمة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الملتقى، وهو الأول من نوعه في المغرب، اكتسى أهمية خاصة بالنسبة لمعهدي «باستور» بالمغرب و«بيوكلون» بالمكسيك، خاصة أن الأخيرة لها صيت على المستوى الدولي، في مجال إنتاج الأمصال المضادة للسموم، وهي ريادة حتمتها طبيعة المكسيك كبلد حار يعاني من ظاهرة سموم العقارب والأفاعي بشكل كبير.

وشدد الحبشي على أهمية توصيات الملتقى لأنها ستساعد المغرب على الحد من التباين في الآراء والتصورات بصدد طرق العلاج من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وتقليص عدد الوفيات، وهي آراء تتراوح بين استعمال للأمصال أو العلاج الإكلينيكي. وأوضح الحبشي أن الملتقى بحث مسألة تكوين أطر معهد «باستور» بالمغرب، في مجال تصنيع الأمصال، طبقا للمعايير الدولية، ونقل التكنولوجيا الحديثة، وبحث إمكانيات التوقيع على اتفاقيات، خاصة مع المكسيك. وقال إن حالات الوفيات في المغرب بين المصابين بلسعات العقارب، تتراوح بين 80 و100 حالة سنويا، مشيرا إلى تسجيل ما يقارب 30 ألف إصابة سنويا. وأشار إلى أن أغلب حالات الإصابة والوفاة تتركز في مناطق تعرف «بالمناطق الحمراء»، مشيرا إلى أن اختيار مراكش لاحتضان الملتقى ليس لأنها مدينة سياحية، بل، قبل ذلك، لأنها عاصمة إقليم يتصدر جهات المغرب من حيث أعداد اللسعات والوفيات، حيث تمثل نسبة الوفيات نحو 50 في المائة، على الصعيد الوطني، منها 47 حالة وفاة، من أصل معدل سنوي في حدود 95 حالة وفاة، على المستوى الوطني، يليها إقليم الشاوية، بنحو 15 حالة وفاة، وإقليم دكالة بنحو 12 حالة وفاة، وإقليم تادلة بنحو 13 حالة وفاة، وإقليم سوس في حدود أربع حالات وفاة.

وحسب معطيات وإحصاءات صادرة عن المركز المغربي لمحاربة التسمم، يبدو أن الهم الأكبر، بالنسبة للمغرب، هو المتعلق بلسعات العقارب، التي يوجد منها أكثر من 30 نوعا، أخطرها وأشهرها، حسب الدراسات الحديثة، هو العقرب المسمى «أندروكتونيس موريتانيكوس» وهو أسود اللون، حيث تسجل أكثر الحالات في القرى، 70 في المائة منها داخل البيوت، وتسجل 3 حالات وفاة بين كل ألف لسعة تقريبا، وهناك نسبة 90 في المائة من الوفيات بين الأطفال دون 15 سنة. وتقول تقارير المركز المغربي لمحاربة التسمم، إن العقارب تتكاثر في المغرب في ما بين مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول) وتصل إلى أوج نشاطها في شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب).

وتخشى العقارب الشمس والنور وتختبئ في النهار في الأماكن المظلمة؛ تحت الأحجار والحطب، وفي ثقوب وشقوق الجدران، وفي الأثاث القديم والفرش والملابس وداخل الأحذية.