شدّت سيارة صغيرة بألوان متعددة أنظار السعوديين وقائدي المركبات بقوة في شوارع العاصمة الرياض منذ شهور، حتى تبين، أمس، أنها بالفعل «تاكسي لندن» الشهير، المصنوع في المملكة المتحدة بإضافات تتناسب مع أجواء السعودية، حيث اتضح أنها كانت تعيش فترة التشغيل التجريبية. ودشنت شركة «أجرة القابضة» السعودية، أمس، عملية التشغيل الرسمي لـ«تاكسي لندن»، في أولى خطوات توسعها العالمي عبر السوق السعودية، وسط إيمان تام بأن السيارة الجديدة ستشكل إضافة حقيقية لسوق النقل المحلية داخل المدن بإضفاء الخدمة الفاخرة والنقل المريح.
وقال جون كينيدي راسيل، رئيس شركة «لندن تاكسي» العالمية إن أول توسع لنشاط سيارتها ينطلق في الرياض حاليا، مشيرا إلى أنهم سيكرسون تجربة 100 عام لخدمة المشروع الجديد في السعودية، كخطوة أولى لتوسيع نطاق أعمالها في العالم وجعلها بمثابة «أيقونة عالمية».
وأكد راسيل في حفل عقد أمس في الرياض، أن السيارة المستخدمة في السعودية، تم تطبيق إجراءات السلامة والرفاهية عليها، وتغطي قيمة فريدة من نوعها، مشددا على تطلع شركته إلى تجربة السعودية وترقب النمو فيها، حيث سينبني عليها استراتيجيات توسيع عديدة.
من ناحيته، يوضح ناصر القحطاني رئيس مجلس إدارة شركة «تاكسي لندن السعودية»، أن السيارة تحمل المواصفات والمعايير ذاتها المستخدمة في «تاكسي لندن» الشهير، مع وضع إضافات بسيطة تخص الإكسسوارات والتكييف، لتتلاءم مع الأجواء الحارة في السعودية، مشيرا إلى أن نتائج عملية التشغيل المبدئية مشجعة جدا، وتلقت رضا العملاء والجهات الرسمية الأخرى.
وهنا يوضح راسيل أن الشركة الأم ستكون على تواصل مستمر مع الشركة السعودية، وذلك من أجل دعمها بجميع التطورات التي ستحصل، وتقديم التكنولوجيا والاستشارات الهندسية والفنية المطلوبة. بينما يؤكد القحطاني على التزام الشركة بكل اشتراطات وزارة النقل، بما فيها التسعيرة، التي ستكون في متناول الجميع، مع الالتزام بقواعد الانتشار والتحرك، مفيدا أن الإشكاليات السابقة قد تم حلها حول ما يتعلق بطلب التوصيل «المشوار» المحسوب بالساعة، و«الليموزين» المتخصص للنقل من نقطة إلى نقطة، حيث تم تخصيص سيارات «تاكسي لندن» البيضاء لأعمال المشوار، والألوان لخدمات «الليموزين».
وقال القحطاني في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «تاكسي لندن» ينتشر حاليا في مدينة الرياض عبر 5 محطات، في أماكن فندقية وسياحية، في حين تبقى هناك كثير من الخدمات التي تحتاج إلى إصدار قوانين ورخص مع الجهات المعنية، موضحا أن الشركة تضع خطة خمسية تستهدف استقطاب من 7 إلى 10 آلاف سيارة، تمثل 10 في المائة من سوق النقل المحلي.
وأضاف القحطاني أن تكلفة سيارة «تاكسي لندن» تبلغ 130 ألف ريال (34.6 ألف دولار)، حيث يتم تصنيعها ونقلها إلى المملكة العربية السعودية، إذ تتواجد حاليا 110 سيارات لتغطية مدينة الرياض، في حين تستهدف الخطة الخمسية الانتشار في المدن الرئيسية السعودية قريبا، في خطوة لتكون أول شركة سيارات أجرة تغطي كل المناطق، باعتماد أعلى معايير الإدارة المتطورة والتخطيط الاستراتيجي والتكنولوجيا.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن الهدف الرئيسي للشركة هو المساهمة في تطوير القطاع السياحي في السعودية من خلال تقديم نقل آمن إلى المرافق السياحية بشكل راق، وتحسين صورة قطاع سيارات الأجرة في أذهان المستهلكين بجعل العناية بالسيارة وتجهيزها ونظافتها في صدارة الأولويات، وتطوير خدمات سيارة الأجرة بشكل احترافي.
وتتميز سيارة «تاكسي لندن» باحترام خصوصية العملاء وعائلاتهم، من خلال فصل مقصورة الركاب عن السائق، إضافة إلى منح الشعور بالأمان عبر نظام تحديد المسار الموجود في كل سيارة ومتابعة خط سيرها عن طريق غرفة المراقبة، وكذلك وجود شراكة مع بعض الشركات والعلامات التجارية في السعودية بهدف تقديم تخفيضات أثناء التسوق والشراء.
وسيتم تنظيم آلية للعضويات مجانية، حيث يحصل العضو على خصومات تصل إلى 46 في المائة عند استخدام سيارات «تاكسي لندن»، حسب لوائح الأسعار، بينما يحصل أعضاء النادي على خصومات مهمة من خلال التبضع مع الشركاء الاستراتيجيين.