شبان سعوديون يطلقون مجلة «كاريكاتورية» لمعالجة القضايا الاجتماعية

بفكرة هادفة مقتبسة من مجلات الأطفال مستخدمين صورهم بدلا من الرسوم

العدد الثالث من المجلة كان الأكثر استنزافا للجهد وخاصة أنه جرى تصويره في فصل الشتاء بالصحراء(«الشرق الأوسط»)
TT

بفكرة متأثرة بفكرة مجلة «ميكي ماوس» الشهيرة، وغيرها من مجلات الأطفال، وبقالب كاريكاتوري كوميدي هادف، عمدت مجموعة من الشبان السعوديين إلى طرح قضايا مختلفة من الشارع السعودي، بعد إعادة صياغتها على هيئة مجلة إلكترونية خفيفة، غير أنهم استعاضوا عن الرسوم الكارتونية بصورهم الحقيقية.

إبراهيم المريس، ابن الثالثة والعشرين، يقول إن الفكرة لم تلق استحسان أصدقائه حين عرضها عليهم في البداية، «غير أنهم غيروا وجهة نظرهم بمجرد مشاهدتهم العدد الأول من المجلة».

وتابع إبراهيم خلال حوار مع «الشرق الأوسط» كلامه قائلا: «تناولنا في عددنا الأول قضية الاهتمامات العاطفية لجيل الشباب، إلا أننا اكتفينا بشخصيتين حقيقيتين وأخرى وهمية، هي التي حملت اسم (سوسن)، عن طريق برنامج الفوتوشوب»، لافتا إلى أنه قام بدور (أبو سمير)، في حين جسد صديقه حسين شخصية (سنايبر).

وأشار إبراهيم إلى أنه بدأ تنفيذ الفكرة منذ ثلاثة أشهر، إذ قرر إصدارها كمجلة شهرية، مبينا أن العدد الثاني جاء ليناقش قضية البطالة، بينما جرى تسليط الضوء على «كشتات» الشباب السعودي ورحلاتهم إلى البر، موضحا أن الأعداد التالية ستعتمد على استفتاء الجمهور في اختيار الأفكار والقضايا. وأضاف: «حاولنا الخروج بمجلة إلكترونية ذات طابع شبيه بمجلات الأطفال، غير أننا استخدمنا صورنا الحقيقية بدلا من اللجوء إلى الرسوم الكارتونية، وذلك في محاولة منا لإصدارها بقالب خفيف ومختلف، ولا سيما أن الطابع الجاد أو الرسمي قد يحول من دون وصول الفكرة إلى الجمهور».

ولفت (أبو سمير) إلى أن إعداد العدد الأول من المجلة لم يستغرق من الوقت سوى يوم واحد فقط، إلا أن العددين الآخرين أنجزا في غضون أربعة أيام، وذلك نتيجة لتعدد الأماكن وازدياد عدد أعضاء الفرقة، التي بدأت بشخصين ووصلت إلى عشرة أشخاص خلال فترة ثلاثة أشهر، ناهيك عن الوقت الذي احتاجه تصميم المجلة.

أما حسين العواجي، صاحب شخصية (سنايبر)، فيشرح أن الهدف الأساسي للمجموعة، مبدئيا، يتمثل في كسب أكبر قطاع ممكن من الجمهور وإرضائهم، خاصة أنهم يحاولون البروز بفكرة غريبة وخفيفة ليسهل نشرها بين أفراد المجتمع. وأردف لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نسعى للدخول إلى عالم الرسوم المتحركة، عن طريق إنشاء مقاطع فيديو سعودية، غير أن هذا الأمر يحتاج إلى مجهود ودعم كبيرين، وانشغالي في دراستي الجامعية لا يسمح لي بتوفير الوقت الكافي لذلك».

وذكر حسين أن العدد الثالث، الذي يحوي ست شخصيات، استغرق من المجموعة جهدا كبيرا، الأمر الذي جعلهم يوزعون المهام فيما بينهم لتخفيف الضغط. ولفت إلى أن السيناريو من مسؤوليات صديقه إبراهيم، في حين يتولى مهمة التصميم نايف المريس، إلى جانب التصوير والتمثيل، الذي يوزع على بقية أعضاء الفرقة.

هذا، وعلى الرغم من صعوبة إيصال أي فكرة من خلال تعابير الوجه وعبارات بسيطة كتبت باللهجة العامية، نجد أن (سنايبر) و(أبو سمير) حاولا التغلب عليها، عن طريق اعتمادهم على تقنية الكاميرات الرقمية (الديجيتال)، لكونها تتيح لهم إمكانية التقاط صور متعددة للقطة الواحدة.

وهنا علق حسين قائلا: «نحن نحتاج في بعض الأحيان إلى إعادة أخذ الصورة مرات عديدة واختيار الأنسب منها لإعداد السيناريو، خاصة أن التصوير الفوتوغرافي يتطلب الدقة».

وأضاف: «لقد حصلنا على دعم من منتديات (الرس إكس بي)، باعتبارها الراعي الإعلامي لنا، وهي التي قدمت لنا مبلغ 2000 ريال من أجل إصدار العدد الثالث، غير أن مقصدنا الرئيسي من الفكرة ليس الربح المادي بقدر ما هو الطموح إلى تحقيق الشهرة والدخول إلى عالم الكوميديا الهادفة». وحول المتاعب التي تواجهها المجموعة أثناء التصوير، أفاد (سنايبر) بأن العدد الثالث كان الأكثر استنزافا للجهد، وخاصة أنه جرى تصويره في فصل الشتاء بالصحراء، مما أدى إلى تعرض أفراد المجموعة للتعب والمرض بعد الانتهاء منه، غير أنه أكد أن العمل سائر حاليا في اتجاه تطوير الفرقة، بجانب ازدياد الحاجة إلى الدعم المادي.

وعند العودة إلى إبراهيم المريس، أشار إلى أنه جرى تصوير العدد الأول من المجلة بكاميرا عادية، ولكن فيما بعد طورت المعدات أثناء تصوير العددين الآخرين، فضلا عن توزيع المهام، كمصور ومصمم وجهة داعمة، إلى جانب المراجعة والتصوير وغيرها، مشددا - مثل زميله حسين - على السعي الجدي إلى اقتحام الوسط الفني الكوميدي.

ومما يستحق الذكر، أن أعضاء فرقة (أبو سمير) و(سنايبر) تشمل كلا من: إبراهيم المريس وحسين العواجي ونايف المريس وعبد الله الحلوة ومهند السلامة وشارخ الشارخ وريان الحربي وياسر الغفيلي وعبد الرحمن المريس، إلى جانب أنس الدخيلي. وهم فيما بينهم يعملون ما بين التمثيل والتصوير والمراجعة والسيناريو والإخراج والتصميم.