تونس: 170 ألف مستفيد من مراكز العلاج بمياه البحر

تنظم أول صالون دولي للصحة.. بعدما احتلت المرتبة الثانية عالميا

المعالجة بمياه البحر تحتل أهمية اقتصادية كبرى في تونس («الشرق الأوسط»)
TT

تحتاج صحة الإنسان، خلال هذه الأيام بالذات، إلى تنظيم صالون دولي للصحة. وهذا ما حدث بالفعل في تونس، التي احتضنت حتى اختتامه اليوم - ولأول مرة - الصالون الدولي للصحة، وذلك في قصر المعارض بالكرم، الواقعة في الضواحي الشمالية للعاصمة التونسية. وكان الصالون قد انطلق يوم 4 مارس (آذار) الحالي واستمر لمدة ثلاثة أيام.

منظمّو المهرجان تمكنوا خلال الدورة الأولى من جلب نحو 110 من العارضين من 17 بلدا، من بينها الهند وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا والمغرب وليبيا. ولئن كان هذا الصالون يهدف بالأساس إلى مزيد من التعريف بفرص الاستثمار والتصدير في قطاع الخدمات الصحية، كما أعلن عن ذلك نجيب ميلاد المدير العام لشركة «معرض تونس الدولي»، فإن مفهوم العلاج بمياه البحر والمياه الاستشفائية كان حاضرا بقوة بالنظر إلى ما تتمتع به تونس من بنية أساسية في هذا المجال. ذلك أن عدد المراكز الاستشفائية المعتمدة على العلاج بمياه البحر يقدّر اليوم بـ42 مركزا، بطاقة استيعاب إجمالية مقدرة بنحو ستة آلاف شخص في اليوم الواحد. أما عدد المراكز، التي توفر العلاج بالمياه المعدنية فهو لا يزيد على أربعة مراكز. والجدير بالذكر، أن تونس تقدم أنواعا مختلفة من العلاج البديل أو التكميلي على غرار العلاج بمياه البحر والمعالجة بالمياه المعدنية من عيون طبيعية تتجاوز درجات حرارة بعض منها 40 درجة مئوية، مثل الحامة بولاية (محافظة) قابس في الجنوب التونسي.

الواقع، أن أهمية العلاج بمياه البحر جعلت المشرفين على الصالون يخصصون مساحة 250 مترا مربعا لفائدة «الديوان التونسي للمياه المعدنية» لتنظيم مشاركة مؤسسات القطاع من مراكز استشفاء وخدمات العلاج ومحطات المعالجة بالمياه المعدنية. ولقد حجزت «الغرفة التونسية الفرنسية للصناعة والتجارة» بالتعاون مع الغرفة التجارية في مدينة مرسيليا، بجنوب فرنسا، مساحة 100 متر مربع للمؤسسات الفرنسية العاملة في مجالات الصحة والخدمات. ويعرض الصالون لزواره خدمات متنوعة في باب الجراحة، من بينها الجراحة التجميلية وجراحة العضلات وزراعة الأسنان وتصفية الدم والمساعدة الطبية على الإنجاب وجراحة القلب والعيون. كما ينظم بالمناسبة «مقهى علمي» يمكّن الزوار من التحاور المباشر مع الاختصاصيين حول مسائل متعلقة بالتثقيف الصحي والوقاية من الأوبئة والأمراض.

ومما يستحق الإشارة إليه، أن المعالجة بمياه البحر تحتل أهمية اقتصادية كبرى في تونس، إذ تمكنت خلال السنوات الماضية من منافسة الكثير من الدول ذات السمعة العالمية في هذا المجال على غرار فرنسا والمجر. وتبعا لذلك، أصبحت تحتل المرتبة الثانية عالميا مباشرة بعد فرنسا.

وبالمناسبة، يرجع تاريخ إنجاز أول مركز للعلاج بمياه البحر في تونس إلى عام 1994، وقد أسس يومذاك في مدينة سوسة الساحلية الواقعة على بعد 140 كم جنوب العاصمة التونسية. وما هو مخطط له أن لا يبلغ عدد هذه المراكز أقل من 49 مركز معالجة بمياه البحر مع نهاية السنة الجارية. واللافت أن هذه المراكز تمكنت من استقبال ومعالجة نحو 170 ألف زائر وسائح خلال عام 2008، معظمهم من مواطني الأسواق الأوروبية الباحثين عن دفء مياه جنوب البحر الأبيض المتوسط. وحقا، أثبتت مياه البحر والطحالب - التي مصدرها البحر - فاعليتها في التخفيف من عدد من الآلام المزمنة وعلاج عدد من الأمراض بما فيها الضغط النفسي وداء التهاب المفاصل والأمراض الصدرية وأمراض الأنف والأذن والحنجرة.