«قالب من قلبك إلى أم مثل أمك» لمعايدة الأمهات اللبنانيات

في إطار حملة لإسعاد أمهات معوزات في يوم الأم

الجمعية التي تأسست في لبنان منذ 13 عاما حرصت خلالها على مساعدة المحتاجين في كل أيامهم ولا سيما في المناسبات («الشرق الأوسط»)
TT

في يومهن، تفقد الهدايا قيمتها وتعجز، مهما ارتفع ثمنها، عن الإيفاء بتضحيات أمهات بذلن الكثير في سبيل أولادهن. لكن في الوقت نفسه، تصبح أقل الهدايا قيمة مادية وما لا يعدو كونها طقسا لا بد منه في الاحتفالات، وهو قالب الحلوى، صعبة المنال بالنسبة إلى أمهات حرمتهنّ الحياة إمكانات الحصول عليه.

إيمانا منها بقيمة هذا الاحتفال المعنوية وما يتركه من أثر في نفوس الأمهات، اختارت جمعية «سيدرز» اللبنانية أن تخطو خطوة متقدمة في هذا الإطار، علّها تسهم في رسم الابتسامة على من يعانين قسوة الفقر وهنّ على الرغم من ذلك يواجهن ظلم الحياة في سبيل تربية أولادهنّ.

تحت عنوان «قالب من قلبك إلى أم مثل أمك»، وهي الحملة التي تهدف إلى إسعاد أمهات معوزات في عيد الأم، ينشط متطوعو الجمعية وقبل نحو أسبوعين من يوم عيد الأم، الذي يصادف 21 مارس (آذار) للإسهام قدر الإمكان في سدّ هذه الثغرة المادية والمعنوية، التي تعيش لحظاتها القاسية أمهات لبنانيات منتشرات في كل المناطق اللبنانية.

هذه الجمعية التي تأسست في لبنان منذ 13 عاما حرصت خلالها على مساعدة المحتاجين في كل أيامهم ولا سيما في المناسبات، ها هي اليوم تلعب الوسيط بين كل من يرغب في مساعدة الأمهات ومعايدتهنّ وهؤلاء النساء لتكون لهن فرصة الاحتفال مع أولادهن في هذا العيد. «الخطوة ليست سهلة بالتأكيد، وذلك نظرا إلى عدم وجود التمويل الكافي، إذ إنه وعلى الرغم من كل المحاولات التي نقوم بها، قد نعجز في يوم العيد عن تأمين العدد اللازم من قوالب الحلوى»، حسب ما تقول الباحثة الاجتماعية ومديرة قسم العائلات بجمعية «سيدرز»، رلي دوماني التي تلفت إلى أن النشاط الذي تقوم به الجمعية منذ 4 سنوات يشهد تجاوبا ملحوظا من الناس عاما بعد عام. وتضيف: «وهذه السنة وصل عدد العائلات التي نعمل على مساعدتهن إلى 3000 عائلة من كل المناطق، بعدما كان مشروعنا في البداية يقتصر على العاصمة بيروت، والفضل في ذلك يعود إلى الجمعيات التي تتعاون معنا وقد وصل عددها إلى 34، وهي منتشرة في كل البلدات اللبنانية وتزوّدنا بأسماء العائلات المحتاجة». وتشير دوماني إلى أن هذا النشاط يظهر مدى الفقر المستشري في كل المناطق اللبنانية، ولا سيما في منطقتي الجنوب والشمال حيث تزيد النسبة عن باقي المناطق. وعن تفاصيل المشروع تقول: «رسالتنا بالدرجة الأولى هي حث كل أم ميسورة ماديا تعيش فرحة الاحتفال بعيد الأم وسط عائلتها أن تتشارك في هذا اليوم مع أم أخرى فقيرة من خلال تقديم قالب حلوى لها. لكن بالتأكيد هذه الخطوة الإنسانية لا تقتصر فقط على الأمهات، بل بإمكان كل من يشعر بأن بإمكانه المساعدة أن يسهم في رسم الفرحة على شفاه أم محتاجة. وهذه الخطوة أثبتت نجاحها وأهميتها في نفوس هؤلاء الأمهات اللواتي سيعشن هذه اللحظات مع فلذات أكبادهن، الذين يفرحون بدورهم مجرد الحصول على ما تعتبر حلوى نادرة بالنسبة إليهم».

وتضيف: «بعض الناس يقدّم لنا قوالب الحلوى جاهزة يوم العيد ونحن بدورنا نرشدهم ليسلّموها إلى أقرب جمعية لتقوم بتقديمها إلى الأم المحتاجة، أما من يفضّل أن يتبرع بمبلغ من المال، فهنا تكون المهمة على عاتقنا، إذ سبق لنا أن اتفقنا مع محلات لصنع الحلويات لنتجنّد يوم العيد ونوزعها على العائلات. مع العلم أن طريقة المشاركة هذا العام أضيف إليها خيار جديد وهو إرسال رسالة قصيرة عبر الهاتف الجوال تضاف تكلفتها، التي لا تزيد على دولار أميركي واحد، إلى المساعدات المادية لشراء قوالب الحلوى يوم عيد الأمهات في 21 مارس. وتشير دوماني إلى أن اللبنانيين، الذين يبدون رغبتهم في تقديم هذه المعايدة، هم من كل الفئات الاجتماعية والأعمار، لكن أكثر الذين يشاركون في هذا النشاط هم الذين فقدوا أمهاتهم وفقدوا معهن لحظات الاحتفال بهذا العيد السنوي.