فتيات سعوديات يعرضن أزياء تدمج الموضة بالتراث القديم

قدمن قطعا قد لا تحبذها لفتيات الجيل الجديد

أكثر من 50 تصميما قدمت في العرض مزاوجة بين الحداثة والتقليد («الشرق الأوسط»)
TT

عرض أزياء اعتمد في مجمله على الأجواء المعتادة لمثل تلك العروض العالمية من حيث الموسيقى الصاخبة والأضواء والممرات، غير أنه جاء بفكرة مغايرة، كونه يدمج بين الطراز الحديث والتراث السعودي العتيق، وإن كان قد أنتج قطعا لن تكون محبذة من قبل فتيات هذا الجيل.

ذلك هو العرض الذي شهدته قاعة القصر التابعة لفندق هيلتون جدة، والذي جاء على هامش فعاليات أمسية «نحن معا في جدة 2010» لدعم الجمعية التعاونية النسائية متعددة الأغراض بمنطقة القصيم «حرفة»، وذلك برعاية الأميرة نوف بنت سلطان بن عبد العزيز.

وقدم عرض الأزياء الذي أدته 11 فتاة ما يزيد على 50 قطعة قامت بتصميمها ست مصممات بالتعاون مع مثلهن من الحرفيات التابعات لجمعية حرفة النسائية، وذلك بهدف دمج التراث بالموضة الحديثة.

غريبة هلال، إحدى الحرفيات اللاتي يعملن مع مصممات الأزياء، تؤكد أن الاتفاقيات المبرمة تعود عليهن بدخل مادي جيد، وهو محدد بحسب إنتاجيتهن من القطع المشغولة يدويا.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتراوح أسعار القطع المشغولة بين ألف و4 آلاف ريال، ونطرزها بناء على التصميم المقدم من قبل مصممة الأزياء»، لافتة إلى أن الجمعية توفر لهن كل الخامات.

فيما لم تخف خلود العنزي متعتها في ممارستها لهواية التطريز من خلال جمعية حرفة النسائية، والتي بدأت بها منذ نحو ثلاثة أعوام، مبينة أن العمل اليدوي يستغرق وقتا بحسب أشكال التطريز.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «من الممكن إنجاز الرسومات الصغيرة في غضون أربع ساعات، بينما تستغرق الكبيرة منها عدة أيام، عدا عن أننا نعتمد على ما ترغب به المصممة من أشكال، غير أننا قد نبتكر شيئا بسيطا من أنفسنا».

وحول ما يعود عليهن من فوائد ربحية مادية أفادت بأن ذلك يعتمد على الإنتاجية، إلا أنهن يحققن أرباحا لا بأس بها، مشيرة إلى أنهن يعملن مع مصممات الأزياء المتعاونات مع جمعية «حرفة» النسائية.

فيما ترى رضا الغزاوي، إحدى مصممات الأزياء المشاركات في عرض الأزياء، أن فكرة دمج الحديث بالقديم تعد ناجحة جدا، لا سيما أنها نابعة من منطلق المحافظة على التراث وإحيائه.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «يتم تقديم تلك القطع بشكل عصري وحديث يتناسب مع كل الأذواق والفئات العمرية من الفتيات المحجبات وغير المحجبات»، مؤكدة أن المعروضات لاقت إقبالا كبيرا من قبل الحاضرات.

إحدى عارضات الأزياء (فضلت عدم ذكر اسمها) ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أنهن خضعن للتدريب طيلة أربعة أيام متتالية لمدة ثماني ساعات، وذلك بمعدل ساعتين يوميا، لافتة إلى أن التدريب على عرض الأزياء كان في منزل المصممة رضا الغزاوي.

من جهتها، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» ندى العيدان، عضو مجلس إدارة الجمعية التعاونية النسائية «حرفة»، أن دور الحرفية يتمثل في تنفيذ التصميمات التي ترغب بها مصممات الأزياء، وذلك من خلال توفير الجمعية لكل الخامات المطلوبة.

وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة تنافس بين الحرفيات في الجمعية، والمعتمد على الجودة والدقة وسرعة الإنجاز، إلى جانب منح مكافآت مادية أعلى لمن تتوافر بها تلك المواصفات»، مبينة أن الحرفيات يعملن كفريق عمل واحد.

من جانبها، أفادت لـ«الشرق الأوسط» وسن الحجازي، المستشارة والمتحدث الرسمي باسم جمعية «حرفة» النسائية، بأن فكرة دمج الحديث بالتراث القديم بدأت منذ أربعة أعوام، لافتة إلى أن العمل التعاوني بين المصممات والحرفيات لاقى استحسانا كبيرا ليتم من خلاله تسجيل أول جمعية نسائية تعاونية في السعودية.

وقالت خلال حديث لـ«الشرق الأوسط»: «فكرنا في إنشاء شركة مساهمة للحرفيات لتحقيق الانتظام وتثبيت أجورهن، غير أننا لم نستطع تسجيلها نتيجة عدم الموافقة على التراخيص باعتبار أن عدد الحرفيات كبير جدا، والبالغ 140 حرفية، عدا عن وجود 350 أسرة منتجة».

وأضافت «تتضمن فكرة الدمج بين الموضة والتراث تصميم مصممة الأزياء، ومن ثم تعمل الحرفية على تطريزها وتحديد سعر القطعة المشغولة لبيعها لصاحبة التصميم»، موضحة أن أسعار القطع تتراوح بين 100 و1000 ريال.

ولفتت إلى أن دور الجمعية ينحصر في كونها الوسيط بين المصممة والحرفية، إلى جانب دفع تكاليف المواد الخام وأجور الشحن والنقل، خاصة أن بعض المصممات لا يوفرن الخامات.

وحول عدد مصممات الأزياء المتعاونات مع الحرفيات في الجمعية التعاونية النسائية أبانت المتحدث الرسمي باسم الجمعية أن هناك ما يزيد على 16 مصممة سعودية، يتم التعامل معهن بشكل دائم.

وفي ما يتعلق بنية التوسع عالميا والتعاقد مع مصممات من دول أخرى، رفضت إعطاء تفاصيل حول تلك الخطوة، لكنها استدركت قائلة «هناك توجه للمشاركة في الخارج، غير أننا حريصات على التعامل مع أيدي وأفكار سعودية مائة في المائة».