صحن حمص لبناني بوزن 10452 كيلوغراما

لبنان «ينتصر» في المعركة الثالثة من «حرب الحمص»

حرب الحمص هذه التي لا تزال معاركها مستمرة بين لبنان وإسرائيل توسّعت معاركها ووصلت إلى التبولة ثم إلى الفلافل (أ.ب) (أ.ف.ب)
TT

10452 كيلوغراما هو وزن صحن الحمّص اللبناني الذي «انتصر» فيه اللبنانيون في معركتهم الثالثة ضدّ الادعاءات الإسرائيلية. وهي بذلك مساحة لبنان بالكيلومتر المربع، أي ما يوازي 10 أطنان ونصفا، وضعت في طبق فخار بمساحة 7 أمتار مصنوع من تراب لبنان من تصميم المهندس جو قبلان.

فمنذ ساعات الصباح الأولى كانت التحضيرات في جامعة الكفاءات الفندقية في عين سعادة في جبل لبنان، تجري على قدم وساق للنجاح في هذا التحدي والوصول إلى الهدف المرجو.

لا سيما أن حرب الحمص هذه التي لا تزال معاركها مستمرة بين لبنان وإسرائيل توسّعت معاركها ووصلت إلى التبولة ثم إلى الفلافل بعدما عمدت الأخيرة إلى قرصنة الأطباق اللبنانية مدّعية أنها إسرائيلية.

أكثر من 300 طالب لبناني في المدرسة الفندقية ونحو 70 أستاذا مشرفا من الطهاة اجتمعوا لصنع أكبر طبق حمّص تحت شعار «ما تخبصوا برات (خارج) الصحن... الحمص لبناني»، يقول الشيف رمزي الشويري الذي أخذ على عاتقه قيادة «حرب الحمص» منذ انطلاقتها، لـ«الشرق الأوسط»: «هدفنا الأساسي كان تحطيم رقم الـ4 أطنان، ونجحنا في ذلك، ولهذه الغاية جهّزنا 7 أطنان من الحمص المسلوق والمطحون، وطنين من الطحينة، وطنين من عصير ليمون الحامض، وكلّها منتجات لبنانية، كي يكون المذاق لبنانيا مائة في المائة. وها نحن نقوم بواجبنا مدافعين عن اقتصادنا وحضارتنا وثقافتنا وتراثنا اللبناني العربي، ونتمنى الوقوف معنا أمام هذا الاعتداء الفكري الاقتصادي».

لكن ولأن معركة إسرائيل الغذائية لم تقتصر على الحمّص، فإن التصدّي اللبناني لها لم ينتهِ عند تحطيم الرقم القياسي لهذا الطبق، فالمواجهة لا تزال مستمرة، واستمرت فصولها أمس الأحد على أرض جامعة الكفاءات أيضا لدخول كتاب غينيس، ولكن من باب «الفلافل اللبنانية» هذه المرة، وقال شويري: «من المتوقّع أن يبلغ وزن عجينة الفلافل 6 أطنان، أي ما يوازي 130 ألف قرص ستوزّع على كلّ الحاضرين»، مع العلم أن الدعوة كانت قد وجّهت إلى كلّ اللبنانيين للحضور إلى موقع الحدث لتناول طعام العشاء، وبما أن اليوم يصادف موعد الانتخابات البلدية في محافظتي بيروت والبقاع، فكانت الدعوة قد ذيّلت أيضا بشعار (انتخب وتعا تعشا)».

وكانت إسرائيل قد بدأت معركة الحمص الأولى في مارس (آذار) 2008، واستطاعت حينها أن تدخل كتاب غينيس من خلال صناعتها أكبر صحن حمّص، لكنّ اللبنانيين كانوا لها بالمرصاد ونجحوا في كسر الرقم الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 عندما بلغ وزن صحن «الحمص اللبناني» 2050 كيلوغراما، فيما وزن صحن التبولة طنين، لكن الإسرائيليين عادوا وكسروا الرقم مرة جديدة فصنعوا صحنا من الحمص بوزن 4 أطنان، فما كان لهؤلاء إلا التصدي لـ«التجاوزات الغذائية الإسرائيلية» عبر حرصهم على تأكيد هوية الحمص اللبنانية. وكان يوم أمس تاريخا جديدا استطاع اللبنانيون فيه أن يحقّقوا انتصارا جديدا في «حرب الحمص» المستمرة، فكانت المعركة الثالثة انتصارا للبنان وطهاته.

وقامت بتنظيم هذا الحدث «الشركة الدولية للمعارض» برعاية وزارة الصناعة اللبنانية وبالتعاون مع جمعية الصناعيين اللبنانيين ومشاركة جامعة الكفاءات الفندقية، بإشراف مديرها الشيف رمزي الشويري. واعتبر رئيس جمعية الصناعيين نعمة افرام أن «المطبخ اللبناني ثروة من ثروات لبنان، وأن الوطن الذي يحقق أرقاما قياسية هو وطن حيّ ومنتج». وأكّد: «طموحنا ليس فقط تسجيل أرقام قياسية في صحن الحمص، بل نريد أن نسجّل اختراعات في شتى الميادين، لأن اللبناني بارع خارج بلده، ونطمح أن يجسد براعته داخل وطنه».

أما رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية اللبنانية سمير نصراوي فاعتبر أن «الصناعات اللبنانية التي صمدت طوال سنوات الحرب نجت منها لتخوض غمار حرب ثانية هي محاولة التكيف مع المتغيرات الاقتصادية في المنطقة والعالم».