20 معاقا يشاركون في ورش عمل «بيت الفنانين التشكيليين»

بهدف إلحاقهم بعضويته لتمثيل الفن التشكيلي السعودي في الخارج

«بيت الفنانين التشكيليين» الذي يصل عمره إلى ما يقارب ربع قرن دشن منذ نحو شهرين قسما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة («الشرق الأوسط»)
TT

«البيت بيتك»، من هذا المنطلق فتح «بيت الفنانين التشكيليين» في جدة أبوابه أول من أمس مجددا لأكثر من 20 فردا من أصحاب الإعاقات على اختلاف إعاقاتهم وفئاتهم العمرية في ورشة عمل مستمرة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لممارسة هواياتهم والتعرف على قدراتهم تمهيدا لوضعهم في المكان المخصص لهم ضمن دورات تدريبية مطولة لصقل مواهبهم وتوجيهها بشكل سليم.

«بيت الفنانين التشكيليين» الذي يصل عمره إلى ما يقارب ربع قرن، دشن منذ نحو شهرين قسما خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بهدف تأهيلهم وتدريبهم وتنمية مواهبهم في الفن التشكيلي، إلى جانب منحهم بطاقات عضوية مجانية تخولهم تمثيل الفن التشكيلي السعودي في دول العالم.

وتحولت صالة العرض في «بيت الفنانين التشكيليين» أول من أمس إلى مهرجان مصغر في ظل اندماج أصحاب الإعاقات بعضهم مع بعض وانهماكهم التام من أجل التعبير بالفرشاة والألوان عما يجول في خاطرهم من أفكار وأحاسيس.

ولم تمنع الإعاقة الحركية التي أصيب بها أحمد عسيري نتيجة تعرضه لحادث مروري منذ نحو 18 عاما من الاستمرار في تنمية موهبته في الرسم التشكيلي والكاريكاتوري إلى جانب الخط العربي.

أحمد الذي كان موجودا في ورشة العمل التعريفية أفاد لـ«الشرق الأوسط» بأنه يعمل على تدريب المبتدئين من أصحاب الإعاقات وتنمية مواهبهم في الرسم، لافتا إلى أن معظم الموجودين يحاولون التعبير عن بيئاتهم الطبيعية من خلال لوحاتهم.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما يميل أهالي جدة إلى رسم البحر والبيئة الساحلية، بينما يعمل أهالي المناطق الأخرى على رسم الجبال والأشجار وغيرها»، مشيرا إلى أن معظم لوحاته تحتوي على أحرف عربية كونه خطاطا، الأمر الذي يجعله يحاول الجمع بين الفن التشكيلي والخط العربي.

ولفت إلى أنه يهوى الفن التشكيلي منذ أن كان في الصف السادس الابتدائي، غير أنه تفرغ تماما له بعد إعاقته، مما أتاح له فرصة العمل في القوات المسلحة كخطاط ورسام، إلى جانب مشاركته كرسام كاريكاتوري في «مجلة الدفاع الجوي». وأضاف أن «الفنان التشكيلي في السعودية ينقصه كثير من الدعم في ظل عدم وجود مدارس أو معاهد خاصة لذلك، مما جعلني أدرس ذلك الفن بمجهودي الشخصي من دون اللجوء إلى أي جهة رسمية متخصصة».

وعلى الرغم من معاناة هديل محمد ابنة الأربعة والعشرين ربيعا من إعاقة عقلية خفيفة، غير أنها تهوى الرسم كثيرا، وتحرص على جمع لوحاتها المرسومة كافة لتزين بها جدران غرفتها.

هديل، تلك الفتاة التي بادرت بالتحدث لـ«الشرق الأوسط» أكدت من خلال لوحة رسمتها على حبها للأشجار، لا سيما أنها تحب الاعتناء بالمزروعات في منزلها، إلى جانب تعلقها بتناول القهوة العربية لتترجم ذلك الإحساس برسمها لـ«الدلّة». وأضافت: «أحب الرسم كثيرا، وتعلمته حينما سافرت إلى الأردن، وأحب رسم الطيور والأشجار ودلّة القهوة، ودائما أصور لوحاتي بكاميرا الهاتف الجوال».

من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» سعد الدوسري رئيس «بيت الفنانين التشكيليين» أن التغيير الجديد في «البيت» يطمح إلى تحقيق اكتفاء ذاتي للشخص المعاق من نفسه لنفسه، وذلك من خلال ورش العمل المطولة التي تمكنه من اقتحام الفن التشكيلي من دون الاعتماد على الآخرين. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تهدف ورش العمل الحالية إلى التعرف على المشاركين من أصحاب الإعاقات وتحديد إمكانياتهم وقدراتهم لوضعهم في الأماكن المناسبة لهم في الدورات التدريبية».

وأشار إلى أنه تم إنشاء قسم خاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذي بدأ منذ نحو شهرين من أجل الاعتناء بهم وتلبية متطلباتهم التعليمية والثقافية والترفيهية وفق أعمارهم وإعاقاتهم، لافتا إلى أنه يتم استقطاب المعاقين من المجتمع نفسه. وأضاف: «نسعى لإلحاقهم بـ(بيت الفنانين التشكيليين) كأعضاء يتمتعون بالمزايا نفسها المتاحة لغيرهم من الأسوياء في (البيت)، إلى جانب الاستفادة من بطاقات العضوية الممنوحة لهم في دول العالم الأخرى».

ولفت إلى أنه سيتم جمع أعمال ذوي الاحتياجات الخاصة المشاركين في ورش العمل وذلك من أجل تنظيم معرض خاص بهم بعد التنسيق مع عدة جهات رسمية، المتمثلة في الغرفة التجارية الصناعية في جدة وإمارة منطقة مكة المكرمة والهيئة العليا للسياحة والآثار إلى جانب رعاية الشباب.