المصورة كوكلا رفعت: أعرف متى تضحك الكاميرا ومتى تبكي

حصلت على جوائز كثيرة وتجوب العالم بحثا عن اللحظات النادرة

تستقبل بابتسامتها لحظة افتتاح معرضها الخاص برحلتها في جنوب الهند
TT

رحلة شيقة مع الكاميرا ووجوه وملامح البشر والأمكنة قطعتها المصورة المصرية الشابة علياء رفعت الشهيرة بـ«كوكلا»، لتصبح رغم سنوات عمرها واحدة من أشهر المصورات اللاتي يجبن العالم بحثا عن عادات الشعوب ومغامراتها.

عشقت كوكلا الكاميرا منذ نعومة أظفارها، وبدافع من هذا العشق راحت تطارد اللحظات النادرة والمتميزة في شتى دروب العالم. وأثمر هذا العشق حصولها على جوائز كثيرة من بينها المركز الأول في مسابقة ساقية الصاوي التصويرية عام 2006، وقبلها فازت بالمركز الثالث في المسابقة نفسها عام 2004، وبعد دراستها للدعاية والإعلام وتخرجها في جامعة أكتوبر بمصر عام 2006 أصقلت موهبتها بالسفر إلى باريس ودراسة فن التصوير وتصوير الاستوديو والبورتريه بمعهد «سبيوس» التصويري الشهير.

عن بدايتها مع التصوير تقول كوكلا: «منذ كنت طفلة وأنا مشغولة بالكاميرا الفوتوغرافية، وكيف لهذه الآلة الصغيرة أن تخرج صورا صامتة للأفراد، هذا ما كان يشغل بالي حتى وصلت إلى سن السابعة واستطعت أن أمسك الكاميرا بمفردي ثم بدأت أتعلم كيفية التصوير بها.. بدأ مشواري مع الكاميرا بتصوير الأفراد القريبين مني، ولكن في نفس الوقت كانت الطبيعة تجذبني، وخصوصا كل ما هو غير مألوف بها.. كنت أخجل أن أطلب من أحد الأشخاص تصويره.. في بدايتي خشيت أن أواجه بالرفض أو الاستياء ولكنى تكيفت مع الأمر مع مرور الوقت واكتسبت الجرأة الكافية لطلب ذلك».

لم تدرس كوكلا التصوير الفوتوغرافي دراسة أكاديمية في البداية، لكن دراستها فنون الدعاية والإعلان كانت مجالا قريبا من هوايتها، ساعدت على تفوقها، وأن تكون دوما في مركز الصدارة على زملائها. وعلى الرغم من ذلك لا تزال تتعامل مع التصوير كهواية قبل أن يكون احترافا.

أما عن رحلاتها حول العالم فتقول: «كنت دائمة البحث على الإنترنت عن كل ما هو جديد في عالم التصوير الفوتوغرافي وكنت أخطط لرحلات حول العالم لرؤية اللحظات النادرة في المدن والبلدان المختلفة وبالفعل ذهبت لأوروبا وقررت في إحدى المرات أن ألتقط الصور التي تحتوى فقط على اللون الأصفر لأبرز جمال فرنسا في هذا اللون، بعيدا عن معالمها السياحية المشهورة وظل حلمي الأكبر هو السفر للهند، وذات مرة صادفني موقع لأحد الأشخاص يدعى توفيق الصاوي يعيش في أميركا ويعد واحدا من المصورين الناجحين والمشهورين على مستوى العالم، لذلك حاولت الاتصال به، وبعد فترة طلب أن يرى أعمالي ليحدد شخصيتي التصويرية، خصوصا أنني طلبت الانضمام إلى فريق المصورين الفوتوغرافيين الذي يكونه للسفر إلى كثير من دول العالم كهواة ومحترفين أيضا. وعلى الرغم من أنني صغيرة جدا بالنسبة لهذا الفريق، فإنني تحديت الموقف، وكنت واثقة في صوري التي التقطتها عبر مشواري الصغير، وكانت الثقة في محلها، حيث أعجب توفيق الصاوي بأعمالي جدا، وقرر ضمي إلى الفريق، لأكون أصغر فتاة في فريق أعماره بين الستين والسبعين عاما!».

وبالفعل سافرت كوكلا إلى جنوب الهند، عشقت عدستها طقوس وثقافات الهنود داخل بلادهم، كما قرأت جيدا عن عاداتهم وتقاليدهم لتتعرف عليهم عن قرب، وكانت هذه المرحلة هي بداية تخصصها في التصوير الوثائقي.. تقول: «سجلت أشهر الرقصات التي تعبر عنهم، وهي رقصة الكاثاكالي الدرامية فهي من أهم طقوسهم وتعتبر رقصة الكاثاكالي أحد أقدم الأشكال المسرحية في العالم؛ فقد نشأت في منطقة جنوب غربي الهند المعروفة الآن باسم ولاية كيرالا (كاثا)».

رصدت كوكلا كل هذا بكاميرتها، وعرضته في معرض خاص يعبر عن عادات وثقافات قد لا يعرفها الشعب العربي عن الهند.. لكن صور الحواري والأزقة في الهند حيث الفقر الشديد كانت أكثر الصور تأثيرا بالنسبة لها، وكما تقول: «ظهرت الصور غنية بأبطالها من الهنود! فأنا مبدئي دائما تصوير الشخصيات العادية التي تحمل من المعاني والتفاصيل ما لا يتوافر في الشخصيات المشهورة التي تتلون بالمساحيق والابتسامات المصطنعة».

تعرف كوكلا متى تضحك الكاميرا ومتى تبكي، لذلك كانت ابتسامتها هي جواز مرورها إلى قلوب الهنود، فبالابتسامة ولغة الإشارة استطاعت أن تتواصل معهم بود وحب وتعوض عدم تحدثها اللغة الهندية.

أما عن أكثر الأشياء التي لفتت نظرها في الهند فتقول: «الألوان الزاهية؛ فجميع أزيائهم حمراء وخضراء وصفراء، وأيضا المساحيق الخاصة بهم شديدة الجاذبية لألوانها الفاتحة ذات الدرجات الثقيلة واللامعة، وجميع مساحيقهم من الطبيعة، لأنها تكون من الورد الطبيعي».

وفي طموح المصورة الشابة يعد المصور العالمي جون كنى «مصور البورتريهات الأفريقية» هو المثل الأعلى بجانب جوي آل وهو مصور يبلغ 19 عاما يجوب العالم في أسوأ اللحظات كالبراكين والانفجارات لتصويرها وهو ما يجعل كوكلا تتمنى لو كانت ولدا لتستطيع أن تتنقل بحرية وقتما تشاء حول العالم.

تضيف كوكلا عن احترافها مجال التصوير الإعلاني: «لا أحب تقييد نفسي بنمط معين أو مجال محدد من مجالات التصوير، وإن كنت أميل بطبيعة الحال لصور الطبيعة.. أعترف أنني عاشقة للتصوير الفوتوغرافي لكن في الوقت نفسه أنا أجيد جميع مجالات التصوير وأستخدمها في عملي على موقعي ورحلتي القادمة في التصوير الوثائقي ستكون إلى إندونيسيا».

وبدافع من العشق لفنها تؤكد كوكلا أنها ستظل تجوب العالم بحثا عن اللقطات النادرة والمميزة لالتقاطها وتوثيقها كي تبقى شاهدا على لحظات لن تعود.. وتدين بالفضل لوالدها الذي بدأ حياته العملية في الترحال بين أكثر من بلد كمهندس.. «ولذلك فمنزلي يتقبل تماما فكرة سفري حول العالم للتصوير».

أما عن تسميتها بهذا الاسم فتروي أنه يرجع لرؤية رأتها جدتها التركية لها وهي نائمة حينما كانت طفلة فأطلقت عليها لقب «كوكلا» أو العروسة باللغة التركية، ومنذ ذلك الوقت وهي توقع صورها باسم «كوكلا رفعت».