تونسيون يبحثون عن العجيب والغريب من النباتات والزهور

في معرض حديقة البلفدير

من معرض الزهور في حديقة البلفدير بتونس («الشرق الأوسط»)
TT

زائر معرض الزهور الذي تحتضنه حديقة البلفدير في العاصمة التونسية تونس يكتشف على الطبيعة ما تتمتع به البلاد التونسية من تنوع نباتي، ولا سيما على صعيد الزهور المتنوعة الأشكال والألوان والعطور.

وقد يلهي الاستغراق في النظر إلى نبتة أو زهرة ما عن باقي النباتات والزهور، ولكن الزائر والهاوي المدقق لا محالة سيكتشف فيما بعد أنه في بحر لا حدود له من الجمال والرونق. فلكل نبتة ولكل زهرة روحها الخفية، وكل منها ترسل سهام جاذبيتها إلى الناظرين لتبث فيهم أجمل الأحاسيس الجميلة.

معرض الزهور الذي انطلق في العاصمة التونسية يوم 5 يونيو (حزيران) الجاري والمستمر إلى غاية يوم 17 من الشهر نفسه، بتنظيم مشترك بين جمعية أحباء البلفدير وبلدية العاصمة، اجتذب أعدادا هائلة غفيرة من الزائرين من سكان الحضر، على وجه الخصوص، كلهم جاءوا إلى المعرض من أجل جرعة «أكسجين» من نوع آخر في بداية صيف يبدو أنه ثقيل للغاية على أنفاس التونسيين.

حركة كبيرة يشهدها المكان.. كر وفر بين البستانية والزائرين.. أما الموقع الذي أفرزته القرعة بالنسبة لكل عارض لوروده وزهوره فقد يساهم في تحديد عدد المقبلين عليه.

حول هذا المعرض، قال حسن الوايلي، وهو من مدينة بوعرقوب بولاية (محافظة) نابل، إن مشاركته هي الأولى في هذا المعرض الذي بلغ الآن الدورة 15، وقد فوجئ بالأجواء المنعشة التي يعرفها المعرض وبالزهور المتنوعة التي تزيد المكان بهاء وجمالا. وأشار إلى أن أسعار الزهور - ومنها الورد - ونباتات الزينة المختلفة تتراوح بين دينارين و35 دينارا تونسيا (ما بين دولار ونصف و25 دولارا أميركيا) وهي في متناول كل الزائرين، إلا أن بعض النباتات الكبرى الأخرى قد يصل سعرها إلى 250 دينارا تونسيا (نحو 178 دولارا أميركيا). وعدد الوايلي بالمناسبة أسماء مجموعة مهمة من النباتات التي قال إنها من أصول تونسية على غرار «الكاليفا» و«ليلا ديزانت» و«السيرانغا» وتتراوح ألوان زهورها بين البنفسجي والأبيض، وذكر أن التونسيين يبحثون على الدوام عن نباتات مختلفة عن السائد ويودون أن تحتوي حدائقهم على الغريب والعجيب منها.

ومن جانبه، أشار حامد المرنيصي، وهو من منطقة العزيب من ولاية (محافظة) بنزرت، إلى أنه يفضل التجارة بالنباتات الصغيرة الأرضية، ويرى أن ذلك أفضل بالنسبة له «فأسعار معظمها لا يزيد عن الدينار الواحد (أقل من دولار أميركي) وهو ما يجعل الإقبال على شرائها غير قابل للتردد»، وأضاف أنه يعرض على زائري معرض الزهور الخزامى ونبتة «الطاووس» والـ«فربينا» إلى جانب النباتات التونسية المعروفة من الحبق إلى الفل والياسمين.

أما المنصف بسباس، وهو عضو جمعية أحباء البلفدير، فقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يود لو أن كل التونسيين «أدخلوا كثرة من التحسينات على محيط سكنهم، وتوجهوا نحو العناية ببيئة سكنهم وغرسوا بالقرب من مساكنهم الورد والياسمين لكي تبقى تونس الخضراء خضراء على الدوام».

وعن حجم المشاركة، قال حسام السويبي، من جمعية أحباء البلفدير أيضا، إن عدد العارضين في هذه الدورة مقدر بنحو 21 عارضا، 18 منهم منتجو الزهور ومختلف أنواع نباتات الزينة المختلفة، بجانب 3 من باعة الفخار وجرار غراسة الورد. أوضح السويبي في شرحه أن العارضين في حديقة البلفدير بالعاصمة جاءوا من ولايات (محافظات) جندوبة وبنزرت وباجة وبن عروس وتونس ونابل والمنستير «وهم يدركون أهمية المشاركة في هذا المعرض الذي يزوره الآلاف من التونسيين، خاصة، في نهاية الأسبوع». واعتبر السويبي أن هذا المعرض هو «محاولة لتقريب الثروات الطبيعية التونسية من التونسيين.. ولقد نجح المعرض في تحقيق هذا المسعى بدليل الإقبال القياسي الذي عرفه يوما السبت والأحد الماضيان».