مباريات كأس العالم تجبر السعوديين على تعديل مواعيدهم المسائية

توقيت مواجهات البرازيل الأكثر استخداما

مقاهي جدة استفادت من المونديال
TT

إذا أردت أن تضمن حضورا كبيرا في كل أنحاء المملكة العربية السعودية لأي مناسبة خلال هذه الأيام، خصوصا في المساء، فما عليك سوى مراجعة توقيت مباريات المونديال مع مواعيد المناسبة.

يأتي هذا نسبة الاهتمام المتزايد من سكان المملكة بمتابعة مباريات المونديال على الرغم من عدم تأهل منتخبهم هذا العام، لكن أخبار وتحركات نجوم مثل الأرجنتيني ميسي وكاكا من البرازيل ورونالدو البرتغالي، وحتى أساموا الغاني، أضحت حديث المجالس حتى استحدث الكثير منهم توقيتا عالميا خاصا بهم تضبط عقارب ساعاتهم بعد أو قبل توقيت تلك المباريات.

لن تصاب بأي من حالات التعجب والاستغراب هذه الأيام إذا اعتذر أي من أصدقائك من قبول دعوة وجهتها إليه, لأنه سيعتذر بأنه يتابع إحدى مباريات المونديال المقام في جنوب أفريقيا، بل لن تستغرب أيضا حينما تشاهد شوارع المدن السعودية الكبرى خالية من الزحام بينما تكتظ الشوارع في أوقات الصباح بالجموع التي تحاول أنها أعمالها وأشغالها منذ وقت مبكر لمتابعة هذا الحدث العالمي.

يقول ثامر الشريان: «بالنسبة لي مواعيد مباريات البرازيل تعتبر مواعيد يمنع الاقتراب منها، وأستعد لها مبكرا ولا أقوم بقبول أي من الدعوات الموجهة إلي في هذا التوقيت»، وهو ذات السبب الذي يؤكده أيمن الغامدي، بيد أن أيمن فرغ وقته ونفسه بالكامل للمونديال.

ولا يتعلق الأمر بالأفراد فقط، حتى إن شركات العلاقات العامة والإعلام تنبهت لذلك الأمر وأخذت به في الحسبان عند تنظيم أي من المناسبات، بحيث يتم تنظيمها صباحا أو تأجيلها إلى ما بعد المونديال، وفي هذا السياق يقول صالح فريد الموظف بشركة «هيد لاين» للعلاقات العامة: «إن عامل التوقيت عامل مهم جدا، وكأس العالم دفعت بالمنظمين إلى تغيير معظم أوقات مناسباتهم إلى الفترة الصباحية، وهو الوقت الأفضل هذه الأيام».

وعلى الرغم من اتفاقه في جانب التوقيت وتأثير المونديال على توقيت المناسبات ونسبة الحضور فيها، يرى أحمد الحسني أن المناسبة الكبيرة تفرض نفسها على أي حدث.

وبالعودة إلى المونديال وأجوائه في المنازل فقد درجت الأسر السعودية على وضع جداول المباريات إلى جوار جدول الحياة العامة في المنزل، بحسب فارس عبد الرحمن الذي يؤكد تأثير الجدول على مواعيد التسوق والتنزه لجلسة رب الأسرة والإخوان لمشاهدة المباريات.

بينما قامت بعض الأسر بتأجيل سفرها والتمتع بالإجازة السنوية بسبب المونديال على الرغم من بدء موسم الصيف، وهنا تبين رهف العبد الله أن والدها على غير المعتاد راعى في سفره للنزهة هذا العام مع العائلة أن تكون بعد المباراة النهائية للبطولة. وقالت إن متابعته لكأس العالم أمر طبيعي، بينما توضح والدة رهف أم عبد الله أن «كأس العالم أثر كثيرا على وضع العائلة بسبب المباريات التي كانت تأتي في توقيت بعد الخروج من العمل وتستمر حتى منتصف الليل».

وعلى الجانب الآخر فإن حدث المونديال أنعش مبيعات المطاعم والمقاهي في جدة، وذلك نسبة إلى تشفير القنوات الناقلة للمباريات، حيث وضعت بعض المقاهي رسوما لدخولها ورفعت أسعار الوجبات والمشروبات.

وساعد هذا الحدث الكروي في إنقاذ قطاع المقاهي والمطاعم من ركود متوقع جراء فترة اختبارات نهاية العام الدراسي، وشكل طوق نجاة للعاملين فيه، وهو ما تم استثماره من قبل العاملين بذكاء من خلال تحضيرات مكثفة وأجواء رياضية ساحرة ومتميزة، هي التي ستحدد فرصة كل مطعم ومقهى في الحصول على عدد أعلى من الزوار والزبائن، ورفعت أجواء المونديال مبيعات الشاشات ذات الأبعاد والتقنيات الحديثة بنسبة 60 في المائة، وذلك بحسب أحد مسؤولي المبيعات في إحدى الشركات الخاصة بجدة.