تونس: روائح الأسماك المشوية تجتذب الآلاف في المطاعم البحرية

بمناسبة «يوم الحوت» السنوي

إعداد السمك المشوي على الطريقة التونسية في حلق الوادي («الشرق الأوسط»)
TT

توافد نحو 250 ألف زائر على منطقة حلق الوادي، الواقعة في الضواحي الشمالية للعاصمة التونسية، تونس. وكل هؤلاء اجتذبتهم روائح الأسماك المشوية في المطاعم البحرية المنتشرة لمسافة ثلاثة كيلومترات على طول شارع «روزفلت» - الذي يحمل اسم الرئيس الأميركي الأسبق في حلق الوادي. ولقد اشتهرت هذه الضاحية، بالذات، منذ عقود من الزمن بمجموعة من المطاعم المتخصصة في إعداد الأسماك المشوية الشهية.

مطاعم شارع روزفلت، اتخذت استعدادات خاصة لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار، من تونسيين وأجانب وفدوا في وقت قياسي إلى المكان؛ للتمتع بطبق من الأسماك اللذيذة، بمناسبة المهرجان السنوي المحلي، الذي يعرف هنا بـ«يوم الحوت» (أي السمك). ولقد حضرت أسماك «القاروص» و«المرجان» و«الدوراد» و«التريليا» في أيدي الطهاة المهرة، وانبعثت روائح الشواء من واجهات المطاعم الواقعة في هذا الشارع المشهور، فجذبت لها آلافا من الزوار، مما جعل المكان يضيق بساكنيه وبالعابرين في كل الاتجاهات. أحمد عامر، مدير المهرجان، شرح في حوار مع «الشرق الأوسط» في اليوم الأول من «يوم الحوت» - كما يسميه التونسيون - أن هذه التظاهرة الثقافية بالأساس، التي يرجع تاريخها إلى نحو 25 سنة خلت، تجتذب مئات الآلاف من الزوار الآتين من مختلف جهات البلاد التونسية، وكذلك من السياح الأجانب، الذين تغريهم وجبة السمك المميزة للمنطقة. وأضاف: «لقد استطاع هذا المهرجان، سنة بعد أخرى، أن يحرك كل السواكن وأن يجعل من حلق الوادي، المعروفة بمينائها البحري العريق، منطقة جذب تجاري وسياحي وهذا بالضبط ما سعى المهرجان إلى تحقيقه خلال دوراته المتعاقبة».

والواقع أن «يوم الحوت» مناسبة موسمية مهمة ومرتقبة للعائلة التونسية التي تستطيع تمضية أوقات رائقة، وتناول طبق من الأسماك الجيدة بسعر لا يتجاوز 8 دنانير تونسية (نحو 6 دولارات أميركية)، مع الإشارة إلى أنه يصعب الحصول على هذه الأطباق بهذه الأسعار خلال بقية أيام السنة، وذلك لأنه لا يقل سعر طبق الأسماك - في أقل الحالات - عن ضعفي هذا المبلغ لأصناف جيدة النوعية، اشتهرت بها المنطقة منذ عقود من الزمن.

ويقول أحمد العمدوني، أحد ساكني وسط العاصمة التونسية، إنه زائر كبقية الزوار الكثر، أما «يوم الحوت» فهو مناسبة اكتشفها قبل عدد من السنين، ومنذ ذلك الحين وهو يحرص على العودة إلى هذا المكان في حلق الوادي ويبقى في انتظارها منذ بداية الصيف للاطمئنان إلى أن المناسبة لن تمر، دون نزوله ضيفا على المطاعم البحرية المحلية.

ومن جانبها، تحدثت صلوحة بن شعبان، وهي من سكان حلق الوادي، عن خروج «المهرجان» من نطاق شارع روزفلت بمفرده؛ ليشمل بقية شوارع حلق الوادي المحتاجة، مثل غيرها من الشوارع، إلى إقبال التونسيين على أطباق الأسماك المشوية، وتضيف: «صحيح أن هذا الشارع وحده يحتضن قرابة 40 محلا من محلات بيع الأسماك ومطاعم الأسماك، غير أن بقية المنطقة فيها أيضا عدد كبير من المحلات التجارية الأخرى، التي تسعى إلى الاستفادة من هذه التظاهرة السنوية، التي تجتذب في وقت قياسي نحو 250 ألف زائر حسب تقديرات الساهرين على هذه المناسبة المميزة ومتابعيها».

أما فتحي رزق الله، وهو صاحب مطعم لبيع الأسماك، فشدد على أهمية هذه التظاهرة، حيث تتغلب أعداد أطباق الأسماك المطلوبة، لأول مرة في السنة، على أعداد العمال الذين يسعون إلى تلبية كل الطلبات، دون استثناء ويعجزون عن ذلك. وأكد فتحي أن جميع المحلات التجارية تسعى إلى تعويض التخفيضات التي تمنحها للزائرين بكثرة الطلب على الأطباق اللذيذة من أسماك حلق الوادي.