بعد هجرة علمائه وأطبائه.. خبازو العراق يهجرونه أيضا

رغيف الخبز العراقي يغزو الدول عبر الجاليات

خباز عراقي يعمل في مطعم بالأردن («الشرق الأوسط»)
TT

عادة ما نسمع في بلد مثل العراق عن هجرة الأطباء وأساتذة الجامعات والعلماء نتيجة الظروف الأمنية أو بفعل إغراءات تقدم لهم من جهات خارجية، لكن بدأت أخيرا ظاهرة هجرة الخبازين أيضا لسبب واحد فقط هو أن الجاليات العراقية وجهت لهم دعوات لتقديم الخبز العراقي الساخن داخل مطاعم عربية وغربية.

هذا ما حدث فعلا مع راجح إسماعيل الذي امتهن حرفة الخباز منذ طفولته وأبدع فيها حتى بات يتفنن في طريقة صناعة الخبز العراقي الذي يعد مميزا عما تصنعه الشعوب الأخرى من حيث طريقة التحضير ونوع الدقيق والأهم من كل ذلك «التنور» العراقي المصنوع من طين خاص من ضفاف نهر دجلة. ويقول «إن هناك أنواعا عدة من الخبز منها الرغيف المتعارف عليه محليا والمصنوع كليا من الدقيق، وهناك الصمون الحجري أيضا يخبز داخل فرن حجري وبنار مولدة من النفط الأبيض، وهناك خبز (العروك) حيث تضاف مواد معينة للعجين مثل البصل والبهارات واللحم المفروم والمعدنوس أو الكرفس وتخلط وتخبز كما الخبز الاعتيادي، وهناك خبز متعارف عليه في الجنوب يدعى السياح المصنوع من دقيق الأرز أو الدقيق العادي».

وبالعودة إلى هجرة الخبازين، أوضح إسماعيل لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد خروج الجاليات العراقية وبكثرة إلى دول الجوار وحتى دول أوروبية وأميركا واستقرارهم هناك وأغلبهم ميسورون ماديا بدء الحنين للخبز العراقي وهنا سارع بعض العراقيين لافتتاح مطاعم تقدم وجبات عراقية اشتهرت هناك وكان هناك إقبال كبير شجعهم على إضافة لمسات مهمة خاصة رغيف الخبز العراقي وهنا تكفلوا بعملية إحضار الخبازين من بغداد وبقية مدن العراق على حسابهم الخاص وأنا خرجت في بادئ الأمر إلى سورية وعملت في مطعم عراقي وانتقلت إلى الأردن ومن ثم بيروت ومؤخرا توجهت للقاهرة، ومهمتي تنحصر في تنظيم الأمر من نصب التنور والإشراف على صناعته هناك في حال تعذر نقله من العراق ومن ثم ترشيح خباز ماهر ينتقل ويبدأ بالعمل مقابل تأمين محل إقامته والإقامة القانونية وراتب جيد».

أما عن المطاعم فقد التقت «الشرق الأوسط» الحاج محمد الزيدي الذي كان من رواد نقل المطاعم الشعبية العراقية للدول العربية ومنها دبي وأكد «أن هناك مشكلة يعاني منها العراقيون في أي بلد يتواجدون فيه وهو صعوبة التأقلم مع الأطعمة المقدمة هناك فهم اعتادوا على أكل دسم من الوزن الثقيل، وهنا بدأت بوادر انتقال مطاعم شعبية معروفة مثل مطعم قاسم أبو الكص في الأعظمية ومطعم الطبيخ ومطعم جبار أبو الشربت وغيرها لدول عربية، والغريب أنها بعد فترة وجيزة بدأت في استقبال ليس فقط أبناء الجالية العراقية وإنما لاقت إقبالا ملفتا من قبل أهالي البلد والأجانب وهذا دليل على تميز الطبق العراقي». واختتم الحاج محمد بقوله «إذا لم نقدر على إيصال ثقافاتنا وأصوات دبلوماسيينا وصناعاتنا وإنتاجنا للعالم فلا بأس أن نغزوهم بالكباب والسمك المسكوف، والأهم هو رغيف الخبز العراقي».