«مانجو الإسماعيلية» تفتح الشهية في نزهة صيفية

بطعمها اللذيذ وشهرتها العالمية

«مانجو الإسماعيلية» اللذيذة.. شهرتها عالمية («الشرق الأوسط»)
TT

مع مطلع الصيف وحلول موسم الاصطياف، تجدد مانجو الإسماعيلية بطعمها اللذيذ وشهرتها العالمية صداقتها الموسمية مع آلاف المواطنين الذين يتوافدون من المدن والمحافظات الأخرى لقضاء نزهة صيفية مبهجة على شواطئها وبين منتجعاتها الهادئة.

تطل عليك حدائق المانجو وتتنوع إيقاعاتها، وتخطف حواسك وشهيتك، فبمجرد أن تقطع مسافة 140 كيلومترا شرق القاهرة باتجاه قناة السويس، أنت على موعد مع رائحة المانجو الزكية، تفوح من بين الغصون والأشجار التي طوقت مدينة الإسماعيلية طولا وعرضا، وأصبحت مشهدا مألوفا للمارين على جانبي الطرق المؤدية إليها بعد أن تدلت منها ثمار «المانجو الإسماعيلاوي» التي تعد أفخر أنواع المانجو المزروعة في مصر.

فهذه الثمار تشكل روح «مدينة المانجو» وحياة بأكملها لسكانها الذين يعملون في زراعتها، حيث تنتشر مزارع المانجو على مساحات تقدر بنحو 88 ألف فدان، تعد من أجود أنواع الأراضي الرملية التي تتميز بإنتاجها عالي الجودة، الذي يصل إلى 200 ألف طن سنويا.

ومع منتصف فصل الصيف عندما يحين موسم الحصاد، تجتذب أسواق المدينة وحدائقها المئات من الزوار الباحثين عن حلاوة الطعم والرائحة الطيبة، أو من التجار لشراء المانجو بكميات كبيرة تسمح بتخزينها واستخدامها طوال العام أو لتصديرها إلى الخارج بعد أن وصلت شهرة المانجو الإسماعيلاوي إلى العالمية.

تتميز المانجو الإسماعيلاوي بتعدد أنواعها، ويقول عنها المزارع حسن السيد: «المانجو لها عدة أنواع، لكل منها شكل مختلف، فهناك نوعيات يسهل للعامة تمييزها ونوعيات لا يعرفها إلا المزارعون، فنوع الزبدة هو الأكثر شيوعا لقيام المصريين بتخزينه لاستخدامه في صنع العصائر لكبر حجم الثمرة، أما أفضل أنواع المانجو فهو العويس والفص، فالعويس لونها الداخلي أصفر داكن يميل إلى اللون البرتقالي ونسبة السكر بها معتدلة، ومانجو الفص تتميز بحجمها الصغير ومذاقها اللذيذ ونواتها صغيرة الحجم»، مضيفا أن النوعين الأخيرين يتسمان بغلو الثمن حيث يصل سعر الكيلو إلى 40 جنيها (نحو 7 دولارات)، أما أكثر أنواع المانجو انتشارا بين المشترين فهو المانجو السكري، وهي دائرية الشكل وصفراء اللون ويقبل على أكلها الجميع، كما أن سعرها دائما مناسب، أما الأنواع الأخرى فهي البربري والعزيز وقلب الطور والدبيش. كما تستقبل الأسواق الأوروبية والعربية أنواعا بعينها من المانجو، يقول عنها التاجر كبيش محمد: «تختلف أنواع المانجو المصدرة من دولة لأخرى طبقا لمتطلبات الأسواق فيها، فالأسواق العربية تشتهي الأنواع عالية السكر حيث تقبل على أنواع المانجو السكري والزبدة، أما الأسواق الأوروبية فتقبل على الأنواع منخفضة السكر كالعويس، وهناك نوعيات تزرع خصيصا بهدف التصدير لانخفاض نسبة السكر بها».

ترتبط المانجو بالحياة الاجتماعية لأهالي الإسماعيلية بصفة عامة ومزارعيها بصفة خاصة، فهي تحدد ملامح حياتهم، فموسم جني الثمار، الذي عادة ما يكون في منتصف شهر يوليو (تموز) يكون له ترتيباته، حيث يشترك الكبير والصغير في الجني ثم عملية التعبئة، ويمكن لزائر الإسماعيلية خلال الموسم ملاحظة انتشار الصبية الصغار داخل الحدائق، منهم من يمارس مهمته في جمع الثمار من فوق الأشجار، أو من يجمعها ثم يقوم بعملية الرص في عبوات حتى تذهب للبيع. المزارع محمد الحلوس يحكي مراحل موسم الحصاد: «تقطف ثمار المانجو من فوق الأشجار قبل نضجها بأيام، حيث يتم جمعها وفرشها داخل صوبة من القش لمدة 72 ساعة كي تنضج ويتحول لونها إلى اللون الأصفر، ثم يتم رصها داخل أقفاص وكراتين، ويراعى أن يكون بين كل صف وآخر يتم رصه طبقة من الكرتون ضمانا لجودة وصول المنتج النهائي إلى المستهلك».

أما السيدة إيمان شلبي، من سكان المدينة، فتوضح أنها تشتري المانجو بكميات كبيرة فور ظهور إنتاجها بالأسواق، حيث تقوم بإهدائها لأصدقائها خارج المحافظة، مشيرة إلى أن إهداء المانجو يعد من الهدايا المحببة، فالجميع يستمتع بطعم حبات المانجو بمختلف أنواعها، ومن ناحية أخرى فهي تستخدم المانجو في العصائر أو تضيفها على أطباق الحلويات أو المثلجات كالآيس كريم مما يعطي نكهة محببة للأطفال.

داخل إحدى أسواق المدينة يشير كرم عبد الهادي، الذي ينتمي إلى محافظة القليوبية، إلى أنه يعتاد زيارة مدينة الإسماعيلية في شهر أغسطس (آب) من كل عام للاستمتاع بقضاء يوم على الشاطئ، وفي نهاية اليوم يذهب لشراء المانجو بكميات من السوق العمومية الموجودة بمنطقة الفردوس القريبة من الشواطئ، حيث يفضل شراء المانجو من نوع الزبدة على وجه الخصوص لإمكانية تخزينها لفترات طويلة وصنع العصائر، إلى جانب سعرها المناسب الذي يتراوح بين 7 إلى 10 جنيهات.

أما ما يلفت النظر ويؤكد ارتباط المانجو بحياة المزارعين، أن الكثير منهم يحددون مناسباتهم الاجتماعية، خصوصا إقامة حفلات الأعراس لأبنائهم وبناتهم وفقا لنتيجة المحصول، كما تزدان ميادين المدينة وواجهات بناياتها ومحالها التجارية باللون الأصفر لون المانجو، بل إن فريق «الإسماعيلي» لكرة القدم الذي ينتمي إلى المدينة تحمل ألوان فانلته اللون الأصفر، كما تجمع تجار ومزارعي المانجو صداقات شخصية بالكثير من نجوم المجتمع المصري بفضل المانجو، حيث يكونون على موعد سنوي معهم لشراء المانجو في «المدينة الصفراء».