عرف «موسم أصيلة الثقافي» في المغرب هذا العام لأول مرة مشاركة فنانات تشكيليات من الإمارات العربية المتحدة والسودان شاركن في ورش الرسم إلى جانب فنانين تشكيليين من مختلف أنحاء العالم. تعتقد التشكيليات العربيات أن الفرصة «أتاحت لهن اكتشاف المغرب لأول مرة والتعرف على تقاليده وشعبه وفنه».
تقول خلود الجابري، وهي فنانة تشكيلية إماراتية تشارك في «موسم أصيلة الثقافي» لأول مرة إنها محظوظة بالمشاركة في هذه الورش التي جمعتها مع فنانين كبار تعتز بالعمل معهم لأول مرة. وأضافت «استفدت كثيرا من كل الخبرات والأساليب التي يستخدمها الفنانون الذين يشاركون معنا في الورش، كما تعلمت كيف نساند بعضنا البعض من خلال العمل الجماعي».
وعبرت خلود، التي كانت تزور المغرب لأول مرة أيضا، عن سعادتها بالحضور إلى مدينة أصيلة التي اعتبرتها «قطعة فنية»، وقالت في هذا السياق «التحرك في المدن المغربية أشبه ما يكون بالتحرك بين لوحات فنية.. وكل الفضاءات المغربية قطع فنية رائعة»، وأردفت «إنه بلد جميل يهيئ للفن والإبداع». ومن ناحية أخرى قالت خلود إنها صورت كثيرا من الفضاءات في أصيلة وستعتمد عليها وعلى ذاكرتها وانطباعاتها حول المدينة من أجل إنجاز لوحات خاصة بهذه المدينة التي أسرت قلبها، وعبرت عن أمنيتها بأن تنظم لقاء في الإمارات للحديث عن أصيلة وتجربتها في موسمها وزادت «أنا مهتمة بالمدن العربية وأسعى لنقل ثقافاتها إلى وطني».
أما عن المشكلات التي تواجهها الفنانات الإماراتيات، فقالت خلود الجابري - التي سبق لمجلة «لوفيسيال» أن صنفتها أفضل فنانة تشكيلية عربية لعام 2010 - إن الأمر يتعلق بمشكل يواجهه كل الفنانين والفنانات في كل العالم وهو غياب «قانون للتفرغ»، أي صيغة تجعل الفنان يتفرغ لعمله الفني بمقابل تمنحه له الدولة. وأضافت أن الدولة تدعم الفنانات من خلال تشجيع المعارض الفنية النسائية بالإضافة إلى أن «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» تقيم دعوات وحفلات استقبال للفنانات الإماراتيات. وتشاطر الفنانة إيمان فهد، وهي أيضا من الإمارات، مواطنتها القول إنها استفادت كثيرا من هذه التجربة حيث التقت فنانين تعتبرهم مرجعا في مجال الفن التشكيلي وأخذت منهم نصائح، وقالت إنها تعلمت الصبر وأمورا وتقنيات فنية لم تكن تعرفها في الماضي.
واعتبرت إيمان أصيلة «قصة جديدة في الخيال»، فقالت إنها كقلعة أو مكان يجعل الشخص يتساءل عمن كان يعيش فيها قديما وكيف. وتابعت: إن أكثر ما أثارها في هذه المدينة هو الفسيفساء والنقوش في المباني والألوان، وأضافت «الدروس التي تعلمناها في مدارس الفن التشكيلي رأيناها متجسدة أمامنا في أصيلة».
وأيضا من الإمارات، عبرت ناعمة علي آل ثاني «عن امتنانها لأصيلة وموسمها» حيث قالت إنه أتاح لها فرصة الاحتكاك بأسماء كبيرة وبهذا الفضاء الفني الدولي. واستطردت أن أصيلة لها «طابع خاص ينبهر به المرء.. إنها مدينة خيالية بأبوابها وألوانها وطرقاتها وناسها». وختمت ناعمة كلامها مع «الشرق الأوسط» بالقول إن الفنانات التشكيليات الإماراتيات يركزن على مواضيع المرأة في أعمالهن على أن لكل فنانة أسلوبها وقضاياها التي تخصها وفنها الذي تحاول من خلاله التعبير عما بداخلها.
الفنانة السودانية منى قاسم، قالت بدورها إنها «محظوظة وسعيدة بالمشاركة في منتدى أصيلة الذي يشجع على تبادل الأفكار والخبرات بين الفنانين». وأضافت منى، وهي أول فنانة سودانية تشارك في منتدى أصيلة، إن أكثر ما لفت انتباهها هو «البوابات والمباني العتيقة وطبيعة سكانها الذين يتسمون بالحميمية والانفتاح على الآخر». وزادت فقالت إنها تركز في أعمالها على ثقافتها الأفريقية النوبية وتستعمل الرموز النوبية لألوان الحارة الأفريقية.
وفي سياق ذي صلة أهدى الفنان اللبناني أمين الباشا، في أول مشاركة له في الموسم، لوحة إلى مؤسسة «منتدى أصيلة» سماها «تكريم أصيلة». وقال الباشا إنه حاول التعبير من خلال هذه اللوحة التي رسمها أثناء الموسم عن شعوره تجاه هذه المدينة التي تذكره بالأندلس وبلونه المفضل.. الأزرق.