في العيد: أناس يحتفلون.. وآخرون يعملون من أجلهم

العاملون يرون أن خروجهم يوم العيد يعد من الأمور الصعبة على أسرهم

منذ أول أيام عيد الفطر تم تكليف نحو 490 من الأطباء والمختصين وفنيي التمريض بالعمل في مستشفيات جدة وقطاعاتها الحكومية
TT

بينما يحتفل صبيحة اليوم الملايين من الناس بالعيد، يظل آخرون يعملون من أجل أن يستمتع أولئك به، ويجدونهم بانتظارهم عند الحاجة إليهم، سواء في المجالات الصحية أو الأمنية أو الخدمية أو خلافها.

إبراهيم الزهراني، الذي يباشر عمله منذ أول أيام عيد الفطر مع نحو 490 من الأطباء والمختصين وفنيي التمريض تم تكليفهم بالعمل في مستشفيات جدة وقطاعاتها الحكومية، يرى أن العيد متمثل في ارتداء الملابس الجديدة وأداء صلاة المشهد إن أمكن.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: تم تكليفنا بمباشرة العمل في العيد، وهو ما أدى إلى ابتعادنا قليلا عن الأجواء العائلية، غير أنه في كل الأحوال باتت فرحة تلك الأيام مقتصرة على الأطفال الذين افتقدت رؤيتهم وهم يتبادلون التهاني خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد بحكم ظروف عملي.

فيما يرى وليد عسيري العامل في مجال الحراسات الأمنية لإحدى الدوائر الحكومية أن الخروج المبكر لحظة تجمع عائلته يعد من الأمور الصعبة التي يواجهها على خلفية مباشرته لعمله خلال أيام العيد، ولا سيما أن برنامج أسرته المخصص للتنزه تحول إلى ساعات الصباح الأولى نتيجة الزحام الذي تشهده مدينة جدة في المساء.

بينما اعتبر صالح الغامدي أحد الموظفين الذين كلفوا الوجود على مكاتبهم خلال أيام العيد أن الساعات الأولى منه تعد من أنسب الأوقات في ظل تفضيله للعمل عوضا عن النوم أو التنزه، لافتا إلى أنه عادة ما يقوم بذلك خلال فترة المساء.

من جهته، يؤكد العميد عبد الله الجداوي مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن جميع الأفراد التابعين لإدارته يباشرون عملهم خلال أيام عيد الفطر بحسب الورديات المحددة لهم، وذلك تحسبا لوقوع أي طارئ يستدعي تدخلهم.

ومن أجل تقديم أداء عمل رقابي وإداري متكامل، يعمل الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة ومساعدوه خلال فترة أيام العيد، فضلا عن تكليف أكثر من 90 موظفا من منسوبي الصحة في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.

الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة شدد على ضرورة انضباط كافة العاملين بإدارته سواء داخل المستشفيات أو المراكز الصحية، مبينا أنه تم اعتماد أسماء المكلفين بالوجود في العمل خلال إجازة العيد.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في محافظة جدة تجند طاقاتها وكوادرها الطبية والفنية من أجل العمل في كافة الأقسام، خصوصا الطوارئ التي تعمل على مدار 24 ساعة طيلة أيام إجازة عيد الفطر وبشكل مكثف يختلف عن بقية أيام العام.

وذكر أن الأقسام الداخلية في المستشفيات التي من ضمنها التنويم والملفات الطبية والأشعة والعمليات الجراحية الصغرى والكبرى والمختبرات والصيدلية مستعدة أيضا لتقديم خدماتها في الحالات الطارئة وبشكل مستمر.

وأشار إلى أن كافة المستشفيات الحكومية جندت الأعداد اللازمة من أطبائها وفنييها وكوادرها الإدارية والعاملين في الخدمات المساندة من أجل العمل خلال فترة عيد الفطر وفق ما يغطي الاحتياج الفعلي بهدف أداء الخدمات الطبية والعلاجية للمرضى.

وفي ذات السياق، تقول الدكتورة نهى دشاش مساعد مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة للرعاية الصحية الأولية بأن إدارتها قد حددت عددا من مراكز الرعاية الصحية الأولية للعمل أثناء الإجازة لهذا العام لكي تساند بدورها عمل المستشفيات.

وتضيف «أن هناك 400 مكلف من أطباء وفنيين وتمريض للعمل في العيد بالإضافة إلى عمال مكافحة نواقل المرض الذين سيزاولون عملهم الميداني المعتاد خلال فترة الإجازة».

وينطبق الأمر نفسه على رجال المرور، حيث يؤكد العميد محمد بن حسن القحطاني مدير مرور محافظة جدة اليوم أن مرور جدة سوف يقوم بتنفيذ برنامج متكامل لإجازة عيد الفطر المبارك يبدأ فجر يوم العيد ويستمر حتى نهاية إجازة العيد، جند له جميع الإمكانات البشرية والآلية للسيطرة الشاملة على الحركة المرورية وضمان انسيابها في جميع أنحاء المحافظة.والأمر نفسه ينطبق على المهندس سامي نوار رئيس بلدية البلد وأحد المشرفين على برنامج الفعاليات في العيد إذ يقول «العيد بالنسبة لنا عمل وإعداد للفعاليات حيث نبدأ بالإعداد للعيد منذ الواحدة ليلا بتنظيف الساحات والأسواق في المنطقة التاريخية التي تستقبل زوارها في أيام العيد وذلك مع فريق متكامل من العاملين».

ويشير نوار إلى «تفهم عائلته لوضع عمله خلال العيد ويقول، العمل في العيد بالنسبة لي شرف، ولكافة زملائي في البلدية وكافة القطاعات الأخرى».