زقورة أور تستقطب السياح الأجانب من شتى الجنسيات

أميركية سألت عن حارس اسمه «محسن» فأجابها المرشد السياحي: لقد رحل.. أنا ابنه

أحد أعضاء الوفد السياحي يرسم صورة لزقورة أور الشهيرة («الشرق الأوسط»)
TT

إلى الغرب من مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار في جنوب العراق، وتحديدا عند زقورة أور الشهيرة سألت السائحة الأميركية الدكتورة جنيفر عن «محسن»، ذلك الرجل العجوز الذي كان يتحدث عددا من اللغات ويعمل حارسا هناك، فأجابها ضايف «أنا ابنه وأحل مكانه وإن أبي قد رحل».

ضايف مرشد سياحي وحارس يعمل عند بقايا آثار أجداده وتعلم أكثر من لغة، منها الإنجليزية والفرنسية واليابانية والألمانية ليكون أول من استقبل الفوج السياحي المتعدد الجنسيات الذي جاء قبل أيام لزيارة آثار محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد).

وضم الفوج السياحي أميركيين وبريطانيين وإيطاليين وكنديين ونرويجيين وآيرلنديين وأستراليين وطاف أغلب مناطق العراق من شماله إلى جنوبه وجاء إلى العراق باعتباره إحدى المناطق الساخنة في العالم بحسب مدير شركة «هنتر لاند» البريطانية للسياحة والسفر جيفري هان. وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشركة نظمت رحلات سياحية إلى العراق منذ عام 1980 وتعد هذه الزيارة العاشرة بعد الغزو عام 2003».

وعند المقبرة الجماعية التي بنيت في زمن مملكة أور الثالثة (مقبرة الملك شولكي) أو «الملك الموسيقار» كما يسمى لتعدد مواهبه في العزف على الآلات الموسيقية وقف القس الآيرلندي كيرن فلين يتأمل بقايا القبور الـ258 للملك وحاشيته الذين دفنوا معه. قال إن تهديد القس الأميركي المتطرف الأخير بحرق نسخ القرآن الكريم لم يردعه عن القدوم إلى العراق، وتابع أن «الإسلام والمسيحية تتحدر من أب واحد هو النبي إبراهيم الخليل لذا لن تؤثر تلك المحاولات على روح الأخوة بينهما». وزاد أن «الحفاوة التي استقبلنا بها كانت متوقعة من مدينة تحمل في طيات ترابها بقايا بيت النبي إبراهيم».

وبدت ملامح الدهشة على وجوه السياح الأجانب وهم يرسمون أو يلتقطون الصور التذكارية لآثار ذي قار حتى أن منهم من تلونت ملامحه مع ألوان تلك الآثار ومنهم الإيطالي ماسيمو بيرس الذي قال إن ملامحه العربية وصداقته مع العرب تجعله يشعر بالفرح وأضاف «كم أتمنى أن أتعلم العربية لعشقي للآثار في وادي الرافدين».

وقال مدير هيئة سياحة ذي قار أسعد حسين عليوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة لآثار ذي قار وأهوارها تعد الثانية لفوج سياحي أجنبي خلال شهر سبتمبر (أيلول) الجاري» مبينا أن «التعاون الحاصل ما بين المكتب الوطني للسياحة في بغداد وهيئات السياحة في محافظات العراق ساعد على توفير مناخ جيد للسياح الأجانب وهم يجوبون جميع المناطق الأثرية من شمال العراق إلى جنوبه الأمر الذي سيلقي بظلاله على تنشيط الحركة السياحية في العراق».