أحمد حمدي مدرب الدولفين: «ميرو» طفلي المدلل وشريكي في إسعاد الجمهور

يرسم ويرقص على إيقاع الموسيقى

المدرب مع أصدقائه الدلافين
TT

ساعة كاملة هي مدة العرض الذي يقدمه الشاب أحمد حمدي بشكل يومي مع صديقه الدولفين «ميرو» في مدينة شرم الشيخ، وسط تصفيق حار من الحضور، كبارا كانوا أم صغارا، الذين تسعدهم عروضه البهلوانية الطريفة، بينما يبدو على أعين الدولفين سعادة بنجاحه في إسعاد الجمهور والاستجابة الصحيحة لتعليمات مدربه.

يعتبر أحمد أن «ميرو» هو طفله المدلل أحيانا وشريك نجاحه وصديقه المفضل في أحيان أخرى، يقول: «تخرجت في كلية التربية الرياضية وعملت فترة مدرب سباحة للأطفال في أحد النوادي الكبرى بالقاهرة، وفي أحد الأيام كنت أتابع فيلما تسجيليا عن حياة الدلافين وكيف تقوم الأم بتعليم أولادها السباحة، فوجدت أن هناك شبها كبيرا بينها وبين الأطفال، بالإضافة لما تتسم به من ذكاء وقدرة كبيرة على سرعة التعلم، فقررت أن أتجه إلى مجال تدريب الدلافين والتعرف أكثر على هذا الكائن الجميل».

تلقى أحمد في البداية بعض الدروس في فن التعامل مع الحيوانات عامة والدولفين خاصة، على يد مدرب إيطالي اختار هذا المجال هو الآخر لنفسه عندما كان مسافرا مع والده على ظهر إحدى السفن وشاهد الدلافين وهي تتراقص حولها بفرح وكأنها تقدم التحية لزوار البحر. ومع أول الدروس أحس أحمد أنه معلم بارع وأمامه «الدولفين» طالب مطيع، ولم يعلم سرا لهذه الحالة إلا أنه بدأ بالاقتراب الفعلي من الدولفين هو الآخر.

ولم تمض سوى ثلاث سنوات إلا وأصبح أحمد مدربا محترفا في التعامل مع الدلافين، وخلال هذه الفترة نشأت علاقة صداقة وحب بينه وبين أحد الدلافين أطلق عليه اسم «ميرو»، حيث لمس أحمد فيه أنه يمتلك قدرة عالية من الذكاء تجعله يبدع في فقرات العروض البهلوانية.

يتحدث أحمد بلغة الخبير عن عالم الدلافين قائلا: «أبلغ وصف للدولفين أنه صديق الإنسان، فهو مستمع جيد للموسيقى، عاشق للكرة وماهر في تسديد الأهداف، يمتلك قدرة عالية للتمييز بين إشارات مدربه، ولكن ذلك يتوقف على كاريزما المدرب ذاته مع الدولفين، فهو يعد من أكثر الحيوانات حساسية عندما يحب مدربه ويتعلق به، وهناك من الدلافين من يتقبلني وهناك من يعاند تماما مثل الطفل في سنوات المدرسة الأولى، هناك من يحبه من الأساتذة وهناك من يرفضه، كذلك يجب معاملة الدولفين برفق، فلا يمكنني أن أعنفه على خطأ ارتكبه، فقط أقوم بالإشارة له بالانصراف أو أشيح بوجهي عنه».

ويشير أحمد إلى أنه قرأ مؤخرا أن سلاح البحرية الأميركي قام بتدريب مجموعة من الدلافين للعثور على بعض الألغام البحرية لما تتمتع به من ذكاء عال وقدرة على الغوص لمسافات بعيدة تفوق الإنسان بكل معداته الحديثة، حيث إن التنفس عملية إرادية لدى الدولفين، فعندما يغطس لا يقوم بملء رئته بالهواء فيساعده هذا على الالتواء لعدم دخول الأكسجين إلى الدم.

وعن ارتباطه بالدولفين «ميرو»، يقول أحمد: «عندما أبدأ العرض يكون بيني وبينه حالة انسجام وتركيز كاملة لما أوجهه له من إشارات، فهو يعلم متى يجب أن يبدأ ومتى يقف، وقد قمت بتدريب (ميرو) على الوثب العالي ورمي الكرة والتقاط الأطواق الملونة وأخيرا الرسم حتى بات بارعا في هذا الأمر، يمسك الريشة بفمه، وأقوم بمساعدته بإمساك اللوحة له حتى ينتهي في دقائق معدودة، ومن ثم يهدي هذه اللوحة إلى أحد الجمهور الذي يسعد بها جدا، كما أقوم بابتكار لوحات استعراضية جديدة، لأنه مما لا شك فيه أن التكرار يصيب المشاهدين بالملل، كما علمته كيفية تحية الجمهور، وما لمسته أثناء العروض أن زيادة التصفيق وصافرات الإعجاب تزيد من حماس الدولفين وكأنه نجم على خشبة المسرح، يحمسه ردود فعل الجمهور فيعطي أفضل ما عنده، بينما الهرج والصراخ في المكان يصيبانه بعدم التركيز».

بعد انتهاء العروض يقوم أحمد بالإعلان عن فقرة التصوير مع «ميرو»، وهنا يجد العشرات من الحضور يتسارعون للوقوف بجواره، عندها يلمح أحمد في عينيه سعادة بنجاحه، فيقوم بمكافئته ببعض الأسماك الصغيرة التي يتناولها بفرح.