جدة: السوشي.. كبسة يابانية في متناول السعوديين

يعتبرونها وجبة مفيدة مقارنة بـ«الأكلات السريعة»

تحضير لوجبة «السوشي» في أحد المطاعم المتخصصة في جدة (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

يحب وائل حجازي، وهو شاب سعودي يدرس في جامعة الملك عبد العزيز بمدينة جدة، «عروس البحر الأحمر» بالمملكة العربية السعودية، تسمية وجبة «السوشي» اليابانية الشهيرة «الكبسة اليابانية».

أما السبب، كما يقول وائل، فيعود إلى تشابه الخليط الذي يجمع فيه الأرز في الأكلتين أيضا. ومن العادة الآن، أنه ما أن يكمل وائل (23 سنة) حضور المحاضرات كل يوم أربعاء في جامعته، حتى يجتمع مع ثلاثة أصدقاء في أحد المطاعم التي تقدم أطباق «السوشي»، وذلك بعدما نجح في إقناعهم بأنها وجبة خفيفة.. وأنيقة أيضا.

يأتي هذا التطور المذاقي في وقت تزخر فيه جدة، بالذات، بما لا يقل عن سبعة مطاعم متخصصة في تقديم «السوشي»، الذي «تقدمه المطاعم اليابانية.. وبعض المطاعم الصينية كذلك»، كما يقول هتّان باوزير، وهو أحد ملاك مطعم صيني يقدم أطباق «السوشي» إلى جانب الطلبات المألوفة من المطبخ الصيني والموجودة في قائمة الطعام.

وفي لقاء مع «الشرق الأوسط»، قال باوزير إن «ثقافة تناول السوشي انتشرت سريعا في جدة، وكذلك عدد من كبريات المدن السعودية كالرياض والخبر، حتى إن بعض المطاعم دأب على فتح فروع جديدة متفرقة في جدة نفسها». ويضيف: «حتى على صعيد الخدمات المقدمة من قبل المطاعم المتخصصة التقليدية.. فإنها باتت تشمل اليوم تأمين التوصيل إلى المنزل، بل وإلى المكتب أيضا».

وعلى ضوء الآراء التي يرصدها من الجمهور في موضوع «السوشي»، يشير باوزير إلى أن موظفي الشركات الذين يجدون صعوبة في مغادرة مكاتبهم بسبب ضغط العمل، يضطرون إلى تناول وجبة الغداء في مقرات مؤسساتهم بصورة شبه دائمة «يجدونها طريقة مثلى لتناول طعام سريع.. وهو بطبيعة الحال خيار جيد للصحة إذا ما قورن بالوجبات السريعة الغربية كالهمبرغر والبيتزا والدجاج المقلي أو غيرها، غير أن ما قد يمنع البعض من الإقبال على السوشي هو إما العزوف عنه لأسباب مذاقية، أو السعر المرتفع نسبيا للأطباق اليابانية مقارنة بما يقدم في باقي المطاعم المتوسطة».

حسب وائل حجازي، الذي يتردد على معظم المطاعم التي تقدم «السوشي»، يتراوح سعر الوجبة «المشبعة» منه بين 20 إلى 35 دولارا، وقد تختلف الأسعار تبعا لاختلاف عدد القطع التي يفضل صاحب الطلب تناولها.

من جهة ثانية، يقول أحد العاملين في مطعم متخصص يقدم «السوشي» إن الزبائن من حاملي الجنسيات الشرق آسيوية يشكلون السواد الأعظم من العدد الإجمالي للزبائن الذين يترددون على المطعم. ويضيف «..ويكثر وجود هؤلاء في أيام الإجازة الأسبوعية، بصفة خاصة»، بيد أنه يشير في الوقت نفسه، إلى أن غالبية طلبات السكان المحليين هي طلبات إلى المنازل ومكاتب الشركات.

مع ذلك، تجد الرغبة في تناول «السوشي» بعض الامتعاض لدى البعض، إذ تشكل بعض مكونات الوجبة عامل نفور عندهم. وهنا يشرح وائل حجازي، عن كيفية إقناعه أصدقاءه بتجربة «السوشي»، ومن ثم تقبله والإقبال عليه.. فيقول: «كنت أعاني، بالفعل، عندما كنت أطلب من أحدهم مرافقتي إلى تناول طبق (الكبسة اليابانية)، ولكن شيئا فشيئا سجلت نجاحا مع عدد قليل من الأصدقاء، بدأ واقعيا بفضل اسم (الكبسة)، ومن ثم اختيار نوع (كاليفورنيا رول) الذي تخبأ فيه الأعشاب البحرية داخل (الحشوة) ويُغلّف بالأرز، ومن ثم اختيار مجموعات من الوجبة بأنواع لا تحتوي على سمك التونة أو السالمون المدخن، والاقتصار على (التمبورا شريمب) وهو الجمبري المقلي».

وتابع: «أيضا حرصت بمساعدة أحد الشبان في المطعم على أن أسهل مهمة الأكل بربط عصا الأكل اليابانية بـ(المطّاط) بحيث يسهل الاستخدام، وكي لا يواجه الصديق صعوبة أو إحراج، ومن ثم أشرع في تعليمه طريقة التناول من دون مطاط، وصولا إلى تناول الأسماك.. وانتهاء باختيار الوجبة كاملة».

إلى ذلك، يشير حجازي إلى أن شروع أحد الفنادق المطلة على كورنيش جدة، في وقت سابق من بداية عام 2010، في توفير «بوفيه» مفتوح لـ«السوشي» كان خطوة طيبة ومشجعة.. أتاحت لعاشق «الكبسة اليابانية» التمتع بمنظر «السوشي» وتذوقه، ورغم سعره العالي، فإن التجربة كما يقول «خير برهان على نجاعته».