سعوديات يدخلن عالم الـ«ستاند أب كوميدي» من بوابة الحرم الجامعي

في «مسرح الفنون» للطالبات الذي أطلقته جامعة الدمام قبل أيام.. لدعم مختلف المواهب الفنية

أصبح بمقدور السعوديات دخول عالم عروض الـ«ستاند أب كوميدي» من بوابة الحرم الجامعي («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة لافتة، أصبح بمقدور السعوديات دخول عالم عروض الـ«ستاند أب كوميدي» من بوابة الحرم الجامعي، وذلك عبر «مسرح الفنون» للطالبات الذي أطلقته جامعة الدمام مطلع هذا العام، فيما وضعت وكالة عمادة الدراسات الجامعية لشؤون الطالبات بالجامعة شرطي الإيمان بالموهبة وتوفر الشجاعة، كضرورة للتسجيل، علما بأنه تبقى نحو 3 أسابيع على إغلاق باب تسجيل الطالبات في المسرح، في مهلة تنتهي في 2 فبراير (شباط) المقبل.

ورغم أن المسرح يضم إلى جانبه مجالات فنية أخرى، من التمثيل والإنشاد والتقديم والشعر، فإن عروض الـ«ستاند أب كوميدي» هي أبرز ما أثار اهتمام الطالبات، نظرا لحداثة هذا الفن في السعودية وندرة المواهب النسائية فيه على مستوى العالم العربي ككل، والـ«ستاند أب» هي الكوميديا الارتجالية التي تعتمد على موهبة وحضور ذهن وسرعة بديهة من مقدمها لسرد المواقف التي تنتزع الضحكات من الجمهور، وعروض الـ«ستاند أب كوميدي» منتشرة بشكل كبير في أميركا وأوروبا.

وجاء خبر تدشين مسرح الفنون في إعلان أطلقته وكالة عمادة الدراسات الجامعية بأقسام الطالبات بجامعة الدمام، عبر الصفحة الرسمية للجامعة على موقع «فيس بوك» الإلكتروني، وهو ما لقي استحسان الطالبات، حيث تقول إحداهن: «الفتيات يحتجن الدعم لمثل هذه المواهب التي ينظر لها الناس بدونية»، فيما تقول أخرى: «لدينا كثير من الفتيات الموهوبات اللاتي سيخدمهن هذا المسرح وسيحفزهن تشجيع الحضور».

ونتيجة اهتمام الطالبات بالسؤال عن هوية الكليات التي سيغطيها مسرح الفنون، أوضحت عمادة الدراسات الجامعية بأقسام الطالبات أنها «مسؤولة عن أنشطة الطالبات داخل الحرم الجامعي الرئيسي بالدمام، وبسبب البعد الجغرافي لن يتمكن الطالبات في الكليات البعيدة من المشاركة، ولذا فقد وضعت الجامعة وكالة لشؤون الطالبات في كل كلية من الكليات البعيدة والتي تهتم بأنشطة الطالبات وتطوير مهاراتهن».البعيدة والتي تهتم بأنشطة الطالببارك الله فيكن من جانبها، بينت مسؤولة أنشطة الطالبات بجامعة الدمام مريم الزهراني، هاتفيا لـ«الشرق الأوسط»، أن الفكرة ما زالت في المرحلة الأولى حتى إغلاق فترة التسجيل الشهر المقبل، متمنية إرجاء الحديث عنها إلى ذلك الحين وحتى معرفة حجم إقبال الطالبات، وأكدت الزهراني أن تجربة جامعة الدمام في إنشاء مسرح الفنون للطالبات هي تجربة «غير مسبوقة» من حيث اشتمال الفكرة على عدة مواهب وعدم اقتصارها على فن التمثيل فقط.

وعن هذه الخطوة، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» صفاء الزوري، وهي فنانة مسرحية وعضو مؤسس في مسرح جامعة الملك سعود، وأبدت تفاؤلها بافتتاح مسرح فني لطالبات جامعة الدمام، متمنية انتشار تجربة مسارح الطالبات في كافة الجامعات السعودية ودعم جميع الفتيات الموهوبات في هذا الجانب، حيث اعتبرت «المسرح مرآة عاكسة للمجتمع الذي يمثله».

وتناولت الزوري فن الـ«ستاند أب كوميدي»، لتوضح أن الأداء الارتجالي على المسرح هو أصعب أنواع الفنون المسرحية، خاصة مع محدودية التجارب السعودية (والنسائية على وجه الخصوص) في هذا المجال، مما يعطي قيمة مضافة لتجربة جامعة الدمام. وتطرقت الزوري إلى تكلفة تجهيزات العمل المسرحي (من الإضاءة والمؤثرات الصوتية وغيرها) مشيرة إلى ضرورة توفيرها كي لا يتم إخراج المسارح الجامعية بصورة أقل مما هو مأمول.

جدير بالذكر أن خطوة جامعة الدمام تأتي بعد أشهر قليلة من إزاحة الستار عن الحضور الأول للفتيات السعوديات على عتبة المسرح الجامعي، فقد كانت جامعة الملك سعود بالرياض قد أطلقت أول ناد مسرحي جامعي «نسائي» في السعودية، شهر مايو (أيار) الماضي، والذي انفردت «الشرق الأوسط» بخبر تأسيسه، بعد صدور موافقة مدير الجامعة الدكتور عبد الله العثمان على إنشاء فرع للنادي المسرحي التابع لعمادة شؤون الطلاب، بحيث يكون ناديا مسرحيا خاصا بالطالبات فقط، يوجد في فرع الجامعة بعليشة.

وتضمنت رسالة نادي مسرح الطالبات في جامعة الملك سعود: «أن يصبح للطالبة الجامعية بشكل خاص وللمرأة السعودية بشكل عام دور هام في إحياء ونشر ثقافة المسرح الجامعي، لأن المسرح جزء أساسي من الثقافة والأدب، ومن خلال المسرح الجامعي تعالج قضايا وتحل قضايا ويكشف النقاب عن قضايا، ولأن البيئة المسرحية وسيلة حركية هادفة وسهلة الوصول برسالتها السامية وبمواضيعها للجمهور المتفرج».

أما رؤية هذا النادي، فتضمنت: «استثمار مواهب الطالبات في مجال التمثيل المسرحي واستقطابهن للنادي، من أجل إقامة المسرحيات الهادفة في جميع المجالات وإمداد الجهات التي تحتاج إلى إقامة نشاط مسرحي بالجامعة أو بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى بهذه المواهب وخلق جو إبداعي منطلق من خلال إقامة المسرح الجامعي».