مهرجان «شتاء سراييفو» يدشن دورته.. تحت شعار «فن الحب»

إبراهيم سباهيتش لـ «الشرق الأوسط» : 27 عاما من الفن.. و27 عاما من حب العمل

من عروض الفلكلور الآسيوية المرافقة للمهرجان («الشرق الأوسط»)
TT

في أجواء مشمسة تشبه الربيع، انطلقت الدورة الـ27 لمهرجان «شتاء سراييفو» هذا العام، تحت شعار «فن الحب»، وسط حالات من التفاؤل بعودة العاصمة البوسنية إلى سالف عهدها، كقلعة ثقافية تستمد جذورها من مختلف الطيف الثقافي، وهو ما يدفع الكثيرين لإطلاق لقب «ميكرو كروسموس» أو العالم الصغير، لعالمنا الأكبر، حيث بنت فيها جميع الثقافات رموزها الدينية، وساهمت في نهضتها الحضارية، مما جعل البوسنة عامة، وسراييفو خاصة، مثل موزاييك ثقافي بامتياز. وقد صنعت البوسنة رغم ذلك هويتها الخاصة بها، فهي شرقية الوجدان، وغربية المظهر، وثنائية السلوك. وعند لقاء الغربيين يقول كثير من سكانها إنهم شرقيون، ويفضل بعضهم معاملتهم كغربيين عندما يلتقون بالشرقيين.

بدأ مهرجان «شتاء سراييفو» بكرنفال، رافقته الموسيقى النحاسية، وعروض الفروسية بمشاركة 30 خيالا، وفنانو الألعاب النارية والبهلوانية، الذين جابوا بعض الشوارع الرئيسية في سراييفو، بينما أعلن عن عرض عدد من الأفلام المتنافسة على جوائز هذا العام.

وقال مدير المهرجان، إبراهيم سباهيتش لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيد جدا باستمرار مهرجان (شتاء سراييفو)، الذي يضم عروضا سينمائية وكذلك مسرحية، إلى جانب الفن الرابع، كما أني سعيد بحضوركم إلى جانب ما يربو على ألف ضيف، ومجموعات سينمائية ومسرحية وموسيقية تمثل في المهرجان 15 دولة عبر العالم»، وأردف: «وفي الوقت الذي نحتفل فيه بمرور27 عاما على انطلاق مهرجان سراييفو، نحتفل هذا العام بمرور 90 عاما على إنشاء مسرح سراييفو». وعن الأشياء التي تشعره أكثر بالارتياح قال: «3 أشياء، أولها أن معظم برنامج المهرجان دراما، ومع ذلك لدينا برنامج موسيقي داخل المسرح الشعبي في سراييفو، ثانيا حضور الكثير من الأصدقاء مع إنتاجهم المميز كالمخرج يوفيشيتش، والسبب الثالث ذكرته وهو مرور 90 عاما على إنشاء المسرح الشعبي».

وحول ماهية «شتاء سراييفو» بالنسبة إليه بعد مرور 27 عاما على انطلاقته، أفاد: «هي 27 عاما من الفن، و27 عاما من حب العمل، ولذلك جعلنا القلب رمزا لهذا كله». وذكر سباهيتش أن «هناك 32 عملا فنيا من مختلف أنحاء العالم سيتم عرضها في المهرجان، سنختار منها 9 أعمال سينمائية للمسابقة ستدخل المنافسة لاختيار 5 منها لنيل الجوائز». وتوقع أن يكون عام 2011 استثنائيا بالنسبة لمهرجان «شتاء سراييفو»، وذلك من خلال حضور السينما الهنغارية. ومن الأسماء والأعمال، الفيلم الهنغاري «رجل المأساة» لكلوكان ملادينوفيتش، وفيلم «الضفادع» للمخرج غريغورسترينيتشا، ومسرحية «القدر» من المسرح الألباني في سكوبيا (مقدونيا)، وفيلم «جنرال جنود قتلى» للمخرج دينو مصطفيتش، وغيره. وتحضر المجر كضيف شرف هذا العام لترؤسها للاتحاد الأوروبي.

من جهته قال الملحن كوليا ميشيفيتش: «أشعر بالسعادة لأني أشارك في مهرجان (شتاء سراييفو)، ورؤية أناس مهمين جدا، ممن يمكنهم الإبداع والإضافة المميزة على كل الأصعدة، وهو ما يوحي بأن القائمين على المهرجان لديهم خيال خصب وثري مكّنهم من إدارة المهرجان بروح الابتكار، وبهذا الشكل الرائع من التصميم».

أما المسؤولة عن التصوير والإضاءة، ليلى بانييتا، فقالت: «هناك مشاركة تركية واضحة، والأفلام التي ستعرض أو بدأ عرضها منذ الثلاثاء الماضي تتناول مواضيع متعددة، ولا تركز على شيء واحد». وبدورها الفنانة التشكيلية والخطاطة مليحة هوسيدجينوفيتش، أشارت إلى أن «هناك تعاونا وثيقا بين بعض الدول، لتسويق بلدانهم، وفي هذا الإطار شاهدنا اصطفافا فرنسيا هنغاريا، كما يبدو بوضوح في عرض الفنانة الهنغارية، فيكتوريا فاساريليا، والذي تم بالتعاون بين السفارتين الفرنسية والمجرية في سراييفو، أو ما قام به المركز الثقافي في بلغراد بتنظيم معرض (ان آداموفيتش)».

الممثل دراغن يوفيشيتش ذكر من جانبه أنه سيتم عرض 9 مسرحيات، منها 5 للأطفال. وتشارك دور مسرح متعددة من بينها مسرح سكوبيا ومسرح العرائس في سراييفو، والمسرح التركي، والمسرح الوطني في سراييفو، وغيرها.

ولم يكتفِ مهرجان «شتاء سراييفو» هذا العام بعرض الأفلام داخل المسرح الشعبي، أو أوجه الفن الأخرى بين الجدران المظلمة، بل أقحم المعالم التاريخية والأماكن السياحية التي حظيت بزيارة ضيوف المهرجان، والاطلاع على المراحل التاريخية التي بقيت شاهدة عليها، بصفتها هي الأخرى لوحات فنية عتيقة، لا يقتصر على مشاهدتها فقط، بل استنطاقها والاستفادة منها.

وقد كان على هامش أعمال المهرجان زيارات من مدارس ثانوية، ومعاهد أوروبية، لمدرسة السياحة في سراييفو، للاطلاع على معالم سراييفو التاريخية وأطلالها، وذكريات الحرب الماضية، إلى جانب تذوق الأكلات المحلية الخاصة.

وسيستمر المهرجان حتى 28 فبراير (شباط) الحالي، كما يستمر الحصول على التذاكر يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثانية عشرة، ومن الرابعة بعد الظهر وحتى الثامنة مساء، وتتراوح تذاكر الدخول بين 5 و15 يورو للتذكرة الواحدة.