سعودية تلجأ إلى «فيس بوك» و«تويتر» لترويج منتجاتها

تصنع صابونا من زيت الزيتون لقي رواجا

أم غالب في جناحها بقسم الأسر المنتجة المصاحب لمهرجان الزيتون في الجوف (تصوير: فريح الرمالي)
TT

أم غالب.. سعودية في عقدها الرابع، تستخدم المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية، مثل «فيس بوك» و«تويتر»، للترويج عن منتج لا يصنعه غيرها.

فمنذ أكثر من أسبوعين، لم تذق أم غالب طعم الراحة، قبل انطلاق مهرجان سنوي في منطقتها، استغلته للتسويق لصابون بات ذا شهرة في منطقتها والمناطق القريبة، بروائح خاصة وتركيبات لا تملكها إلا هي. وقد اشتهرت في أوساط المهرجان الذي يقام في منطقة الجوف (شمال السعودية) كل عام، للترويج وبيع الزيتون ومشتقاته.

وبلغت المنطقة مكانة عالمية هامة، من خلال تصدير تلك المنتجات لدول أوروبية وآسيوية.

أم غالب تسوق في الكشك الصغير الذي تملكه في مدخل سوق الحرف بمركز الأمير عبد الإله الحضاري، منتجها الخاص، وبات له إقبال من زوار المعرض، للجودة وتنوع روائح الصابون.

واستطاعت السيدة العاملة في سوق الحرف اليدوية، المقامة حاليا ضمن مهرجان الزيتون الرابع في منطقة الجوف، أن تجذب زوار المعرض من منطقة الجوف ومن خارجها، بل امتدت شهرتها إلى مناطق عدة محليا، بعد أن عرض عدد من زبائنها منتجاتها على شبكات التواصل الاجتماعي، كبادرة منهم لدعمها.

وتحتضن السوق في الوقت ذاته أكثر من 150 عارضة من الأسر المنتجة اللاتي يعملن على يبع منتجاتهن الحرفية في السوق، بينما بلغ عدد العارضين من المزارعين 55 عارضا، يعملون على بيع محصولهم من منتجات الزيتون الذي تشتهر به المنطقة، التي تتعدى أشجار الزيتون فيها أكثر من 3 ملاين شجرة.

وعن الطلب المتزايد على منتجاتها، أشارت إلى الفوائد الكثيرة التي يمتاز بها هذا الصابون عن غيره، من ناحية تغذية البشرة ومنحها ليونة خاصة، ويساعد على شفاء الجروح والتقرحات، وتغذية جذور الشعر، ويساعد على تأخر ظهور التجاعيد، والتخفيف من تساقط الشعر، ويخلص الجسم من البكتيريا المسببة للرائحة.

من جانبه، أشار حسين بن علي الخليفة، المدير التنفيذي لجهاز السياحة والآثار في منطقة الجوف إلى تطور ملموس في نشاط حرفيات الجوف، وبتن يتقن عملهن بشكل لافت، مع امتلاكهن القدرة على تسويق منتجاتهن، في ظل إجراء جهاز السياحة دورات تدريبية لكثير من الفتيات على هذه الصناعة، التي يشاركن بها في المعرض بمنتجات عالية الجودة.

وتحدث الخليفة عن صناعات عدة من إنتاج سيدات المنطقة، وقادت تلك المنتجات إلى أن تكون لسيدات الجوف ميزة فريدة عن غيرهن. ومن تلك الصناعات على سبيل المثال صناعة السدو وتطويره من قبل الحرفيات، وهو الذي يشكل من قطع كبيرة الحجم تستخدم في بيوت الشَعر لتجميلها فقط، بل وتعددت صناعاته على أيدي سيدات الجوف، وأصبح يظهر بأشكال مختلفة. وأصبحت الحرفيات يعرفن رغبة الزبائن بعد المشاركات الكثيرة التي تهيأت لهن في الأعوام الأخيرة، فأصبحن يصنعن من السدو حقائب للأجهزة المحمولة والجوالات، وقطعا لتجميل الطاولات والمنازل، بالإضافة إلى المهمة الأساسية في تجميل بيوت الشَعر التي طرأ عليها التعديل أيضا، ففي السابق كانت قطعا كبيرة وباهظة الثمن تصل إلى 10 آلاف ريال، ولا يوجد لها عدد كبير من الزبائن، أما اليوم فقد أصبحت القطع صغيرة ومناسبة وتتراوح أسعارها ما بين ألف ريال و3 آلاف ريال، بينما لا تتجاوز أسعار القطع الصغيرة والحقائب 200 ريال، ولاقت رواجا كبيرا في السوق.

وشهدت حرفة النسيج تطورا وأصبحت مطلبا للزبائن تتشكل حسب المناسبات والاحتفالات وتنسج بأشكال فاخرة ومنافسة، مثل ملابس للأطفال ومفارش للطاولات وتحف للمنزل، وظهرت صناعات جديدة متطورة في المعرض كصناعة المخلطات للعطر حتى أصبحت هناك أسماء لعطور شهيرة في المنطقة أطلقتها سيدات الجوف ولاقت رواجا باهرا في السوق، بينما لاقت ما يتم تصنيعه من حلويات خاصة بالجوف، لا تكاد تبقى بالأجنحة لساعات التي تعد يوميا، فالزبون أصبح يضمن أنها طازجة وبمعامل نظيفة وبأيد ماهرة، مثل مأكولات مختلفة أخرى تصنعها السيدات.

وأشار الخليفة، مدير جهاز التنمية، إلى أن عدد زوار الأسبوع الأول لمعرض الأسر المنتجة، الذي ينظمه الجهاز ضمن فعاليات مهرجان الزيتون الرابع في منطقة الجوف 70 ألف زائر، ضخوا قرابة نصف مليون ريال في الساعات الأولى للمهرجان، طبقا لإحصائية الباحثين والباحثات في مركز ماس لرصد زوار مهرجان الزيتون.

ويمثل الرقم، طبقا للخليفة عاملا داعما في نفوس الأسر المنتجة، التي يعول على وجودها في كل موسم مهرجان سنوي، وينتظر دخول مشاركات جديدة وتطور للحرف اليدوية، وهو الأمر الذي سيخدم اسم المنطقة، ويمكن من رفع حجم الميزات التي تمتاز بها المنطقة عن غيرها.