أندية اللياقة البدنية تشجع الإنجليزيات على «هز الوسط» الشرقي

المدربة جوليا أسلانوفا: الإنجليز خجولون.. ولغة الفن تصلهم بسهولة

زادت شعبية الرقص الشرقي خلال السنوات العشر الماضية من خلال ترويج المشاهير لهذا النوع من الرقص مثل المغنية الكولومبية شاكيرا (أ.ف.ب)
TT

تتجه جوليا أسلانوفا إلى أحد أندية اللياقة البدنية الشهيرة في شمال لندن لإعطاء دروس خاصة في الرقص الشرقي، ولا تخلو حقيبتها من مجموعة من أقراص الموسيقى الشرقية الكلاسيكية والحديثة، إلى جانب وشاح مخملي للخصر تتدلى منه جنيهات ذهبية لإضفاء إيقاع مميز لأدائها، بحسب تعبيرها، وتقول: «أستمتع كثيرا بتدريب الإنجليزيات على الرقص الشرقي».

الاهتمام الواسع بمنطقة الشرق الأوسط ليس حديثا، فانبهار أحفاد لورانس العرب بالصحراء والموسيقى والطعام الشرقي أصبح اليوم يدفع أندية اللياقة البدنية في لندن لإدراج الرقص الشرقي ضمن برامج اللياقة البدنية الرئيسية تماما مثل اليوغا أو رقص الرومبا البرازيلي نظرا لانتشار شعبيته.

وتقوم جوليا بتدريس مزيج من الرقص الشرقي المعمول به في مصر وتركيا والهند، حيث يوجد في صف الرقص الشرقي 13 سيدة - كحد أدنى - من جميع الأعمار والجنسيات، معظمهن إنجليزيات.

التدريب على الرقص الشرقي يجتذب أيضا الرجال في الصالة الرياضية الذين ما إن تدق موسيقى «البلدي» أو «الأرابيسك» إلا ويترك البعض منهم الأثقال ويتابعون أداء الراقصات باهتمام.

وذكرت جوليا أن الكثير من السيدات لديهن رغبة شديدة بتعلم أداء هذا الفن باحتراف، بينما أخريات يأتين لقضاء وقت ممتع. وقالت: «على عكس الفتيات اللاتي ينتمين لبلدان أميركيا الجنوبية أو الشرق الأوسط، معظم الأوروبيات يواجهن صعوبة في أداء هز الأرداف بسبب أنهن غير معتادات على الإيقاع الشرقي، وهو أساس الرقص»، وتتابع: «إلا أنهن يتابعن بشغف ويحاولن التقليد ومن ثم يصبحن راقصات مدهشات».

وأردفت: «الإنجليز بشكل عام خجولون لتجربة أمور غير مألوفة لديهم، ولكن لغة الفن تصلهم بسهولة»، مضيفة أنه وإلى جانب تعليم الرقص الشرقي تقوم بالرقص في المناسبات وبعض المطاعم وتقول: «هناك عدد كبير من البريطانيين يأتون للمشاهدة، ويرددون هتافات (واو.. أنتِ رائعة!)، أصبحت على يقين بأن جمهورا عريضا يستمتع بهذا الرقص هنا في بريطانيا».

وتتحدر جوليا من أصول أذربيجانية، حيث اللغة والثقافة قريبة جدا من تركيا، كما أن معظم سكانها من المسلمين، على حد تعبيرها، حيث تردد كثيرا عبارات عربية مثل «ما شاء الله» للتعبير عن انبهارها بأداء الراقصات. مضيفة أن الاهتمام الواسع بالرقص الشرقي في الغرب ليس جديدا، «فقد تعرفت عليه الشعوب الغربية من مطلع القرن العشرين، لا سيما من خلال مغامرات ماتا هاري العاطفية. (وهي جاسوسة هولندية احترفت الرقص الشرقي مطلع القرن الماضي للإيقاع بالجنود في الحرب العالمية الأولى)، إلا أن انتشار شعبية هذا الفن تعززت خلال العشر سنوات الماضية من خلال ترويج المشاهير لهذا النوع من الرقص مثل المغنية الكولومبية شاكيرا - المتحدرة من أصول لبنانية - حيث سحرت بأدائها الشرقي الكثيرين حول العالم وأثارت فضولهم للتعرف عليه عن قرب»، مضيفة أن الرقص الشرقي ألهم كثيرا من مصممي الموضة في العالم لابتكار صرعات مأخوذة من بدلات الرقص الشرقي مثل التنورات الغجرية، والبناطيل منحدرة الخصر، وحتى الأقراط الكبيرة. وقالت سامانثا روبنسون (37 عاما)، وهي إحدى طالبات جوليا اللائي اجتذبتهن حرارة صف الرقص الشرقي: «أمارس رياضة شاقة هنا. الرقص الشرقي بالنسبة لي تمرين آخر يصقل الخصر والبطن ويعزز المرونة، ولكنه منعش وممتع».

أما نيمف، وهي من آيرلندا فقد حضرت 8 صفوف من الرقص الشرقي، تقول: «لم أواجه الكثير من الصعوبة على الرغم من ارتباكي في البداية. الرقص الشرقي يتطلب ممارسة وصبرا شديدا، إلا أنه في الواقع ليس صعبا.. كل ما في الأمر هو أن أدع نفسي أتمايل مع أنغام الموسيقى». وعلى الرغم من تخرجها في كلية القانون في موسكو قالت المدربة: «لم أكن سعيدة بالعمل في مكتب على الرغم من المورد المادي الجيد في شركة البترول التي كنت أعمل بها».

وأضافت بأن فكرة ربط الرقص الشرقي ببلد معين لا تستهويها، «لا أحد يعرف موطن الرقص الشرقي، فمعظم البلدان تؤديه بدءا من الهند ومرورا بتركيا وإسبانيا ودول غرب أوروبا وحتى قبائل الماوري في نيوزيلندا».

وأضافت: «أسافر كثيرا لتعلم آخر تقنيات الرقص الشرقي.. خصوصا إلى الدول العربية حيث أعشق الراقصة دينا من مصر، وراقصات تركيا.. أحب طاقاتهن في الرقص وطريقتهن في إبراز أنوثتهن».

الرقص الشرقي مصدر إعجاب الكثير من الرجال حيث ذكر راين هاجز أنه يعشق الأنغام العربية والرقص كذلك. ونظرا لأنه عمل في دبي ودمشق فقد اقترب من هذا الفن، «الرجال يحبون النساء ويحبون أن يرونهن تلقائيات.. الرقص الشرقي ليس مثيرا فحسب، وإنما وسيلة لتعبير المرأة عن أنوثتها بشكل تلقائي على عكس الأنواع الأخرى من الرقص التي تتبع خطوات ثابتة».