مدينة جبيل اللبنانية تستعيد أريج الفرح بـ«مهرجان الربيع»

تحتفل بيوم الأم وفصل الربيع

أنطلق مهرجان الزهور هذا العام تزامنا مع عيد الأم، حيث احتفل رواد المدينة السياحية بمعرض مفتوح في الهواء الطلق مليء بالزهور وشتلات الورود
TT

مثل كل عام تطلق مدينة جبيل اللبنانية مهرجان الزهور مع بداية فصل الربيع وهذا العام أطلق المهرجان تزامنا مع عيد الأم، حيث احتفل رواد المدينة السياحية بمعرض مفتوح في الهواء الطلق مليء بالزهور وشتلات الورود، بالإضافة إلى معرضين، الأول فوتوغرافي والثاني تشكيلي، تخللهما عزف موسيقي رافق النهار الطويل وأضفى حيوية على الأجواء، إلى جانب تخصيص مساحة للأطفال يرسمون فيها ويفرحون بلون الربيع وحيويته.

زيارة المدينة مع إطلالة فصل الربيع تخطف الحواس. مشاهد متألقة للألوان وشتلات وزهور يحسب المرء أنها لم تعد موجودة في القاموس النباتي اللبناني؛ زهر المنتور والقرنفل والزنبق والسوسن والخبيزة والحبق والبنفسج.. بالإضافة إلى الياسمين والغاردينيا والورد الجوري.. وبعض الأسماء التي يصعب حفظها مثل «الكشكشة» و«المستحية» و«شاب السهرة».. وغيرها من أسماء الشتلات التي تعلق في الذاكرة لغرابتها.

نشاطات رديفة تواكب المهرجان تستحق الاهتمام؛ منها مجموعة العمل المحلي التابعة للجنة مهرجانات جبيل، لأنها تعمل على تشجيع الإنتاج الزراعي لتصل إلى الإنتاج الحرفي المهني وإلى تنمية الأماكن السياحية في المنطقة من معابد وكنائس ومراكز الحج الدينية، التي تضم عددا من الشركاء تدربوا على التعاون في ما بينهم مستفيدين من خبرات أجنبية. مقاه امتلأت بحشود السياح والرواد اللبنانيين من مناطق مختلفة جاءوا ليعيدوا إلى حياتهم ألوان الفرح والطبيعة. في المكان نساء توزعن بين الشتلات ورحن يخترن الأزهار التي سرقت أنظارهن. «استاندات» متوسطة فيها الورود والزهور والنباتات المختلفة وأماكن مخصصة لبيع الأسماك، وأخرى لبيع السلال القصبية والخشبية والصابون البلدي والكراسي التقليدية.

صبا بزري جالت مع صديقاتها في المعرض واختارت لأمها شتلتين من الورد الجوري. تقول: «المعرض أتاح لي الفرصة لشراء ما أريد لأمي في عيدها بلا عناء. والأسعار مقبولة». تقول رئيسة لجنة مهرجانات جبيل، لطيفة اللقيس، إن: «تنظيم مهرجان الربيع هدفه جذب السياح إلى جبيل. وهو نشاط موسمي يأتي في إطار نشاطات اللجنة ومنها المهرجانات الفنية الصيفية. أما خصوصيته فتتعلق بالارتباط بحلول الربيع وعيد الأم، ولم نجد أجمل من الزهور للاحتفال بالمناسبة». وتضيف: «نقيم أيضا نشاطات مرافقة. لدينا مكتب استقبال واستعلام سياحي تابع للمهرجانات. نتولى تعريف الراغبين من اللبنانيين والسياح بالمدينة العريقة، كما ننظم المؤتمرات المتعلقة بالحضارة العمرانية والآثار، كذلك نساعد هواة التصوير الفوتوغرافي على تحسين أدائهم عن طريق إعطائهم مبادئ نظرية وعلمية وتطبيقية في التصوير الفوتوغرافي. ونشجع على السياحة وإقامة المعارض المختلفة، بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات التي تتمحور مواضيعها الأساسية حول فن التصوير والآثار». وتؤكد اللقيس أن «هذا الموسم يؤدي إلى إنعاش اقتصادي؛ إذ يصعب الحصول خلال هذه الفترة على مكان في مطاعم جبيل، فالحركة في السوق تضج بالحيوية، وكأن كل لبنان موجود هنا».

في مساحة المعرض يحضر المصور الفوتوغرافي طه بابا كاميرته ليجول بعدستها بين وجوه الأطفال الغارقين في اللعب و«النطنطة» بين أرجاء «الاستاندات» ومحيطها وبعضهم مشغول بالرسم والمزج بين الألوان مستوحين فرحهم من ألوان الورود والزهور البهية. يصور ويدور في المكان مستعينا بعينه. يلتقط المشاهد بكل عفويتها مستمتعا بمناظر قديمة للأحجار التاريخية للسوق. أما الفنانة التشكيلية ديما حمادة فتقول إنها تستوحي لوحاتها المعروضة في أرجاء السوق من لون الطبيعة وتستمد روحيتها من عبق الأزهار وجمالها.

إطلالة ربيعية مختلفة من مدينة جبيل غارقة في لون الفرح ورائحة الزهور تملأ شغف الرواد بكل جمالها وحميميتها.