أبرز مهرجان الجنادرية في الواجهة، أول دراجة استخدمها قطاع البريد السعودي قبل أكثر من 70 عاما مضت، وقمرة أحدث طائرة مقاتلة في صفوف سلاح الجو السعودي، داخل جناحين يعتبران الأكثر من حيث استقطاب زوار المهرجان في نسخته السادسة والعشرين.
وتهافتت جموع من السعوديين، ذكورا وإناثا، على أجنحة مهرجان التراث والثقافة الـ26 «الجنادرية»، الذي أغلق أبوابه الجمعة الماضية.
وكان للنسخة الحالية هذا العام، السبق في جذب زوار للمهرجان لكافة الفئات العمرية، عبر تخصيص إدارة المهرجان أجنحة لعدد من الجهات الحكومية، التي عرضت هي الأخرى عددا مما تملكه من أدوات، كانت تعمل عبرها على خدمة العامة، كالقطاعات الخدمية، التي ترتبط بالمواطن بالدرجة الأولى.
فكان هذا العام، جناح «البريد السعودي» من الأجنحة اللافتة للأنظار، خلال عرضها أول دراجة يستخدمها البريد في إيصال الرسائل والطرود البريدية، قبل أكثر من 55 عاما مضت.
وتهافت الكثير من الزوار لمشاهدة أول دراجة لساعي بريد في السعودية، التي عرضت كتحفة نادرة، خلف عارض زجاجي، يسمح بالمشاهدة فقط دون اللمس، ويعود عمرها لأكثر من 50 سنة, وعرض بجوارها الزي الرسمي الذي كان مستخدما في تلك الحقبة.
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» إسماعيل حسين البيشي مشرف المعرض ومدير التخطيط والتسويق في جناح البريد السعودي، أن الدراجة تعد أول دراجة دخلت الخدمة في الجهاز آنذاك، وكان ساعي البريد يستعملها لتوزيع الرسائل. في حين يحوي ذات الجناح أقدم صندوق بريد داخلي وخارجي، بالإضافة إلى عرض أول طابع بريدي، الذي يعد الأقدم هو الآخر، وكان تاريخ صدوره 1 يناير (كانون الثاني) 1934 للميلاد، أي قبل 77 عاما.
وفي جهة أخرى مقابلة وقريبة من الجناح، يصطف الكثير من هواة التصوير لالتقاط صور تذكارية وسط آليات عسكرية قديمة، من بينها كبائن لطائرات سعودية حواها معرض القوات المسلحة، حيث عرض قسم القوات الملكية الجوية السعودية مجسما لطائرة التايفون المقاتلة، التي جرى تسليمها مؤخرا للسعودية، والتعريف بها وطرق أدائها، بينما سمح للزائر بركوب مجسم قمرة قيادة حقيقية للطائرة التي تعد الأقوى في صفوف الطائرات القتالية في العالم.
وبالقرب من جناح القوات الجوية، يعرض جناح قوات الدفاع الجوي، عددا من منصات الدفاع الجوية، وآليات حديثة مستخدمة، ومن أبرزها منصات إطلاق صواريخ الباتريوت وراداراتها، التي تعمل على رصد الأجواء الخاصة بالبلاد، وفق إحداثيات متعارف عليها في لغة المراقبة والاستطلاع.
ويتهافت الزوار أيضا على معرض القوات الخاصة في الجنادرية، لمشاهدة أفلام تسجيلية، تعرض على شاشات عرض خاصة بأفلام التعريف بالمهمات التي يقوم بها أفراد وضباط القوات الخاصة، من أهمها حماية الشخصيات، وتحرير الرهائن والمخطوفين، ومداهمة الإرهابيين.
ويضم المعرض عددا من آليات قوات المهمات الخاصة، مع شروحات يقدمها عدد من القائمين على المعرض، لتعريف الزوار بمهامها القتالية والدفاعية، مع عروض للأسلحة والأدوات المستخدمة أثناء قيامها بمهام عملها.
ويبرز في ذات الأجنحة الخاصة بالجهات الحكومية، معرض الجمارك السعودية، الذي يشهد حضورا كثيفا من قبل الزوار، لمشاهدة كيف استطاعت «الكلاب البوليسية» الخاصة اكتشاف المخدرات مع مدربيها، حيث يعرض الجناح الخاص بالجمارك 5 كلاب من الساعة 4 عصرا حتى المساء، مبرزة عددا من التقنيات المستخدمة في جميع المنافذ السعودية، التي تضع حدا لتهريب الممنوعات ومنعها من الدخول للبلاد.