سعودي يشارك مع فريق دولي لتمديد أحد بنود اتفاقية كيوتو لحماية المناخ

رفع علم بلاده لأسبوعين في القطب الجنوبي

السعودي تركستاني يرفع علم بلاده في القطب الجنوبي
TT

برفقة 65 شخصا من مختلف دول العالم، بقيادة السير روبرت سوان الناشط البيئي، رئيس شركة «2041»، أنهى الشاب السعودي عبد الرحيم تركستاني مهندس البترول بشركة «شل»، مؤخرا جولة استغرقت أسبوعين طاف خلالها أرجاء من القارة المتجمدة الجنوبية، في رحلة هدفت لرفع الوعي بأهمية القارة المتجمدة الجنوبية، ولصقل المهارات والقدرات القيادية لدى المشاركين.

السير سان الوحيد الذي سار بقدميه في القطبين الشمالي والجنوبي دعا ممثلين عن شركات الطاقة في العالم، وذلك بهدف إطلاعهم على ما للقطب الجنوبي من أهمية بالنسبة للعالم، وأن أي خلل يصيبه له تداعيات كبيرة على القارات الخمس التي يقطنها الناس.

وحسب تركستاني اجتمع المشاركون في الأرجنتين وأمضوا 4 أيام تدربوا خلالها على بعض النشاطات التي سيمارسونها فور وصولهم للقارة، وبعد يومين من الانطلاق عبر السفينة ذات الخمسة طوابق والمزودة بكافة التجهيزات اللازمة للرحلة وصلت لممر دريك الذي تلتقي فيه المحيطات فتتعالى بسببه تلك الأمواج ويصبح العبور أقل أمانا، مما أثار مخاوف المشاركين الذين أصيب كثير منهم بأعراض البحر من دوار وتقيؤ.

يخرج المشاركون وطاقم الرحلة من السفينة بعد استيقاظهم وتناولهم طعام الإفطار عند السادسة صباحا، وتبدأ فعاليات الرحلة والأماكن التي يتعين استكشافها في كل يوم، وبينها الكتلة الجليدية لارسن بي التي تعادل حجم البحرين 4 مرات وتعرضت للذوبان خلال 35 يوما عام 2002، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في محيطات وبحار العالم.

وبعد الغداء واستراحة الظهر يتكرر الخروج - في النهار الطويل صيفا - مرة أخرى للاطلاع مجددا وللتجول بين الجبال الجليدية ومشاهدة كلاب البحر والحيتان والبطاريق التي قال تركستاني إنها تتمتع بخصوصية واحترام نظير كونها صاحبة القارة وساكنها البري الوحيد.

وحول الجولات يقول تركستاني «كان دائما يجب علينا الالتزام بالتعليمات عند الخروج، ويأتي في مقدمة تلك التعليمات المحافظة على عذرية القارة، وذلك بعدم إلقاء أي نفايات أو ترك أي بقايا فيها، فكنا نحرص على تنظيف أرجلنا وملابسنا وجيوبنا قبل الخروج، وكانوا يعطوننا عبوات رياضية لشرب الماء بدل القوارير البلاستيكية مخافة أن يسقط شيء منها على الأرض الناصعة، كما أنهم يلزموننا بحمل الكراسي الخاصة لقضاء الحاجة وإرجاعها لتصريفها على ظهر السفينة».

ويذكر عبد الرحيم في هذا السياق موقفا طريفا حينما طار منه الكيس الأحمر الذي يغطي به آلة تصويره الخاصة، فركض أحد القادة خلف الكيس الذي وقع من منطقة جبلية مرتفعة إلى بحيرة منخفضة، وسارع أحد سائقي القوارب الصغيرة لالتقاطه.

شرح تركستاني وهو أحد 11 عربيا بالرحلة كيف تحقق الهدف منها بالنسبة له فيقول: «الذهاب للمتجمد الجنوبي يلقي أمانة على عاتقي لأكون سفيرا لها وللبيئة، وهو ما سأعمل عليه في مدارس مسقط – مقر عمله - وتدفعني الرحلة مستقبلا لمراعاة ما يتعلق بالبيئة عبر مفاهيم الاستدامة التي تكفل للجيل اللاحق الحصول على نفس مقدرات الجيل السابق دون نفاد أو عبث».

وفي نفس الإطار يبدي عبد الرحيم إعجابه بتجربة روبرت سوان وكفاحه من أجل البيئة، فيذكر مثلا قيامه بتأسيس شركة «2041» التي يشير اسمها للعام الأخير لاتفاقية كيوتو التي تمنع التنقيب أو الاصطياد في المتجمد الجنوبي وتحصر العلاقة بها في الاستكشاف والبحث العلمي.

يسعى سوان من خلال شركته وعبر مشاركاته في المحافل الدولية لتمديد زمن الاتفاق لما بعد عام 2041، وللحيلولة دون تعديل محتمل لبند فيها يمكن دول العالم من الحصول على النفط والغاز والفحم المتواري أسفلها.

وفي رحلة العام القادم يقول سوان إنه وعلى صعوبة الأمر سيستبدل بقدر المستطاع الوقود بوسائل الطاقة المتجددة من شمسية وهوائية ومائية بغية الحفاظ على المتجمد الجنوبي.

أما أثناء المساء فينتظم المشاركون في فصول وقاعات دراسية للاستماع للدورات والمحاضرات التي تشرح مفاهيم تتعلق بالقيادة والاستدامة والبيئة على يد متخصصين استقطبتهم الشركة.

ووسط أجواء الانقطاع عن الدنيا فلا إنترنت ولا اتصالات، نعم عبد الرحيم تركستاني بالكثير من الراحة، ووجد في الأمر حالة خاصة عبر عن أن كل إنسان يحتاجها بين الحين والحين في حياته.

حينما التقته «الشرق الأوسط» أسهب تركستاني في شرح مواقف تأثر بها كثيرا في هذا السياق، ومنها قيام أحد المشاركين سابقا وهو مدير تقنية معلومات بشركة «كي بي إم جي» الأميركية، برهن بقائه في الشركة على خطة إنتاج صديقة للبيئة، وهي الخطة التي اضطرت إدارته للموافقة عليها، وأدت لتوفير 1.5 مليون دولار خلال 3 أشهر.