أفاعي المغرب وعقاربه تلدغ ما معدله 60 شخصا سنويا

8 أنواع من الثعابين أخطرها الكوبرا.. تنتشر في جنوب البلاد

أفاعٍ مصبّرة في المغرب
TT

أفادت إحصائية رسمية مغربية بأن ما متوسطه 60 شخصا يتعرضون سنويا للدغات العقارب والأفاعي - أو الثعابين - السامة، وتؤدي بعض هذه الحالات، في المناطق النائية، إلى الوفاة. وأوضحت إحصاءات «مركز محاربة التسمم»، التابع لوزارة الصحة المغربية، مؤخرا، أن المركز رصد، خلال الفترة من عام 1980 وحتى عام 2008، ما مجموعه 1761 حالة تسمم بلدغات الأفاعي في مختلف أنحاء المغرب، خاصة في مناطق جنوب البلاد، وهو ما يساوي 26% من مجموع حالات التسمم في المغرب.

إلهام السملالي الحسني، المسؤولة في المركز، أوضحت أن أخطر حالات التسمم بلدغات الأفاعي سجلت في جهة سوس ماسة درعة (جنوب المغرب)، تليها جهة مكناس تافيلالت (جنوب شرقي المغرب)، ثم جهة كلميم السمارة (الصحراء). وفي معرض تفسيرها لوجود بعض الأفاعي في مناطق دون أخرى، قالت: «إن الأمر يرتبط بتقلبات المناخ المتنوع في كل منطقة، سواء أكانت صحراوية أم جبلية»، وعزت التباين في صفات الأفاعي السامة وخصائصها السمية إلى «طبيعة توزيعها الجغرافي وكذلك نظامها البيئي».

وأوضحت السملالي أن «بعض لدغات الأفاعي التي تُعرف باسم (اللدغة البيضاء) هي تلك اللدغة التي لا تحتوي على سم. والأفاعي التي يجري ترويضها من أجل الفرجة، كما هو الشأن بالنسبة لتلك التي يستعملها المروضون في (ساحة جامع الفنا) الشهيرة في مراكش، كلها غير سامة، وإضافة إلى هذه الساحة لا يوجد (توظيف) آخر للأفاعي، وهو ما يجعل مسألة السعي للحصول عليها أمرا نادرا، وبالتالي لا يخشى من انقراضها».

من ناحية أخرى، قالت السملالي، خلال ندوة نُظمت في الرباط حول موضوع «حالات التسمم نتيجة لدغات الأفاعي»: «إن هناك بعض الأفاعي يجري سحب سمها، في حين أن أفاعي أخرى لديها سم، لكنه يكون في طور التكون ليصبح خطرا». وأردفت: «هناك بعض الأفاعي تتوافر على مسافات بين الأنياب لا تسمح بخروج السم خارج فم الأفعى، وبالتالي لا تشكل خطورة».

هذا، وتقوم المراكز الصحية في معظم المناطق المغربية، على مدار اليوم، بتجميع عدد الحالات التي تعرضت للدغ في شتى المناطق النائية. واستنادا إلى معطيات دقيقة أعد «المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة» دراسة عن لدغات الأفاعي في مناطق المغرب، خاصة الصحراوية والجبلية، من خلال مراجعة ملفات الأشخاص المصابين الذين يُنقلون إلى مستشفيات محلية. واتضح بنتيجة الدراسة أن 45 شخصا توفوا في جهة سوس ماسة درعة نتيجة تعرضهم للدغات الأفاعي السامة، في حين سجلت في جهة مكناس تافيلالت 10 حالات وفاة تلتها 9 حالات وفاة بجهة كلميم السمارة، و5 حالات في جهة مراكش تانسيفت الحوز، في حين كانت الحصيلة في باقي المناطق منخفضة.

كذلك أوضحت الدراسة أن معدل اللدغات يزداد خلال أشهر الصيف ويبلغ ذروته في أغسطس (آب)، بينما لا تحدث حالات لدغ خلال فصل الشتاء، وذلك لأن الأفاعي تدخل في فترات البيات الشتوي طيلة فصل الشتاء، بينما يزداد نشاطها إبان الصيف.

ودلت الإحصاءات التي قدمها المركز على أن معظم اللدغات تكون في الأطراف السفلى، وأعلى إصابة تكون في إصبع القدم الكبيرة، ثم على مستوى الأذرع بنسب متفاوتة الخطورة، كما أن أعلى موضع للإصابة في أصابع اليد هو إصبع السبابة.

يُشار إلى أن معظم لدغات الأفاعي في المغرب يتعرض لها الرجال، وكان أعلى معدل إصابة للفئات العمرية بين الرجال هو لمن هم في حدود الـ30 سنة، بينما يتعرض الأطفال ما تحت سن الـ15 لإصابات أقل خطورة.

الجدير بالإشارة أنه يوجد في المغرب 8 أنواع من الأفاعي أو الثعابين السامة، وتعتبر الكوبرا بصنفيها (الكوبرا العربية والأصلة السوداء) الأكثر خطورة؛ إذ تكون لدغاتها سامة، وفي كثير من الأحيان قاتلة، تليها بعض أنواع الأفاعي السامة الأخرى مثل «السجاد الشرقي» و«الطفى المنشارية» و«النفاثة». ويتميز «الثعبان الأسود» بسمية عالية، كما أن هناك أفاعي أخرى لم يجرِ بعدُ التعرف على درجة سميتها. وتختلف درجة السمية من نوع إلى آخر، بل تختلف أحيانا بين أفراد النوع الواحد، وقد يكون للظروف البيئية والمناخية أثر كبير في تركيب السم ودرجة تركيزه.

وفي المغرب تتراوح أطوال الأفاعي والثعابين بين بضعة سنتيمترات وبضعة أمتار في بعض الأحيان، وكسائر الأفاعي فإن جلدها مكسو بالحراشف وهي تبدله بين فترة وأخرى، مما يساعدها على النمو، أما متوسط أعمارها فبين 15 و25 سنة، وبجانب الأفاعي ذات السم القوي جدا فإن بعضها غير سام على الإطلاق، وتختلف سموم الأفاعي باختلاف أنواعها.