«الملاعب الخاصة» ظاهرة جديدة تغري المصريين

توفر فرصة للعب كرة القدم بأسعار مناسبة

بدأت فكرة ملاعب كرة القدم الخاصة تظهر في مصر في عام 2006.. وفي غضون سنتين بلغ عدد هذا النوع من الملاعب في القاهرة وحدها ما يقرب من الثلاثين ملعبا يتم تأجيرها ما بين 8 و10 ساعات يوميا في المتوسط («الشرق الأوسط»)
TT

بحماس منقطع النظير يجمع أحمد سلامة (24 عاما)، محاسب بأحد البنوك الاستثمارية، أصدقاءه مساء كل جمعة لممارسة لعب كرة القدم. فسلامة الذي يعشق لعب الكرة بجنون وجد ضالته في ملعب جديد شيد على مقربة من بيته في ضاحية الهرم بالجيزة (غرب القاهرة). وفي بلد يتنفس شبابه حب كرة القدم يقتصر لعب الكرة بشكل منتظم على ملاعب الأندية وهو ما يتطلب اشتراكات للعضوية باهظة الثمن أو اللجوء للعب الكرة في الشارع وهو ما لا يناسب الكثيرين بطبيعة الحال، خاصة من الشباب العامل.

ولكن قبل ما يقرب من خمس سنوات، بدأ حل تلك المعضلة يتشكل على أطراف العاصمة حين ظهرت ملاعب خاصة لكرة القدم يتم تأجيرها بالساعة بمبالغ ليست كبيرة حال تم اقتسامها على الشباب. عن ذلك يقول سلامة، إن «تلك الملاعب توفر لنا فرصة لعب كرة القدم في جو صحي وبحرية كبيرة وبمبالغ مناسبة للفرد».

ودأب سلامة منذ عامين على تخصيص ساعتين أسبوعيا لكرة القدم في تلك الملاعب، ويحلم بتأسيس ملعب خاص به كمشروع استثماري.

وبدأت فكرة ملاعب كرة القدم الخاصة تظهر في مصر في عام 2006، حين شرع نادي وادي دجلة بضاحية المعادي (جنوب القاهرة) في تأجير ملعب للكرة لغير أعضاء النادي، ثم تبعه نادي رؤية بضاحية 6 أكتوبر القريبة، وهو ما لاقى تجاوبا كبيرا جدا من الشباب ليدفع رواج الفكرة شبابا مصريين بعقليات اقتصادية لاستثمار تدافع الشباب على ممارسة الكرة عبر إنشاء ملاعب خاصة أخرى في أماكن متفرقة.

وفي غضون سنتين بلغ عدد هذا النوع من الملاعب في القاهرة وحدها ما يقرب الثلاثين ملعبا يتم تأجيرها ما بين 8 و10 ساعات يوميا في المتوسط وفقا لتقديرات مديري الكثير منها.

محمد البنداري (28 عاما)، مهندس وصاحب أحد الملاعب يقول: «المشروع استثماري في الأساس، ولكنه ذو بعد رياضي بطبيعة الحال»، مشيرا إلى أن مشروعه وفر متنفسا صحيا لممارسة كرة القدم لقطاع كبير من محبيها، لكنه يوضح أن المشروع ليس سهلا كما يتخيل البعض فهو يحتاج لتكاليف عالية جدا حتى يصبح قابلا للتشغيل وصالحا للعب.

يقول البنداري إن «الملعب يتكلف في حدود 300 ألف جنيه»، فأرضية الملعب من النجيل الصناعي تكلف 170 ألف جنيه في المتوسط، بالإضافة لمصاريف إضاءة الملعب وخلافه.

ويقول حازم، مدير أحد الملاعب بمنطقة المريوطية (على مقربة من هضبة الأهرامات): «الملاعب بالأساس مقامة على أراض مستأجرة، فلو قمنا بشراء الأراضي ستصبح قيمة إيجار الملعب فلكية».

ويختلف إيجار تلك الملاعب وفقا لساعات اليوم، فإيجار الساعات النهارية لا يتجاوز 120 جنيها نحو (20 دولارا أميركيا) ترتفع لتصبح 150 جنيها، وهو المبلغ الذي يتقاسمه الشباب فيما بينهم، وبالتالي تقل التكلفة على الفرد، ولكنها تشهد إقبالا كبيرا في العطلة الأسبوعية يومي الخميس والجمعة، وهو ما يرفع السعر أحيانا لحدود 200 جنيه.

ووفقا لمصطفى، مدير أحد الملاعب في منطقة المقطم، فإن الإقبال على الملاعب كبير لدرجة أن الكثير من الشباب يضربون ميعادا ثابتا للعب الكرة لشهور طويلة.

ولكن محمود حابك الذي يبلغ من العمر ست عشرة سنة ويحب ممارسة رياضة كرة القدم يعتقد أن إيجار الملاعب المرتفع لا يجعلها في متناول الجميع، فمحمود طالب المرحلة الثانوية لا يستطيع توفير المبلغ المطلوب للعب بصفة دورية.

لكن الملاعب الخاصة لا توفر حلا رخيصا للعب كرة القدم، كما يقول الشبان، وهذا يجعل الفئة العمرية التي تأتي للملعب ما بين 21 و36 سنة، مشيرا إلى أن معظم الوافدين للملعب من أصحاب السيارات والعاملين في الشركات الخاصة والاستثمارية.

اللافت، أن الكثير من الشركات والبنوك الاستثمارية تؤجر تلك الملاعب لإقامة دورات رياضية لموظفيها، خاصة في شهر رمضان، حيث يتجمع الموظفون وعائلاتهم في جو أسري جميل يمتد لساعات الصباح الأولى، كما يقصدها الكثير من الشباب للتجمع بعد فترات طويلة من الغياب.

وعن ذلك يقول مينا فتح الله (24 عاما)، موظف بشركة اتصالات: «أحاول منذ عشرة أعوام أن أجتمع مع زملاء الدراسة بالمدرسة وهو ما تم عبر أحد هذه الملاعب».

الأرباح العالية التي يجنيها القائمون جعلت الكثير من أصحاب الأراضي الفضاء في القاهرة يشرعون في تحويلها لملاعب، وهو ما يجد هوى مع المترددين عليها، لأنه سيساعد على خفض الإيجار بطبيعة الحال وهو ما سيساعد على اللعب مزيدا من الساعات.