لبناني يشارك في تسلق قمة «مونت بلان» حاملا معه هموم المرأة العربية

مخيبر العربي الوحيد المشارك في الحدث الرياضي العالمي

جيلبير مخيبر العربي الوحيد المشارك في تسلق قمة «مونت بلان»
TT

على الرغم من الأمتعة التي يتوجب عليه حملها في رحلته إلى جبال الألب، فإن اللبناني جيلبير مخيبر سيثقل ظهره بحمل من نوع آخر يتمثل في الكلمة التي سيلقيها هناك حول الدور الذي تلعبه المرأة العربية في المجتمع الشرقي ومساهمتها في تنمية هذا المجتمع بطريقة فعالة.

فالمهندس جيلبير مخيبر سيكون العربي الوحيد المشارك في حدث رياضي عالمي، وهو سباق تسلق قمة Mont blanc الفرنسية التي تعتبر أعلى قمة جبل في أوروبا الغربية (4810 أمتار)، يقوم به أحد عشر رياضيا آخر جاءوا من مختلف بقاع العالم للمشاركة في هذا الحدث الذي تنظمه اللجنة الكاثوليكية لمكافحة المجاعة وتعزيز التنمية (ccfd terre solidaire) بمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيسها. ينطلق السباق في 18 يوليو (تموز) المقبل لينتهي في 24 منه حيث سيعقد مؤتمر صحافي يتحدث فيه المتسلقون عن قضايا وهموم اجتماعية وسياسية تعاني منها مجتمعاتهم.

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هدفنا رمزي يتمثل في تعزيز دور بلدان جنوب الكرة الأرضية التي ننتمي إليها في المجتمع العالمي وتجاوز أي عوائق قد تفصلنا عن بلدان العالم المتطور والمشاركة في اتخاذ القرارات الأساسية الصادرة عنها». ويضيف المهندس السياحي والممثل لجمعية Aremdt-Mada et le tour operateur 33north لسياحة مسؤولة وتضامنية، وهي الممولة من Ccdf وتنتمي إليها عدة دول عربية وأفريقية، بينها الأردن وسوريا وفلسطين وتونس والمغرب وغيرها: «سنعلن من أعلى قمة في أوروبا، حيث نتمنى أن يسمع صوتنا بوضوح، أننا نستطيع المشاركة في صنع هذا النوع من القرارات».

يسبق الحدث تمرينات رياضية لثلاثة أيام متتالية بحيث سيخضع المشاركون في منطقة الألب لاختبار يكشف عن مدى براعتهم وقدرتهم على التسلق وعن مستوى لياقتهم البدنية ابتداء من علو 200 متر وصولا إلى 3200 متر يرافقهم فيها خبراء في هذا النوع من الرياضة. والأشخاص الذين ينجحون في الاختبار سيتسنى لهم المشاركة في السباق الذي يستغرق خمسة أيام ابتداء من 18 يوليو وينتهي في 24 منه.

أما الأمتعة التي يحملها كل متسلق فتزن 15 كيلوغراما وتتألف من عدة التسلق كالحبال والمسامير والفأس الحديدية والخوذة البلاستيكية إضافة إلى بعض أنواع الطعام التي تزود الرياضيين بالطاقة. أما فترة التسلق المتوقعة لكل يوم فهي ثماني ساعات يرتاح بعدها المشاركون، في كل مرة بمراكز خاصة مختلفة مستحدثة في الجبل.

ومن البلدان الأخرى المشاركة في السباق هايتي وبوليفيا والكاميرون والسنغال وفرنسا والهند والبيرو وغيرها.

أما النقاط التي سيتحدث عنها جيلبير مخيبر في المؤتمر الصحافي الذي سيعقد فور تسلق قمة Mont blanc وسيتم تغطيته من قبل وسائل إعلام مكتوبة ومسموعة ومقروءة، فتشمل دور المرأة في مشاريع التنمية في العالم العربي ودور البلدان الممولة لهذا النوع من المشاريع وكيفية تفعيل علاقتها مع المسؤولين عنها في جميع البلدان المتعاونة معها، إضافة إلى كلمة يختصر فيها السياسة العربية الممارسة حاليا في العالم العربي والثورات التي قامت بها وأتاحت الفرصة أمام الشعوب العربية لتقرير مصيرها.

لماذا المرأة العربية، وكيف سيتوجه إليها جيلبير مخيبر الذي سبق أن تسلق قمةTupkal (4167 مترا) في المغرب، يقول: «أردت أن ألقي الضوء على المرأة الشرقية الموجودة في المناطق النائية والتي رغم كل المصاعب التي تواجهها في مجتمعها الضيق استطاعت أن تنجز مهامها على أكمل وجه، وأن تساهم في تفعيل التنمية في مختلف أوجهها، ولا سيما فيما يخص السياحة الضمنية في تلك المناطق التي من شأنها رفع المستوى المعيشي فيها، وكذلك استقطاب السياح المحليين والأجانب إليها، الأمر الذي زودها باستقرار عائلي كانت تفتقده قبلا».

وأعطى مخيبر أمثلة حية عن ذلك انطلاقا من بلدات لبنانية نائية كبلدة «الأكواخ» في منطقة الهرمل وتبعد 153 كلم عن بيروت، وقد شهدت نموا ملحوظا في مجتمعها بعدما لعب فيه نساؤها دورا أساسيا تمثل في تنشيط الحركة السياحية من خلال بيوت الضيافة التي استحدثت فيها فاستطعن جذب الزوار لأخذ قسط من الراحة فيها وتناول الأطباق والأكلات اللبنانية التقليدية التي صنعتها نسوة البلدة أنفسهن، مما انعكس إيجابا على أهل «الأكواخ»، وأيضا على الرجال والأولاد فشعروا بالطمأنينة من ناحية، وببعض الرفاهية المترجمة بمخالطة أشخاص مثقفين أو مرتاحين ماديا من ناحية ثانية، تعرفوا من خلالهم على عادات وتقاليد جديدة استقدمها السياح معهم من بلدهم الأم.

وأكد المهندس اللبناني أنه يشعر بالفخر لكونه سيساهم في هذا الحدث العالمي ممثلا لبنان والعالم العربي، حيث سيتوجه من خلاله برسالة اجتماعية إلى العالم أجمع.

يذكر أن قمة Mont blanc هي أعلى قمة في سلسلة جبال الألب في أوروبا الغربية والسادسة على خريطة هذه القارة، إذ تتبوأها قمة Elbrouz ( 5642مترا) في جبال القوقاز وتقع ما بين فرنسا وإيطاليا جنوب Chamonix في منطقة Haute-Savoie التي تبعد 200 كلم غرب مدينة ليون الفرنسية، وحدودها الفاصلة ما بين البلدين تشكل موضوعا شائكا بينهما. تطل قمة Mont blanc على أربع قمم أخرى، وهي Vosges، وJura، وForet noire، والهضبة الوسطى. يكسوها الثلج غالبية أيام السنة بطبقة تتراوح سماكتها ما بين 15 و23 سنتيمترا. تبلغ فيها سرعة الهواء أحيانا 150 كلم في الساعة، وتغيراتها غير المتوقعة تتسبب في سقوط المتسلقين وحتى المحترفين منهم، وتسودها حرارة طقس باردة تصل إلى -40 درجة مئوية، وابتداء من شهر يوليو تهبط الحرارة لتصل إلى 3 درجات مئوية حتى انتهاء شهر سبتمبر (أيلول).