جولات سياحية للمقيمين الغربيين في الرياض

شملت المصمك والمتحف الوطني ومركز الملك عبد العزيز التاريخي

الوفد البريطاني في سوق الزل وسط الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

«لم نكن نتوقع أن الرياض بهذا الجمال والتطور وهذا القدر من التاريخ والتحضر». هذه خلاصة انطباع عدد من الأسر البريطانية المقيمة حديثا بالرياض، شاركوا في جولة سياحية امتدت قرابة تسع الساعات زاروا فيها عددا من المعالم التاريخية والسياحية بالعاصمة.

يتحدث بعضهم فيؤكد أن سكنهم في المجمعات السكنية للأجانب، واقتصار زياراتهم للمجمعات التجارية الكبيرة، جعلهم يجهلون مواقع رائعة مثل المصمك والمتحف الوطني ومركز الملك عبد العزيز التاريخي والديرة وغيرها. وتأتي هذه الجولة السياحية للأسر الغربية المقيمة في الرياض ضمن برامج سياحية تنظمها شركات تنظيم رحلات سياحية بدعم من الهيئة العامة للسياحة والآثار.

بدأت الجولة من فندق «هوليداي إن القصر» واتجهت عن طريق الباص إلى زيارة مركز الملك عبد العزيز التاريخي وبعده حصن المصمك وسوق الزل التي تعد إحدى أشهر وأقدم الأسواق في مدينة الرياض، وبعد زيارة الأماكن التاريخية ربطت الجولة بين الماضي بالحاضر بزيارة إلى برج الفيصلية، وفي أجواء تراثية وشعبية لمنطقة نجد تناول الجميع وجبة العشاء بأحد المطاعم على الطريقة السعودية جلوسا على الأرض وباستخدام الأيدي مباشرة دون الأدوات المعروفة لتناول الطعام، لتنتهي الجولة السياحية كما بدأت من فندق «هوليداي إن القصر».

السيد ستيف بايكر الذي يعمل في شركة «بي ايه اي سيستمز» أكد أن الجولة كانت رائعة، مبينا أنه ورغم وجوده بالرياض منذ سنوات كثيرة فإن هذه الجولة أظهرت له الكثير من الأماكن التي لم يسبق له زيارتها رغم أن بعضها كان على مقربة منه، مشددا على أنه توقّع أن تنمو وتتطور السياحة في السعودية منذ عدة سنوات وهذا ما يحدث الآن بالفعل.

وأبانت كيم بايكر أن الجولة أتاحت لها الفرصة لدخول المصمك التاريخي، مبدية إعجابها بالثقافة والتراث السعودي، وتابعت: «دخلت مجلس المؤسس الملك عبد العزيز في المصمك وشعرت بالهيبة والتميز لوجودي في نفس الغرفة التي كان يجلس فيها مؤسس السعودية»، مبينة أن المملكة تحظى باهتمام عالمي، كما أن الرياض في اتساع وتطور مستمرين، مؤكدة أنها ستقوم بجولات سياحية أخرى سواء بالرياض أو في أي مكان بالمملكة.

وأبدت ستيفاني بايكر إعجابها بالجولة السياحية، لا سيما في جانب المزج ما بين الجوانب التقليدية والشعبية والجوانب الحديثة كالأماكن القديمة في الرياض وبرج الفيصلية، موضحة أنها استمتعت بها كثيرا، وخصوصا حصن المصمك ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، لأنها لم تكن تعتقد بوجود مكان كهذا، خصوصا في الرياض. وأضافت أن الجولة بشكل عام كانت مصدر اهتمامها، كما أعجبتها تجربة الطعام السعودي.

وقالت كايا إيفانز: «كانت تجربة تثقيفية مدهشة في حصن المصمك حيث المباني الطينية، وأكثر ما جذبني الفوهات التي في أبراج الحصن والتي تمكن مَن بالداخل مِن إطلاق النار على مَن بالخارج دون مقدرتهم على رد النيران»، مبينة إعجابها بمركز الملك عبد العزيز التاريخي وحصن المصمك وبرج الفيصلية.

وأشار أندرو بادلي إلى أنه استمتع بوقته كثيرا في أعلى برج الفيصلية حيث المنظر الخلاب على الرياض بشكل عام، موضحا أن الجولة كانت جيدة في كل النواحي سواء التجول ما بين المواقع والتنظيم الراقي، مبينا أنه مهتم ومتحمس لأن يكرر هذه التجربة مرة أخرى، مطالبا أن تعقد هذه الرحلات من قبل الشركات من أجل موظفيها كتشجيع أو مكافأة على أعمالهم.

وقالت أنجلا بادلي: «استمتعت كثيرا بالجولة السياحية، وأنا هنا ستة أشهر فحسب، وقد زرت أماكن لم يكن باستطاعتي زيارتها إن لم نقم بهذه الجولة، فقد كانت في غاية الروعة، وأرغب في تكرارها، وبالتأكيد سوف أخبر أصدقائي عنها، وأعتقد أن البريطانيين والجنسيات الأخرى سيكونون مهتمين بعمل رحلات كهذه».

ومن جهته أكد رايان بادلي، 18 عاما، أن الرحلة السياحية كانت شيقة بالنسبة له، وأكثر ما أعجبه خلالها برج الفيصلية رغم أن المناطق القديمة كانت تجذب اهتمامه.وقال روب دان إنه يعتبر هذه الرحلة بمثابة النافذة التي تمكّن الأوروبيين من إلقاء نظرة أفضل على الثقافة السعودية وتاريخها وتراثها.

وذهب جايمس مايكلز إلى أن الجولة السياحية كانت متقنة ومنظمة، وفي الوقت المحدد سلفا، كما أنها ترفيهية وتثقيفية وممتعة. مشيرا إلى أن الرحلات السياحية الجماعية هي أول خيار له عندما يود التجول ومشاهدة معالم مدينة الرياض، مقترحا عمل رحلات سياحية لمشاهدة الحضارة السعودية القديمة، كما اقترح تنظيم رحلات كهذه لكبرى الشركات والمؤسسات الذين يجلبون الأجانب إليهم لربط موظفيهم بشكل سريع وفعّال بالثقافة والتراث السعوديين وفتح المجال لفهمٍ أفضل للبيئة التي تحيطهم وحتى يمكنهم الانتقال داخل الحياة والبيئة السعودية.

مرام حميد الدين صاحبة مؤسسة «رحلة سعيدة» التي قامت بتنظيم الرحلة، أكدت أن هذه الجولات السياحية لن تسهم فقط في دعم السياحة داخل الرياض، بل إنها تقوم بدور هام في تعريف المقيمين في الرياض، وخصوصا من الجنسيات الأوروبية والأميركية بما تشهده العاصمة من تطور وما تتميز به من حضارة وتاريخ.

وأشارت إلى أن الرحلات السياحية المتكاملة التي يشارك فيها مرشد سياحي تعد جزءا هاما من التجربة السياحية المتكاملة، مؤكدة أن دعم هيئة السياحة لنشاط تنظيم الرحلات أوجد عددا من الشركات الجديدة العاملة في هذا المجال باحترافية مما يسهم في تطور صناعة السياحة في المملكة.