«المانغو الإسماعيلاوي».. مذاق خاص على موائد المصطافين

تنتشر على مساحات شاسعة وتتلقفها الأسواق العربية والأوروبية

تنتشر مزارع المانغو بالإسماعيلية والمراكز التابعة لها لتصل مساحتها لنحو 88 ألف فدان من أجود أنواع الأراضي الرملية التي تتميز بإنتاجها عالي الجودة («الشرق الأوسط»)
TT

يرتبط موسم المانغو في مصر بمدينة الإسماعيلية، حيث تشتهر بزراعة أجود أنواع المانغو، حتى إن الكثير من المصريين يفضلون قضاء إجازة الصيف بالمدينة المطلة على ضفاف قناة السويس والاستمتاع بمذاق المانغو طيلة أيام المصيف. ويعول أغلب أهالي الإسماعيلية على موسم المانغو والصيف لتحسين أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية. لكنهم هذا العام يتخوفون من تعرض المحصول لموجة من الكساد، وهو ما بدا واضحا على أسواق وشوادر المانغو التي تنتشر بالمدينة استعدادا لاستقبال إنتاج محصول هذا العام لعرضه للبيع، حيث بدت بشائره مختلفة عن المواسم الماضية من حيث انخفاض الكميات المعروضة وارتفاع الأسعار فضلا عن انخفاض جودة المنتج. ولعل ذلك يرجع بشكل واضح، كما يشير التجار، لتعرض المحصول لعوامل جوية سيئة خلال الفترة الماضية ونقص مياه الري في بعض المناطق الزراعية بزمام محافظة الإسماعيلية وهو ما أثر في حجم وجودة الإنتاج.

وتنتشر مزارع المانغو بالإسماعيلية والمراكز التابعة لها لتصل مساحتها لنحو 88 ألف فدان من أجود أنواع الأراضي الرملية التي تتميز بإنتاجها عالي الجودة. ورغم شهرة المحافظة بالعديد من الأشياء فإن أكثر ما تشتهر به ويكسب هدوءها مسحة خاصة هو المانغو الإسماعيلاوي والتي تعد من أحسن الأنواع وأفضلها على مستوى الجمهورية بل إن لها شهرة عالمية وتصدر كميات كبيرة منها إلى الخارج.

تتميز «المانغو الإسماعيلاوي» بتعدد أنواعها حيث لكل نوع منها شكله ومذاقه الخاص، ومن أهم هذا الأنواع المانغو «الزبدة» أو «الزبدية»، وهو الأكثر شيوعا لقيام المصريين بتخزينه واستخدامه في صنع العصائر، حيث إن حجم حبة المانغو كبير، ودائما ما يخزنه المصريون بعد تقشيره وحفظه في عبوات بلاستيكية داخل المبردات، ومن أفضل الأنواع المانغو «العويس» والذي يتميز بلونه الداخلي الأصفر الداكن، المائل للون البرتقالي ونسبة السكر به معتدلة، وأيضا المانغو «الفص» الذي يتميز بحجمه الصغير ومذاقه اللذيذ، كما أن نواته صغيرة الحجم، وتتميز هذه الأنواع بارتفاع ثمنها، وهناك أنواع أخرى من المانغو مثل، الهندي، والسكري، الفونس، البربري العزيز، قلب الطور، الدبيش.

وتتميز «المانغو الإسماعيلاوي» بازدياد الطلب عليها في الخارج وتصدر كميات كبيرة إلى الأسواق الأوروبية والعربية، وتختلف أنواعها المصدرة من بلد لأخرى طبقا لمتطلبات الأسواق، فالأسواق العربية تشتهي الأنواع عالية السكر حيث تلجأ للإقبال على أنواع المانغو السكري والزبدة، أما الأسواق الأوروبية فتقبل على الأنواع منخفضة السكر كالعويس وهناك نوعيات تزرع خصيصا بهدف التصدير لانخفاض نسبة السكر بها.

ويؤكد المزارعون أن قرار خفض عدد أيام الري إلى 4 أيام فقط أثر على إنتاجية محصول المانغو في بعض المناطق في الإسماعيلية، خاصة مناطق أبو دهشان والمطاعية والسماكين، حيث تعرض أكثر من 1200 فدان مزروعة بالمانغو بزمام المنطقة للهلاك لانقطاع مياه الري عن الأراضي والتي تعد من أجود الأراضي الزراعية الشهيرة بإنتاج المانغو، وتحتاج الأراضي الرملية بالمنطقة إلى كميات كبيرة من المياه.

وتوقع المزارعون والتجار أن تشهد أسعار المانغو في الأسواق ارتفاعا ملحوظا إضافة إلى نقص المانغو الإسماعيلاوي الشهير في الأسواق حيث كانت الإسماعيلية تنتج نحو 200 ألف طن سنويا. ويقول محمود الجبلاوي أحد مزارعي المانغو إن المحصول تعرض هذا العام لموجات من الصقيع والبرد الشديد والرياح تسببت في سقوط الثمار وعدم نموها النمو الطبيعي. أضاف أن هناك مشكلات أخرى وهي ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات ووجود نقص في العمالة الزراعية، وعدم قيام الجمعيات الزراعية بعملية تطهير للخلجان والمساقي، الأمر الذي يؤدي إلى عدم وصول مياه الري بشكل كاف إلى الأراضي.

ولفت المزارع الكحلاوي إلى أن حياتهم المعيشية تعتمد على الدخل الذي يأتي من بيع المحصول كل عام وهو مصدرهم الوحيد من الدخل وسيؤثر الانخفاض الكبير في إنتاج هذا العام عليهم بشكل كبير وسيزيد من ديونهم لبنك التنمية الزراعي.

ويقول ياسر دهشان أحد أصحاب حدائق المانغو بالإسماعيلية إنه قد صدر قرار بري الأراضي لمدة أربعة أيام وتوقف الري لمدة ثمانية أيام، وهذا الأمر لا يناسب طبيعة الأرض الزراعية الرملية بالإسماعيلية والتي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه خاصة في فصل الصيف مما أثر على المحصول بشكل كبير. ويقول جابر رجب أحد تجار المانغو إن الأسعار تتحدد حسب كمية الإنتاج فالأسعار ترتفع إذا كان الإنتاج قليلا والعكس صحيح. ويضيف أنه رغم هذه المشكلات فإن معظم الإنتاج يتسم بجودة عالية، ويلفت إلى أن هناك بعض التجار يلجأون لبعض الحيل لضمان ربح سريع عن طريق الغش وذلك عن طريق رش مادة تؤدي إلى اصفرار ثمرة المانغو من الخارج على الرغم من أنها غير ناضجة لتحقيق مكسب مضمون وسريع.

وأشار إلى أن ثمرة المانغو يكون مذاقها أفضل بكثير عند اكتمال نضجها على الأشجار لذلك هناك الكثير من الأشخاص يفضلون شراء المانغو في نهاية شهر يوليو (تموز) وأوائل شهر أغسطس (آب) لضمان أفضل مذاق للمانغو حيث يكون قد اكتمل نموه بشكل كامل.