الزفة المصرية.. أشكال وأنواع وحيرة مفضلة للعروس

منها «الإسكندراني» و«البورسعيدي» و«الدمياطي» و«البدوي»

أشهر الزفات وأكثرها انتشارا في الأفراح حاليا، هي الزفة الدمياطي التي تبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم وحنبدأ الليلة بحنغني
TT

تتنوع طقوس الزفة في الأفراح المصرية، التي يتم فيها ترديد «اتمختري يا حلوة يا زينة»، و«دقوا المزاهر»، و«طالعه السلالم يا ماشا الله عليها».. وفي «الزفات» تحتار العروس في اختيار الزفة التي ستتهادى عليها وصولا إلى «الكوشة». فالزفة هي ركن أساسي من أركان ليلة العمر التي ينتظرها «المعازيم» والضيوف مجاملين العروس بالزغاريد، وأيضا «المتاعيس» الذين يترصدون لانتقاد العروس، فالزفة تمثل إطلالتها الأولى لأقاربها وأقارب العريس لذا تفكر العروس مليا قبل اختيار نوع الزفة التي ستقدمها كملكة متوجة في ليلة عرسها.

تستغرق الزفة عادة ما بين 20 أو 30 دقيقة تنبئ بما ستكون عليه أجواء العرس ويمكن خلالها التعرف على شخصية العروس وطباعها، مثلا هل هي متحفظة أم متحررة، وهل هي اجتماعية، هل ستتجاوب بسهولة مع المدعوين الذين يشاركونها الرقص في الزفة، كما ستعطي مؤشرا لأقارب العروسين بمدى تجاوبهما معا! وتتكون الفرقة التي تقوم بإحياء الزفة من نحو 12 شخصا بزي موحد، وقد يتخلل الزفة أغان فلكلورية حسب رغبة العريس والعروس، وتتنوع الزفات المصرية وأشهرها الزفة «الإسكندراني» الشهيرة فتبدأ بـ«صلاة النبي.. امدح النبي.. ملحة في عينك يا اللي ما تصلي ع النبي.. اقروا الفاتحة لابو العباس يا إسكندرية يا أجدع ناس يا أجدع ناس.. والفاتحة التانية لسيدي ياقوت واللي يعادينا يطق يموت.. والفاتحة التالتة لابو الدردار واللي يعادينا يولع نار..»، وتتضمن رقصة «السكينة» وهي من أشهر الرقصات السكندرية التي تعبر عن شهامة أولاد بحري. ويرتدي فيها الراقصون الملابس الفلكلورية السكندرية وهي السروال الواسع الخاص بالصيادين «أبوليه»، والصديري المزخرف ويقودها أقوى الفتيان وأكثرهم شجاعة ويشاركهم أبناء الحي ويهتفون: «يا ما انت صغيّر..»، ويردد الجمع من حولهم: «يا عريس.. الحارس الله والصلاة على النبي.. عريسنا بحري.. بحري.. ساكن في بحري.. بحري.. أمه يهودية.. وأبوه أرمني.. العروسة بنت حارتنا وعريسها فنجري».

أما أشهر الزفات وأكثرها انتشارا في الأفراح حاليا، فهي الزفة «الدمياطي» التي تبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم وحنبدأ الليلة.. حنغني ونقول مبروووك لعريسنا وعروسته الليلة.. زغرودة يا بنات.. واسقوا الشربات». وهناك الزفة «البورسعيدي» بمرافقة آلة السمسمية وتتضمن رقصات «البمبوطية» الشهيرة، وهناك أيضا الزفة «البدوية» التي تقوم على التصفيق بالكفوف. وهناك من يفضل أن تكون الزفة بأشهر أغاني الأفراح المصرية ومنها في الخطوبة: «يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا.. ونبني طوبة طوبة في عش حبنا»، أما في ليلة الزفاف: «دقوا المزاهر يالا ياهل البيت تعالوا»، أو «سامعة سامعة يا ماما الناس بترقص علشاني.. شايفة طويل أوي فستاني.. طبل ومزامير». ومن أشهر الأغاني المأخوذة عن الفلكلور الشامي «طالعة من بيت أبوها رايحة بيت الجيران.. واخدة من الشمس الطرحة وغزلة من القمر فستان». ومن أشهر الأغاني التراثية التي لا تزال تتردد حتى الآن في الزفات، أغنية سيد درويش «يا عشاق النبي صلوا على جماله.. دي عروسة البيه تعالوا بنا نسندها له.. آدي نور جمالها أهوه هلّ هلاله يا هنية.. للي ينولها يا هنية له».

وأثناء الزفة اشتهر المصريون بعادة رش الملح فوق العريس والعروس اعتقادا منهم بأن ذلك يمنع الحسد، وهناك من يلقي بأوراق الورود تفاؤلا بحياة جديدة سعيدة، لذا فقد تختار العروس مجموعة من فتيات العائلة ليقمن بهذه المهمة أو ليمسكن الشموع ويتقدمنها حتى وصولها إلى «الكوشة».

ويقول فؤاد السايس، مدير إحدى قاعات الأفراح بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي العروس وهي حائرة في اختيار نوع الزفة التي ستكون مقدمة لعرسها فنعرض عليها ألبوما مصورا لزفات سابقة لتختار كيف ستكون ليلتها، وتتراوح أسعار الزفات حسب نوعها، فسعر الزفة (الدمياطي) 350 جنيها، أما زفة (المبخرة) فتتراوح ما بين 450 إلى 600 جنيه، وهناك زفة الفنون الشعبية التي تتضمن التنورة والمبخرة والتحطيب ورقصة الحصان وسعرها 650 جنيها، وهناك من تفضل الزفة (الملكية) التي تبدأ بعربة ملكية تجرها الخيول حيث تقلها حتى باب القاعة التي سيقام بها العرس، وتبدأ من 500 جنيه، وهي بالطبع تكون عروسا كلاسيكية وتهوى الأناقة في كل شيء وبالتالي تفضل أن تكون زفتها هادئة نوعا ما».

ويؤكد «تختلف الزفة حسب المكان الذي سيقام به العرس، فالزفة في مكان مفتوح كحديقة كبيرة أو على حوض السباحة، تختلف عن القاعات المغلقة، فالقاعات المفتوحة تعطي مساحة أفضل لتقديم استعراضات وتكون الزفة أطول لأن العروس تسير لمسافة أطول»، مضيفا «حاليا تختار العروس أغنية ما لتتهادى على ألحانها حتى (الكوشة)، وانتشرت مؤخرا أغنية (طلي بالأبيض) للفنانة ماجدة الرومي، التي حلت محل لحن الزفاف المأخوذ عن الغرب».

وينصح سامر ضياء، مسؤول تنظيم حفلات زفاف، قائلا «يجب أن تتدرج الزفة من الإيقاع الهادئ الذي يبدأ فور نزول العروس من سيارة الزفة ليمتص ارتباكها، ثم إيقاع متوسط السرعة أثناء سيرها إلى (الكوشة)، وبمجرد اقترابها من (الكوشة) يتسارع الإيقاع، ولكن إذا كانت العروس خجولة نفضل أن تكون الزفة سريعة منذ بدايتها حتى يشجعها تصفيق الحضور على الاندماج في أجواء العرس».